شركة سعودية ترصد 100 مليون ريال للتعريف بـ«حوار الأديان» وتوثق آثار المبادرة عالميا

تجوب 45 دولة بطائرة تحمل صورة خادم الحرمين الشريفين

خطة إعلامية سعودية للتعريف بـ «حوار الأديان» في 45 دولة حول العالم («الشرق الأوسط»)
TT

أطلقت شركة سعودية مشروعا يهدف إلى التعريف بمبادرة العاهل السعودي لحوار الأديان، وستنطلق الطائرة السعودية الخاصة التي ستتزين بصورة الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد، بشعار حوار الأديان وحمامة السلام لتجوب 45 دولة في جولة تعريفية ستشمل إجراء حوارات مع رؤساء دول ومسؤولين.

وذكر عادل الحسني، المدير العام لشركة «الرؤية العصرية للإنتاج الفني» لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة رصدت أكثر من 100 مليون ريال للترويج لحملة السلام، التي سيصحبها طاقم عمل مكون من 50 شخصا من مخرجين وفنيين ومصورين سيقومون بعرض الأفلام الوثائقية في الدول المزارة، مبتدئين بجملة الملك عبد الله الشهيرة: «إن الأديان التي أراد الله بها إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون سببا من أسباب شقائهم»، وسيكون أيضا من مهامهم تسليط الضوء بشكل رئيسي على مبادرة العاهل السعودي التي أطلقها في الأمم المتحدة وفي مؤتمر مدريد.

وذكر عادل الحسني، أنه سيتم المرور على إنجازات السعودية بشكل عام من عهد المؤسس الملك عبد العزيز، مرورا بملوك السعودية وما تم تقديمه في مجال خدمة الإسلام من بناء المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس والكراسي العلمية في الجامعات المرموقة في العالم وتوسعة الحرمين الشريفين وخدمة الحج والعمرة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وتقديمه لمبادرة حوار الأديان.

وأوضح الحسني، أنه سيتم عمل لقاءات مع المسؤولين في الدول عن دور السعودية في خدمة الإسلام وإجراء لقاءات مع رؤساء دول العالم بخصوص حوار الأديان، ولقاءات مع المراجع الدينية مثل البابا والمسؤولين الدينيين في الديانات الأخرى، ولقاءات مع أمين عام الجامعة العربية، وأمين عام الأمم المتحدة، وأمين مؤسسة الفكر العربي، بالإضافة إلى لقاءات مع المسؤولين عن الإعلام في الدول المزارة، ولقاءات مع الناس بخصوص حوار الأديان وإجراء مشاهد تصويرية تحاكي حوار الأديان ودوره في خدمة المجتمعات المختلفة لتوصيل الرسالة المطلوبة.

من جهته، أكد الدكتور حسين النجار، معد وكاتب العمل، أن العمل الجديد سيعرض إنجازات السعودية بشكل عام من عهد المؤسس الملك عبد العزيز مرورا بالملوك جميعا حتى عهد خادم الحرمين الشريفين، وذلك في مجال خدمة الإسلام في بناء المساجد والمراكز الإسلامية والأكاديميات والمدارس والكراسي العلمية في الجامعات في جميع دول العالم وأيضا ما تبذله في مجال خدمة الحجاج والمعتمرين وتوسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتسليط الضوء على مبادرة العاهل السعودي الصادرة من قلب العالم الإسلامي في رغبة المسلمين في التعايش السلمي والتفاعل الإيجابي مع مختلف الأديان والحضارات وإقامة علاقات حضارية بين شعوب العالم.

وأوضح أن الحضارة الإسلامية قدمت للعالم نماذج مضيئة لقيم الإسلام في التعايش مع الآخر في مختلف قارات العالم وعرض الثقافة الإسلامية التي تستمد جذورها من الكتاب والسنة وتقدم للعالم كله المعارف والعلوم التي كان لها أثر واضح في تقدم الأمم والشعوب على مدى قرون.

