الأمير سلطان بن سلمان في اثنينية خوجة: استعدنا 10 آلاف قطعة أثرية.. وتراثنا سيعرض في اللوفر

أعلن عن جملة من المشاريع والمتاحف المتخصصة داخل السعودية وخارجها

الأمير سلطان بن سلمان برفقة عبد المقصود خوجة في «الاثنينية» («الشرق الأوسط»)
TT

لم تكن ليلة احتفاء ملتقى اثنينية رجل الأعمال المعروف عبد المقصود خوجة الثقافي بالأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، حدثا عاديا يقتصر كالعادة على استطراد الضيف لسيرة حياته والإجابة على بعض الأسئلة التي يطرحها الحضور، حيث بهر الأمير سلطان بن سلمان الحضور بجملة من المشروعات الحيوية والاستثنائية تنفذها وتنظمها الهيئة العليا للسياحة والآثار في إطار مساعيها الرامية لتكريس التراث والسياحة في السعودية محليا وخارجيا من خلال محاور مختلفة.

واستهل الأمير سلطان الليلة الثقافية التي حفلت بالحديث عن كثير من الإنجازات بالكشف عن استعادة المملكة نحو 10 آلاف قطعة أثرية من مناطق مختلفة من العالم وأكد في الوقت ذاته أنه سيتم عرض تلك القطع في معرض متخصص سيتم الإعلان عنه خلال الفترة القادمة.

كما أعلن الأمير سلطان خلال لقائه مع مجموعة من المفكرين والمهتمين بالآثار والثقافة، في ملتقى اثنينية رجل الأعمال عبد المقصود خوجة الثقافي بجدة، يوم الاثنين الماضي، عن إقامة أول معرض متخصص للتراث السعودي الحقيقي في الخارج بمتحف اللوفر في باريس، وقال الأمير سلطان إن المعرض سيكون بحسب التطلعات والخطط الموضوعة من أهم المعارض المختصة بالتراث في العالم خلال عام 2010. وكشف الأمير سلطان أيضا عن إقامة معرض متخصص بالحج في المتحف البريطاني عام 2012 وذلك بعد إلحاح شديد من الجهات المنظمة للمعارض التي زارت السعودية واطلعت على المخزون الكبير للقطع الأثرية في مخازن الآثار السعودية.

وفي السياق ذاته، أعلن الأمير سلطان أمام الحاضرين عن بدء الهيئة العليا للسياحة والآثار بتنفيذ مشروع يهدف للحفاظ على 300 من المساجد التاريخية في السعودية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وهو البرنامج الذي يحظى بدعم خاص من خادم الحرمين الشريفين الذي تكفل بدعم مشروع إعادة وترميم أحد أهم المساجد التاريخية في جدة كما يحظى البرنامج بدعم ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، الذي قدم دعما مماثلا.

وأشار الأمير سلطان إلى أن اتفاقا قائما بين الهيئة العليا للسياحة والآثار ووزارة التربية والتعليم يجري لتنفيذ مشروع آخر يهدف إلى زيادة وعي طلبة المدارس وحثهم على الاهتمام بالآثار والتراث العمراني، ويتضمن البرنامج تنظيم مجموعة من الزيارات الميدانية ضمن منهج التربية الوطنية، وتقديم المعلومات الوافية عن المواقع وربط التعليم التاريخي بالمكان. والعمل على تأسيس مفاهيم التراث في مناهج التعليم العام وإقامة المحاضرات المتخصصة في هذا الجانب وعقد ورش عمل إضافة إلى عرض الأفلام الوثائقية وطباعة الكتب ذات الصلة وتوزيعها وإقامة المعارض المتخصصة في المجمعات التجارية وإقامة الحملات الإعلامية وطرح مبادرات الترميم بالتعاون مع الجهات ذات الصلة.

