معرض «بين ساحلين» يربط فناني القطيف بمنكوبي جدة

وقفة فنية ومادية مع المتضررين

فنانون مشاركون في معرض «بين ساحلين»
TT

استضافت مدينة القطيف معرضا فنيا يجمع بين اللوحات التشكيلية والخط العربي والتصوير الضوئي أقامه نادي الفنون في مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف وخصص ريعه بالكامل لمساعدة المتضررين من كارثة سيول جدة. واستطاع المعرض الذي احتشد فيه فنانون من القطيف والأحساء وجدة جمع أكثر من 140 عملا فنيا ما بين رسم وخط وتصوير.

وجاء المعرض الذي حمل عنوان «وقفة بين ساحلين» كخطوة خيرية من فناني القطيف من تشكيليين وخطاطين ومصورين لصالح المتضررين من سيول جدة. وبحسب المنظمين فإن المشاركين في المعرض الخيري «جعلوا مما خطّته أيديهم من لوحات وأعمال وسيلة للتعبير عن روح التلاحم بين أبناء الساحل الشرقي وأشقائهم في الساحل الغربي».

وتعبّر الأعمال عن روح التضامن لتحقق رؤية المشاركين في التعبير الفني. ولم يقتصر المشاركون في المعرض على إعداد لوحات لتعبر عن الكارثة، بل إن طبيعته الخيرية دفعتهم إلى إخراج أرشيفهم مما أنتجوه خلال فترات سابقة ليكون إضافة إلى المعروضات.

وقد جاءت فكرة المعرض من قبل عدد من الفنانين في القطيف يتقدمهم الفنان زمان الجاسم والتشكيلي محمد الحمران. وتنوعت المشاركات التي جرى عرضها في المعرض وبلغت أعدادها العشرات بين لوحات تشكيلية، ولوحات للخط العربي وأعمال تصوير ضوئي.

وذكر الفنان محمد الحمران رئيس جماعة الفن التشكيلي بنادي الفنون في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الرسالة التي أراد الفنانون إيصالها عبر معرضهم هذا هي إثبات دور الفن في الإسهام في خدمة المجتمع حتى لو كان الأمر يتعلق بكارثة. وإيجاد وسيلة للتضامن مع المتضررين عبر الإسهام الفني والمادي في آن واحد. وحول العائدات التي حققها المعرض ذكر الحمران الذي لم يفصح عن حجم العائدات أن العشرات من اللوحات تم بيعها من خلال المعرض. مفيدا بأن هذه اللوحات جرى تسعيرها من قِبل لجنة خاصة بهذا الغرض، كما ترك المجال لبعض الفنانين ليختاروا الأسعار المناسبة للوحاتهم. مشددا على أن كامل العوائد المادية ذهب ريعها إلى المستفيدين ولم يتم تخصيص أي نسب منها لصالح الفنانين. وأفاد الحمران بأن المعرض حقق نجاحا أثبته وجود العديد من رجال الأعمال والشخصيات فيه وإسهامهم في اقتناء العديد من المعروضات مما ساعد في تحقيق غرض المعرض. مشيرا إلى أن من أهم أسباب إقبال الجمهور على المعرض وتحقيقه للعوائد المادية المرجوة قرار المشرفين على المعرض بجعل المشاركة فيه غير محددة بنوعية معينة من الأعمال أو مطالبتهم بأن تكون هذه الأعمال تختص بالكارثة فقط. مؤكدا أن هذا الأمر أسهم في تلبية مختلف أذواق ورغبات الزائرين ودفعهم إلى شراء الأعمال.

من جانبه ذكر الفنان حسين السماعيل الذي كان أحد المشاركين في المعرض الخيري أن المشاركة لم تقتصر على فناني القطيف فحسب بل امتدت إلى مشاركة فنانين من الأحساء وجدة. مشيرا إلى أن جهدا قياسيا تم بذله في سبيل إنجاح المعرض حيث تم جمع أكثر من 140 عملا ما بين رسم وخط وتصوير في ثلاثة أيام وتوزيع الدعوات والحصول على التصاريح في فترة أسبوع واحد، وهو الأمر الذي عبّر عن مدى إحساس الفنانين بالواجب الفني نحو المجتمع.