16 مصورا ومصورة هواة يوثقون لكارثة فيضانات جدة بـ 100 صورة

اعتبروها ردا على اتهام الإعلام بالمبالغة في تغطية الأحداث

الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة خلال تجوله في المعرض («الشرق الأوسط»)
TT

100 صورة فوتوغرافية ستكون شاهدا إضافيا على كارثة حقيقية عاشتها جدة ذات أربعاء، وثقت بكاميرات لـ 16 مصورا ومصورة سعوديين من هواة التصوير الفوتوغرافي والمشاركين في الأعمال التطوعية.

المعرض الذي أطلق يوم أمس لأعمال المتطوعين قال عنه الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، محافظ جدة، بعد تجوله في أرجاء المقر «كانت المصيبة كبيرة ومؤلمة للجميع، ولكن الله خفف عليها بالتكاتف وتعاضد أهل وشباب وشابات جدة، والعمل الذي شاهدناه منذ بداية الأيام، أثبت هؤلاء أنهم مستقبل وطنية منقطعة النظير، صدقوني المسؤولون يفخرون بشبابنا وشاباتنا».

تقول عهود الحوباني، وهي رئيسة فريق أسهم مع الحملة التطوعية في جدة بعد الكارثة، والتي كانت تحدق في إحدى الصور التي تحتوي ركاما داخل قناة للتصريف الصحي وفردة حذاء تظهر وسط الركام «التقطت الصورة أثناء نزولنا إلى الميدان، ودائما أتألم عندما أتخيل الطفل صاحب أو صاحبة الحذاء، وتتناثر الأسئلة هل مات، هل عاش..الخ». انتقلت بعدها إلى مجموعة صور، دأبت في شرحها وقالت «كل صورة تحمل قصة، وكل قصة تحمل مآسي».

سراج محمد عمر سرتي، تقول «شاركت بخمس صور، تحكي عن الواقع الذي حصل وعن المساعدات وطريقة التوزيع، وصور تعبر عن الكارثة، والهدف أنها تبين حجم الكارثة للجميع، وعندنا فكرة التوثيق، وعشان ننشر ثقافة التطوع أيضا».

وتستطرد «هذه الصورة لعائلة من 12 شخصا، المطبخ هو الحمام، ما عندهم أي أكل يأكلونه، وصاحبها موجود، وهي تعبر عن الواقع، من حي كيلو 14».

وتضيف «أتينا للتطوع من أنفسنا ولم نلب طلب أحد، جينا نساعد إخواننا المنكوبين لأننا كلنا يد وحدة، وما ندري يمكن نكون في نفس الموقف ونحتاج أحدا يساعدنا». في حين تقول المصورة ميادة زعزوع «نزلت الميدان وبالصدفة أخذت الكاميرا، واكتشفت أن الصور العفوية اللي صورتها مناسبة، وأحببت أشارك في المعرض، فالشباب المشاركون في المعرض كلهم أصلا من المتطوعين في العمل داخل المستودع وفي الميدان».

وتضيف «شاركت في أربع صور، وصورنا المعرض لأنهم يقولون إن الإعلام يهول الموقف كما ذكر أحد أعضاء مجلس الشورى، والحاصل أننا نعكس الصورة الحقيقية لحجم الكارثة».

وتستطرد «أكثر صورة شدتني صورة للقرآن وهو متلف» متحدثة عن لقطة في مزرعة عائلة وتقول «كان داخل الغرفة 10 أشخاص، 6 أشخاص لقوا حتفهم، والبقية كانوا أطفالا، في حي الصواعد خلف قويزة، وكان عندهم مزرعة وخرفان للعيد، فمن ضمن الحيوانات اللي عاشت هي القطة التي دلني عليها صاحب المزرعة المتضرر وصورتها».

بينما يقول عبد الله محمد صالح، وهو مصور هاو وطالب إدارة أعمال في جامعة الملك عبد العزيز، 22 سنة، وأحد المتطوعين «منذ بداية الحملة، وأنا محتجز أيام المطر، وبعد خروجي، انتهزت الفرصة وشاركت بالتصوير وشاركت بصوري في المعرض».

ويضيف «هناك أناس غير مصدقة أنه فعلا حصلت كارثة، لذلك نريد من المعرض أن يثبت للجميع من خلال عدسات المتطوعين المتجولة في الميدان الحقيقة». وتعود عهود الحوباني لتقول «أنا كنت خارج البلاد وصادف رجعتي لجدة ثالث أيام الكارثة، واتصلت بمجموعة تطوعية أرأسها منذ وقت سابق، وعملنا خطة للمساعدة في التطوع وقسمنا الأيام بين مساعدة في المستودع، والخروج إلى الأحياء والمنازل المحتاجة، طرحنا الفكرة ورفعناها للغرفة التجارية وجاءتنا الموافقة».