وأعلن رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن بناء 9 متاحف متخصصة في السعودية تتضمن جانبي التعليم والتثقيف معا، وهي: متحف القرآن الكريم في المدينة المنورة، ومتحف التراث الإسلامي في مكة المكرمة، ومتحف صقر الجزيرة للطيران، ومتحف المسكوكات بمؤسسة النقد، ومتحف الملك فيصل، إضافة إلى متاحف للفنون التشكيلية، ومتحف المعادن والنقل والمواصلات، كما سيتم إعادة ترميم وبناء المتحف الوطني، إضافة إلي تطوير 6 متاحف قائمة وتطوير متاحف قصور الملك عبد العزيز الخمسة وهي قصر حزام والقصر المربع وحصن المصمك وقصر البديعه وقصر الخرج، إضافة إلى إقامة وتطوير 70 متحفا خاصا مرخصا من قبل الهيئة، وإنشاء خمسة متاحف إقليمية منها متحف مكة المكرمة بقصر الزهراء، ومتحف المدينة المنورة بمحطة السكة الحديد.

وفي إطار نقاشه مع الحضور من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالسياحة والآثار، قال الأمير سلطان بن سلمان إن الهيئة تركز جهودها حاليا على إيقاف الإزالة العشوائية للمباني التراثية وإصدار نظام متخصص بالتراث العمراني وبرنامج تمكين للمحافظة على التراث بمشاركة كافة القطاعات ذات الصلة. وهو ما حققته جزئيا من خلال الأمر الملكي بحصر الآثار الإسلامية في مكة والمدينة وحفظها والاستفادة منها بشكل لا يفضي إلى التعظيم والتقديس، والتعاون مع أمانة المدينة المنورة في تطوير وتأهيل ميدان شهداء أحد والمساجد السبعة وتسجيل الآثار في الخارطة الأثرية والرقمية ووضع سجل للقطع الأثرية والتراثية وتسجيل المواقع في قائمة التراث العالمي.

وأضاف الأمير سلطان «تمثيلنا في التراث العمراني الإنساني لن يقتصر على مدائن صالح فقط، فموقع الدرعية التراثي تم تقديم ملفه كموقع تراثي حي لليونسكو استعدادا لاعتماده كموقع تراثي إنساني عالمي، وهناك مناطق أخرى مثل دومة الجندل ومغائر شعيب وغيرها في الطريق، إضافة إلى جدة القديمة التي ستدخل إلى التراث العمراني خلال العامين المقبلين ومنازلها التي تعد إرثا تاريخيا يجب الحفاظ عليه».

وشدد الأمير سلطان على ضرورة التعاون الدولي في المسح والتنقيب الأثري مشيرا في هذا الجانب إلى التعاون مع 14 بعثة أجنبية و6 بعثات محلية في سبيل نشر الثقافة والتعليم عبر عرض الوثائق وإنشاء مراكز زوار في عدد من المواقع وتزويدها باللوحات التعريفية وتأهيل مسارات الزيارة داخل المواقع وتوفير الخدمات المساندة لها. إلى جانب ذلك كشف الأمير عن مشروع أقر مؤخرا لتطوير المرافق في الطرق بين المدن السعودية بالتعاون مع البلديات والأمانات والإعلان عن تنظيم المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية برعاية من خادم الحرمين الشريفين والذي سيقدم التجارب العالمية في هذا الشأن. وتناول الحديث مشروع تأهيل وتطوير التراث العمراني في القرى التراثية والذي بدأ مرحلته الأولى بسبعة مشاريع.

واحتل الحديث عن فتح آفاق جديدة للاستثمار في قطاعات السياحة والآثار قدرا لا بأس به من مناخ الأمسية، وتناول الأمير سلطان بن سلمان بشيء من التفصيل الطرق التي تنتهجها الهيئة لإيجاد مصادر تمويل من خلال البنوك وبرامج التمويل وإنشاء شركة الاستثمار للمباني التراثية المملوكة للدولة وتقديم برامج التدريب والتأهيل في المواقع والكليات المتخصصة وتقديم الدعم الفني في تأهيل المقاولين المحليين وإقامة الفعاليات والبرامج التي تجاوزت 130 فعالية وبرنامجا.