تكريم فريد الأطرش في دار الأوبرا السورية مع مرور 35 عاما على رحيله

«فرقة قصيد للموسيقى العربية» تحيي الحفل معتمدة على مصادره الموسيقية

عمرو خالد
TT

استضافت دار الأوبرا السورية حفلا تكريميا للموسيقار الراحل فريد الأطرش بمناسبة مرور 35 سنة على وفاته في 26 ديسمبر (كانون الأول) 1974، وقد طغت على الحضور أجيال من كبار السن، كما لو أن الحفل هو لقاء تلك الأجيال مع الذاكرة. وقد أشار الناقد الموسيقي حمد بوبس في دليل الحفل إلى مكونات ثلاثة للموسيقار السوري الأصل، حيث «الموسيقى الشامية التي اختزنها في طفولته في السويداء (جنوب سورية) من خلال الأغنيات الفلكلورية التي كان يسمعها، وما تعلمه في القاهرة من قوالب الغناء المصري، وموسيقى الشعوب التي كان فريد شغوفا بها».

ولعل هذه المصادر الثلاثة شكلت الطريق الذي مشت عليه «فرقة قصيد للموسيقى العربية» التي أحيت الحفل، لتبرز كل هذه المكونات.

ومن بين ما غنت: «نجوم الليل» و«يا زهرة في خيالي» و«ختم الصبر» و«لا وعينيك» و«أجل بهواك»، إلى جانب الأغنية الوحيدة التي لحنها للمغني اللبناني وديع الصافي «على الله تعود»، وأغنيتي الشحرورة صباح «حبيبة أمها» و«حموي يا مشمش» اللتين أدتهما شذا الحايك.

التفسير السياسي لاستبعاد بعض الأغنيات كان حاضرا لدى الجمهور الذي تساءل حول استبعاد أغنية «جميل جمال»، التي تقصد، حسب رأيهم الزعيم جمال عبد الناصر. لكن قائد الفرقة كمال سكيكر، الذي أعاد توزيع كل أغاني الحفل، نفى معرفته بمرامي هذه الأغنية، في تصريحات أوردتها الوكالة الفرنسية.

ولخص سبب اختياره تلك الأغاني بقوله: «لقد مررت على تجربة فريد من وقت طفولته إلى آخر أيام حياته، ماذا فعل بالقصيدة والطقطوقة، وتجربته مع الموسيقى الغربية».

ولدى سؤال حول إضافاته في التوزيع الجديد للألحان قال سكيكر: «شخصية فريد بقيت كما هي، وإذا كان يكتب لحنه لأغنية منفردة، فقد أصبحت القطعة هنا لأركسترا كامل، وفي هذا إغناء للألحان».

أما أبرز الآلات الموسيقية التي أضافها إلى ما كان يستخدمه فريد فأشار إلى «الآلات النفخية وبعض الآلات الإيقاعية».

وعن أهمية الموسيقار الراحل قال إنه «الموسيقي السوري الوحيد، فمَن غيره من السوريين يمكن أن يجاور محمد عبد الوهاب أو السنباطي والقصبجي؟».

وعن رأيه بمن ينسب الأطرش إلى الجنسية المصرية لا السورية قال موسيقي آخر من الفرقة: «كيف يمكن أن يكون مصريا وقد حاربوه كل تلك الحرب؟».

المغنية وعد أبو حسون التي كانت من جمهور الأمسية قالت إن «الأغاني ينقصها ثقل فريد الموسيقي»، وتساءلت عن أغان مثل «لحن الخلود» و«أول همسة» و«جميل جمال»، قبل أن تجد عذرا للفرقة: «ربما لم يكن هناك الكادر الفني الكافي، وذلك من الصعوبة إذا لم توجد فرقة متخصصة ومستمرة دائمة التمرين».

وتضيف: «لكن في النهاية جميل أن يكرم الفنان الأطرش بهذا الشكل الذي لم يحدث من قبل». وحول ما إذا كان لدى فريد الأطرش جمهوره في سورية، قال عازف الترومبون سامر جبر: «من المفاجئ فعلا لنا أنك تجد بين الشباب عددا كبيرا ممن يتذوق ويحفظ فريد لحنا وكلمة».

وبالفعل لم تخل مقاعد المتفرجين من جيل شاب جاء من أجل فريد، وقد عبّر بعضهم عن ولع خالص بأعماله. تقول إيفا «إنه فريد فعلا»، ولدى سؤالها إن كان أحد ما يشبهه اليوم تقول: «ولا البارحة».