سعودية تبدأ مشروعها التجاري من بسطة في إحدى أسواق دبي

تحلم بأن تكون سيدة أعمال معروفة.. ولا تمانع البيع في أسواق الصين

دعاء تحظى بدعم متناه من والدها وزوجها إياد أيضا وهو يعمل في مجال الإعلام («الشرق الأوسط»)
TT

«هل أنت حقا سعودية؟».. نعم أنا سعودية.. تجيب بتعجب. «لم أتوقع ذلك».

حوار قصير بين بائعة في سوق تقليدية في دبي وأحد الزبائن استوقفني وبفضول، لأعرف ما الغرابة في أن تكون هذه السيدة سعودية. في الواقع لا غرابة ربما في أن تكون دعاء سيدة سعودية تبيع الحلوى التركية بنفسها على إحدى الزوايا في سوق تقليدية بمنطقة «جميرا بيتش ريزيدنتس» الراقية في دبي.

ليس غريبا أيضا أنها تلفت نظر زبائنها بابتسامتها الدائمة وقدرتها على التحاور مع كل الجنسيات على اختلاف أذواقهم بهدف شد انتباههم إلى بضاعتها وهو ما تجمع عليه جاراتها البائعات في السوق.

تقول لي «نعم أنا سعودية، وهذا مشروعي الذي أعتبره نقطة البداية لحلمي بأن أصبح سيدة أعمال». تبيع دعاء الحلوى التركية على استاند صغير في سوق تقليدية في منطقة «جميرا بيتش ريزيدنتس» في دبي، ولها أسبابها في اختيار هذا المنتج من دون سواه «بعد أن روجت المسلسلات التركية الجماهيرية في المنطقة العربية لكل ما هو تركي يرغب الناس في تذوق الحلوى التركية كالبقلاوة مثلا، وهو الأمر الذي جعلني أختار هذا المنتج لأبيعه». وهي نقطة تسويقية تعتمد عليها دعاء لتحقيق أرباح مجزية من خلال تركيزها على الزبون السعودي بعد أن درست السوق السعودية، وهو الأمر الذي يعتبر في صلب اختصاصها فهي تحمل شهادة في إدارة الأعمال.

ولكن الزبائن الذين يقتربون من الاستاند لشراء الحلويات، تقول دعاء «يفاجأون لدى معرفتهم أني سعودية، ويعتقدون أني تركية أو من أي جنسية أخرى غير السعودية». أنا سعودية من مدينة جدة، ولهجتي تؤكد ذلك «سعودية تبيع وجريئة وتكلم كل الجنسيات في سوق عامة.. كيف؟».. «اسمي دعاء أحمد باعشن، وأنا سعودية وافتخر بذلك».

أما جارات دعاء في السوق فهن من عدة دول، وهن يبعن منتجات تقليدية مختلفة.. اللبنانية رشا تقول «دعاء بياعة شاطرة.. وأهم من كل ذلك أنها تعرف كيف تتعامل مع الزبائن بابتسامتها التي لا تفارق وجهها.. إنها حقا لطيفة».

تقول دعاء «كنت متحمسة جدا عندما بدأت أفكر بخوض غمار هذه التجربة بالرغم من أنها التجربة الأولى لي خارج المنزل، وعندما بدأت في اليوم الأول عانيت من بعض الخجل: أن أقف في الشارع خلف هذا الاستاند وأحاول أن أروج لبضاعتي وأتحدث مع كل الزبائن على اختلاف جنسياتهم. هذا الخجل بدا في التلاشي وأصبحت أتمتع بقدر كبير من الجرأة يساعدني على إدارة تجارتي بكفاءة».

وبسرعة قياسية انتقلت دعاء إلى مرحلة جديدة من التخطيط، فهي تفكر في افتتاح محلها الخاص في دبي «ولكن هذا يحتاج إلى وقت، فأنت تعلم أن إيجارات المحلات مرتفعة في دبي، وما زلت بحاجة إلى وقت لزيادة رأس مالي، لذلك لا بد من الصبر».

لكن دعاء ليست وحدها، فهي تحظى بدعم متناه من والدها وزوجها إياد أيضا، وهو يعمل في مجال الإعلام ويقول إنه فخور بها «قمت بمساعدتها لتحقيق هدفها بما يتعلق بالتسعير والترويج وساعدتها في جلب البضاعة من تركيا».

المهم عند إياد أن تكون دعاء سعيدة، وسيكون سعيدا إذا حققت أرباحا جيدة، لكن هذا ليس أولوية «المهم أن تكون هي سعيدة وتحقق ذاتها».

بدورها تعتمد دعاء على نفسها في تقييم نتائج البيع اليوم «اليوم كان البيع جيدا. لكن في الأيام التي لا تكون فيها السوق مزدحمة ولا أحقق مبيعات جيدة أعود لأفكر في تصحيح الأسعار.. الخلاصة لن أخسر لأني أعرف كيف أدير أموري.. (تبتسم) لن أعلن إفلاسي ومتفائلة في الأمد القريب بأن أوسع تجارتي وأحقق حلمي في أن أكون سيدة أعمال سعودية معروفة».

ويبدو أن دعاء تحمل من التصميم بداخلها ما يجعلها تقول «أنا مستعدة لأبيع على بسطة في الصين، ولا أمانع أبدا في ذلك إذا كان سيحقق هدفي».