الفرنسي كريستوف بارون يعرض في دمشق 15عملا فنيا من خشبياته المتواضعة

بأشكال بشرية مستلهما إبداعات شكسبير ودوستويفسكي

أحد أعمال الفنان الفرنسي بارون المعروضة في دمشق («الشرق الأوسط»)
TT

تحتضن حاليا صالة بيت الفن في منطقة المزة بدمشق معرض الفنان الفرنسي كريستوف بارون والذي ينظم بدعوة من المركز الثقافي الفرنسي فرع سورية بالتعاون مع «آرت هاوس» ومؤسسة الطيران العربية السورية وبرعاية وزارة الثقافة. ويقدم الفنان بارون وهو مهندس الميكانيك والمدرس الذي استهواه الفن التشكيلي بشكله الفطري غير الأكاديمي والقادم من مدينة ستراسبورغ، حيث يقيم ويعمل يقدم في معرضه الأول له في سورية 14 عملا نفذها بأدوات وتقنيات بسيطة وعلى بقايا خشبيات مستهلكة حولها إلى لوحات فنية مستخدما فن الحفر وقلم الرصاص ليقدم وجوها بشرية وحالات إنسانية استلهمها من قصص أفلام سينمائية كلاسيكية بالأبيض والأسود ومن مشاهد من مسرحيات شكسبير وغيره من عمالقة المبدعين الأوروبيين. في لوحات بارون يشاهد المتلقي نساء ورجالا في حوارات ونقاشات حارة وباردة أحيانا، ملتقطا لهم مواقف ضاحكة وجادة عميقة وسطحية في أحيان أخرى، محاولا أن يجعل المشاهد لأعماله يعيش جو العمل وكأنه واقف أو جالس مع شخوصه في حالاتها المتعددة. وتقول كندة وهبي المسؤولة الإعلامية في المركز الثقافي الفرنسي بدمشق عن بارون وفنه ونشاطاته المستمرة منذ انطلاقته الفنية قبل عشر سنوات: كريستوف بارون فنان مشهود له، وتعرض أعماله بانتظام في باريس وفي غاليري بروليه في ستراسبورغ. تعتمد تقنيته في الرسم على الأكريليك وقلم الرصاص وألواح من الخشب. نجد في رسومه جمهرات رقيقة أو متوترة، تبحث عن حوار. وهو يستلهم من أعمال الكتاب أو السينمائيين من أمثال شكسبير أو سيدني لوميت أو دوستويفسكي أو بوتساتي أو سيمنون.

تذوقه للفن يوصله أكثر فأكثر إلى إنجاز أعمال للكنائس. أنجز الفنان رسما بأبعاد كبيرة لحديقة الأديان في ستراسبورغ سيتم تدشينه في عام 2010. ستعرض أعماله خلال العام القادم 2010 في نيويورك (ناراتيف سيكوينسز، معرض جماعي في مركز فنون الكتاب) وفي طوكيو (معرض شخصي في غاليري آرت داتا بنك) وفي ستراسبورغ (يابان، معرض مع فيليب دييه في غاليري بروليه). يختار كريستوف بارون لفنه أدوات متواضعة لكنها غنية بأثرها. قد يرتسم عمله كفنان على الخطوط التي يتركها البناء أو العامل في السوبر ماركت على ألواح خشبية مستعملة. يبرز جوهر عمله في التناقضات بين الصناعي والفني، بين الخام والمرسوم، بين إغفال الاسم والتوقيع، بين المشكوك فيه والمتقن.