برلين تستعد لحفل ضخم لاستقبال العام الجديد

الهولنديون يوزعون مهدئات على الحيوانات الأليفة بسبب الألعاب النارية

بوابة براندنبورغ ستتحول إلى ساحة من الألوان المبهرة (أ.ب.إ)
TT

تستعد العاصمة الألمانية برلين لإقامة حفل ضخم لاستقبال العام الجديد سيكون الأكبر من نوعه على مستوى ألمانيا. وسيتحول شارع 17 يونيو (حزيران) بين بوابة براندنبورغ وعمود النصر إلى ساحة للاحتفال يوم غد الخميس، ليلة رأس السنة المقبلة. وقال منظمون أمس الثلاثاء إن هذه المساحة البالغ طولها 2.2 كيلومتر أغلقت بالفعل تمهيدا لوضع المسارح ومستلزمات الاحتفال ومنافذ بيع الأطعمة المتنوعة من مختلف أنحاء العالم.

وسيستقبل الزوار العام الجديد في 3 مسارح و6 خيام مخصصة للاحتفال في برلين في حضور مجموعة من نجوم الغناء والموسيقى من ألمانيا وخارجها.

وقبل عشر دقائق من بدء العام الجديد ستتحول سماء برلين إلى ساحة من الألوان المبهرة خلال فقرة الألعاب النارية التقليدية التي يتم إطلاقها قبيل دقات أولى ساعات العام الجديد.

وتتوقع برلين احتفالات طويلة ممتدة حتى أولى ساعات يوم الجمعة ولكن السلطات منعت الزوار من اصطحاب الألعاب النارية والزجاجات والأشياء الحادة حول بوابة براندنبورغ حتى تمر الاحتفالات بسلام ومن دون مشكلات.

من جانب آخر، تطارد هولندا الألعاب النارية التي اعتاد ملايين الهولنديين على إشعالها احتفالا بحلول السنة الجديدة. ويوضح نيكو تيلسترا مدير هيئة التفتيش في وزارة البيئة الهولندية، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، أن الألعاب النارية بكل بساطة خطرة، وضبطت الهيئة أكثر من 200 طن من الألعاب النارية المحظورة. وليلة رأس السنة الماضي أشعل الهولنديون 17 ألف طن من الألعاب النارية، الأمر الذي استدعى إدخال 800 شخص إلى قسم الطوارئ في المستشفيات. ويقضي التقليد في هولندا بتمضية ليلة رأس السنة في كنف العائلة ومع الجيران أو الأصدقاء لتناول المأكولات والمشروبات.

عندما تدق الساعة معلنة منتصف الليل يخرج الجميع إلى الشوارع لإشعال الألعاب النارية. واعتبارا من اليوم 30 ديسمبر (كانون الأول) يعمد السكان إلى سد فتحات علب البريد لتجنب أن تدخل إليها الألعاب النارية ما يؤدي إلى إحراق الرسائل داخلها. وترتفع مبيعات مسكنات الأعصاب المخصصة للحيوانات الأليفة التي يصيبها الرعب من دوي انفجارات الألعاب النارية والبرق الذي تخلفه. ويقول نيكو تيلسترا إن 6 إلى 12 في المائة من الألعاب النارية في عيد رأس السنة، أي ألف إلى ألفي طن، محظورة لأنها كبيرة وخطرة بسبب دوي انفجارها القوي وتأثيراتها البصرية القوية. وهي تستورد بطريقة غير شرعية من ألمانيا وبلجيكا وتشكل كابوسا للقوى الأمنية. فهي تخزن بآلاف الأطنان من دون أي مراقبة قرب المنازل أحيانا «ليعاد بيعها في المدارس والجمعيات الرياضية والمقاهي» على ما يوضح ارنو فان دوب الذي يدير وحدة جوالة تعنى بهذه المسألة. ويضيف: «غالبا ما يتم بيعها سرا من قبل أشخاص يخزنونها في صناديق سيارتهم». والاتجار بالألعاب النارية الذي تشرف عليه نحو 15 منظمة إجرامية يدر نحو 10 ملايين يورو سنويا. ويؤكد تيلسترا: «لقد ضبطنا عام 2008 ربع ما كان متداولا من هذه الألعاب النارية. بهذه الطريقة نثني الأشخاص الراغبين في الاتجار بها من خلال جعل مردودها أقل». ومنذ انفجار مخزن للألعاب النارية في حي سكني في اينشيدي (شرق) عام 2000 أدى إلى سقوط 22 قتيلا، يقتصر بيع الألعاب النارية المسموح بها على أيام 29 و30 و31 ديسمبر (كانون الأول). وبلغ رقم أعمال هذه التجارة عام 2009 نحو 65 مليون يورو. بيد أن الألعاب النارية المسموح بها والمصنوعة في الصين لا تحترم دائما معايير السلامة. ويقول تيلسترا إن ربع المنتجات الخاضعة للرقابة، أي 5 في المائة من الكميات المتوافرة في السوق، سحبت من التداول بسبب خطورتها. وطالبت جمعية أطباء العيون الهولندية مؤخرا بمنع الألعاب النارية، مشيرة إلى تسجيل 315 إصابة في العين العام الماضي بمناسبة رأس السنة تطلبت علاجا. وأصيب أكثر من نصف الضحايا هؤلاء بألعاب نارية أشعلها آخرون. وتؤكد اشا خونخون من «جمعية البلدات الهولندية» (في إن جي»): «في غالبية الأحيان تمر الأمور على ما يرام وفي أجواء ودية جدا»، معتبرة أن حظر الألعاب النارية «سيغير طبيعة العيد كليا».