تونس: 44 لوحة فنية تخطها أيادي المساجين

الكثير منهم بعد خروجهم نجحوا في عمل مشاريع خاصة بهم

المعرض ضم 44 لوحة معظمها تم إنجازها خلال سنة 2009 («الشرق الأوسط»)
TT

ماذا بإمكان السجين إن أبدع عبر الألوان والأشكال؟ وهل تتوفر له الفرصة لإبداع فنون تشكيلية قابلة للقراءة والتقييم؟ وهل تحولت المؤسسة السجنية من مؤسسة ردعية تقليدية بالأساس إلى مؤسسة اجتماعية غايتها التفكير فيما بعد السجن قبل قضاء فترة السجن؟ هذه الأسئلة وغيرها أثارها المعرض السابع لإبداعات المودعين في مجالي الفنون التشكيلية والبراعات، الذي احتضنه المركز الثقافي والرياضي للشباب بالعاصمة التونسية مؤخرا. يندرج نشاط الرسم بالوحدات السجنية ضمن برامج التنشيط الثقافي التي يتمتع بها المساجين، التي تضم عديد الاختصاصات على غرار المسرح والموسيقى والأدب والأنشطة السمعية البصرية. أما المعرض فقد ضم 44 لوحة معظمها تم إنجازها خلال سنة 2009. من خلال الجولة بين اللوحات التشكيلية يتضح أن الرجوع إلى الطبيعة وإلى فترة الطفولة وألوان السماء والتمسك بالتقاليد والأصالة إلى جانب التعبير عن ظلمة السجن، كل هذه المحاور كانت موجودة في المعرض. التركيز على الإبداعات المختلفة تعتبره الوزارة المشرفة بمثابة التهيئة للحياة العامة وتمهيدا لإدماج المساجين المفرج عنهم في الدورة الاقتصادية، وهي التي انطلقت في تنظيم المعرض منذ سنة 2003 وبصفة سنوية تتلاءم مع الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان (10 ديسمبر (كانون الأول) من كل سنة). حول هذا المعرض السنوي لإبداعات المساجين، قال محمد الدخلاوي رئيس مصلحة التنشيط الثقافي والرياضي بالإدارة العامة للسجون والإصلاح والمسؤول على تنظيم المعرض، إن تلك الأنشطة هي من صميم التكوين الذي يتلقاه السجين في محاولة لإعادته إلى جادة السبيل. إلا أن التكوين المهني الذي يمكن أن يشارك فيه بإبداعاته المختلفة لا يحمل أي إشارة إلى أنه كان قضي عقوبة سجنية، وبإمكان السجين تلقي تكوين في 25 اختصاصا مهنيا بما يؤهله لاحقا للاندماج الاجتماعي. وأضاف الدخلاوي أن الكثير من المساجين الذين شاركوا في المعارض السابقة تمكنوا بعد خروجهم لاحقا، من مواصلة المغامرة وحصلوا على قروض ميسرة من المؤسسات المالية ونجحوا في بعث مشاريع خاصة.