خبير لوحات بريطاني: الرعاية الفنية لها تأثير على طموحات الفنانين العرب

قال إن السوق المحلية هي الأساس وبعدها الانتشار العالمي

روبن ستارت يتحدث لزائرتين عن لوحة للفنان يوسف أحمد من قطر بعنوان «أصفر و أسود»
TT

في لقاء مع مجموعة من جامعي التحف العرب في بريطانيا ألقى خبير التحف البريطاني مالك غاليري «بارك» روبن ستارت كلمة حول سوق الفن العربي بشكل عام وفن الخليج العربي والسعودية بشكل خاص.

في البداية قال ستارت إن حديثه ينصبّ على حركة الفن الحديث والمعاصر والسوق التي نشأت حولهما. وتطرق ستارت في حديثه إلى التطور الذي عاشته حركة الفنون التشكيلية في العالم العربي منطلقا من شواطئ الخليج العربي ومصر ولبنان والعراق وسورية. واستشهد ستارت في حديثه بمقولة لمدير معهد العالم العربي السابق إبراهيم العلوي بأن «ظهور أشكال جديدة من التعبير والإبداع لم تكن من فراغ وإنما هي نتاج موروث غني ومتنوع»، وأن الفن في القرن الـ20 كان وليد ثقافة فنية مزجت بين الحضارة العربية قبل وبعد ظهور الإسلام. وشدد ستارت على أهمية الرعاية الفنية التي تقدم للفنانين في أي مجتمع وتسهم في النهضة الفنية، وتشمل تلك الرعاية مجهودات جامعي التحف والمهتمين بالحركة الفنية وأيضا الأجهزة الحكومية والخاصة والمعاهد الفنية والمؤسسات التعليمية. ويرى ستارت أن الحركة الفنية العربية المعاصرة تحظى بدعم ورعاية فنية من الأشخاص المهتمين بالفنون وجمعها وبعض المؤسسات غير الحكومية. وعما إذا كانت تلك الرعاية مؤثّرة بشكل فعّال على الحركة الفنية في العالم العربي قال ستارت: «أعتقد أن لها تأثيرا مهما على طموحات وثقة الفنانين بأنفسهم في السعودية والعالم العربي بشكل مماثل».

وخلال حديثه ذكر ستارت مجهودات وإنجازات رواد الحركة الفنية في السعودية مثل عبد الحليم رضوي وعبد الله الشيخ وعلي الزيزى وضياء عزيز ضياء وصفية بن زقر وأحمد فيلمبان وأضاف أن تأثير هؤلاء الفنانين وغيرهم من الرواد وإدراج تدريس الفنون في المدارس والجامعات السعودية «جعلنا اليوم نرى ظهور مواهب فنية سعودية قوية ومعترف بها عالميا»، وحسب تقديره يرى ستارت أن عدد الفنانين السعوديين في ازدياد وأن في مناطق كثيرة من المملكة حركة فنية، وهي تلقى اهتماما واضحا على المستوى المحلي وعلى المستوى العالمي خصوصا من قِبل المؤسسات الغربية والمتاحف.

وفي العام الذي شهد اهتماما من دور مزادات عالمية لإدراج أعمال لفنانين سعوديين شباب ضمن مزاداتها في الشرق الأوسط ولندن أشار ستارت إلى أن اهتمام دور المزادات لا يمكن إدخاله ضمن مسمى الرعاية الفنية، ويضيف موضحا: «بيوت المزادات جزء من حركة السوق العالمية، فهم تجار فنون. ولكن إذا نظرنا إلى الموضوع من جهة أخرى فيمكننا رؤية أنهم يوفرون للفنان فرصة للظهور في الأسواق العالمية»، وأشار إلى أن دور المزادات تقرر إدراج عمل فني بحسب تقديرها لإمكانية بيعه، فقبل عرض أعمال فنية سعودية على سبيل المثل فإنهم يكونون على دراية بمدى تقبُّل السوق لتلك الأعمال. ويشير ستارت أيضا إلى أن على الفنانين المهتمين بالتعريف بعملهم الاهتمام بفعل ذلك أولا في المحيط المحلي عبر وسطاء اللوحات والغاليريهات ثم الاشتراك في الأسواق الفنية العالمية لدخول السوق الخارجية، ومنها سوق «آرت دبي».