وحول النواحي الإيجابية التي من الممكن حصدها من الفيلم، أبان الدكتور النجار أن مفهوم حوار الأديان هو إيجاد تعايش سلمي وخلق قنوات للتفاهم مع الشعوب واحترام الآخر وحفظ مصالحه، لذا تسعى السعودية لنشر قيم التسامح والاعتدال وتعمل على تعزيز حوار الأديان وتسليط الضوء على سبب ظهور مبادرة حوار الأديان في هذا التوقيت. إن هذه المبادرة جاءت بعد انتشار ظاهرة القلق من العنف والإرهاب والاعتداء على الآخرين لنشر صورة جديدة للفكر البشري في العالم نحو التآلف والتسامح والتعاون لمواجهة الأزمات المتلاحقة التي تعيشها الشعوب ومد جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وحل الصراعات التي تعيشها المجتمعات الإنسانية ونشر السلام ومكافحة ثقافة الكراهية والعنف والإقصاء والعدل في التعامل مع القضايا المختلفة وعدم ازدواجية المعايير. وزاد النجار «هدفنا الرئيسي هو التسامح والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب واحترام الديانات السماوية وحفظ مكانتها ومكافحة استخدام الدين لإثارة التمييز العنصري وتسليط الضوء على وسائل الإعلام في خدمة الحوار وعمل لقاءات مع المسؤولين عن الإعلام في كل دولة والتحاور مع رؤساء القنوات الخاصة والمحلية في دول العالم وأخذ لقاءات مع رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة، وعمل لقاءات مع المراجع الدينية مثل البابا والمسؤولين الدينيين في الديانات السماوية الأخرى وعمل لقاء مع أمين عام الأمم المتحدة السيد بان كي مون وأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى وأمين مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل وإجراء مقابلات مع رؤساء الدول والتحاور مع زعماء العالم حول مبادرة حوار الأديان».

وفي سياق متصل أكد لـ«الشرق الأوسط» المنسق الإعلامي للعمل سعود مغربي أن زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز للفاتيكان تنفرد بامتياز خاص ولذلك نسلط الضوء عليها في أخذ بعض اللقاءات مع عامة الناس في الدول المزارة والتركيز على مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الأديان واستثمار الانفتاح الأميركي على العالم الإسلامي من خلال نشر ثقافة الإسلام كونها تدعو إلى السلام والتخلص من نظرية صدام الحضارات لتحل محلها سياسة تكامل الحضارات لتثقيف الأجيال القادمة على التعامل مع الأديان.

وأبان محمد عبد الله المدير التنفيذي للشركة أن الشركة بدأت أول زيارة لها لتنفيذ هذا العمل الكبير بأرض التسامح الديني على مر العصور؛ جمهورية مصر العربية التي تعد رمزا من رموز التسامح الديني في العالم، وبعدها تكمل الشركة زياراتها لدول أخرى مثل: أميركا، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، أستراليا، اليابان، الصين، الأرجنتين، البرازيل، بريطانيا، إيطاليا، وعدد من دول العالم، علما بأن هذا العمل سيوزع على جميع وسائل الإعلام العالمية ويترجم لعدة لغات ليكون رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك الإنسان للعالم. هذا وقامت الشركة بعمل لقاءات مع شخصيات بارزة من جمهورية مصر العربية مثل سماحة شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي، الدكتور نبيل لوقا، الدكتورة هالة مصطفى، الدكتورة جورجيت قليني، الدكتور جرجس صالح، الدكتور رفعت السعيد، الدكتور أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، والدكتور أحمد عيسى المعصراوي رئيس لجنة المصحف الشريف بالأزهر، والدكتور أحمد كمال أبو المجد نائب رئيس منظمة حقوق الإنسان، والدكتور شريف دوس، والدكتور عبد الحميد عمر أباظة نائب وزير الصحة، ومجموعة من أطياف المجتمع بمختلف دياناتهم واتجاهاتهم. من جانبه، أكد المشرف العام على العمل عادل علي، ومدير عام شركة «الرؤية العصرية» عادل الحسني أن زيارة جمهورية مصر العربية كللت بالنجاح؛ «لما لمسناه فيها من رأي المشاركين الذين أشادوا بمبادرة خادم الحرمين الشريفين وأثروا العمل بأفكار ومقترحات رائعة متمنين أن يكون هذا العمل بعد نهايته رسالة العالم الإسلامي وشعب السعودية وشعوب الوطن العربي للعالم بأكمله، نقول فيها إننا شعوب سلام ومحبة وتعايش مع جميع شعوب العالم. وتتمنى الشركة أن يكون هذا العمل بعد نهايته هدية لملك الإنسانية الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الذي فرض على قلوب شعوب العالم محبته بحكمته ورجاحة عقله. ونتمنى أن يكون هذا العمل له تأثير على شعوب العالم بمختلف دياناتهم للعيش في سلام ومحبة ونبذ أشكال العنف. ويكون العام الجديد عام خير وسلام للعالم بأكمله».