«الرسائل المجانية» تحول السعوديين إلى «دعاة» وظرفاء لمدة شهر واحد

الشركة قالت إنها مررت مليار رسالة خلال 72 ساعة فقط من بدء الخدمة المجانية

TT

حولت الرسائل المجانية التي أتاحتها إحدى شركات الاتصال في السعودية، مستخدمي الشبكة إلى «ظرفاء» و«حكواتية» و«رجال دين»، إذ لم يتوانَ مستخدمو الهواتف النقالة في استغلال هذه الفرصة، التي تتيح إرسال الرسائل بشتى أنواعها بالمجان.

الظرفاء أو المستظرفون اتجهوا إلى تبادل النكت والطرائف طيلة اليوم، فيما شرع الدعاة والملتزمون في إرسال أكبر كمية من الرسائل الدينية والتوعوية والتربوية أيضا، حتى باتت نغمة الرسائل التي تطلقها الهواتف النقالة عند السعوديين أمرا معتادا هذه الأيام.

وتشابكت هذه الوسيلة المجانية مع انتشار ملحوظ للأجهزة النقالة الحديثة التي تقدم خدمات المراسلة الفورية.

وعلى الرغم من حضور الرسائل الدينية والاجتماعية في فحوى الرسائل المتداوَلة، فإن الطرائف و«النُّكَت» نالت القسم الأكبر من كعكة المواد المتداوَلة، كما يقول الشاب إياد محمود وهو طالب يدرس القانون في جامعة الملك عبد العزيز في جدة.

وأضاف محمود (22 عاما) بعد أن أطلق ضحكة عالية عقب تلقيه رسالة طريفة وردت عن طريق الخدمة التي يوفرها جهاز «بلاك بيري» للمراسلة الفورية: «انتشرت النكت والطرائف بين أصدقائي في الجامعة منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وهم يستخدمون الأجهزة الهاتفية الجديدة في تبادلها، ما دفع فضولي لاقتناء الجهاز العصري لمواكبة (الموضة) الدارجة».

وأضاف: «تلقيت وابلا من العتب، جراء عدم امتلاكي للأجهزة، فهي بحسب أصدقائي تغني كثيرا عن التواصل الهاتفي المسموع، وتضفي مجالا فسيحا لتداول الصور أيضا».

ويتراوح سعر أجهزة المراسلة الفورية في السعودية، من 374 إلى 666 دولارا، وهي تعد عبئا ثقيلا على طلاب الجامعة الذين يتقاضون شهريا مكافأة قد لا تتجاوز 266 دولار.

ويعود محمود ليقول: «صحيح أن المبلغ يعد مرتفعا بعض الشيء، لكن المشاركة في الضحك والمرح مع الأصدقاء أمر لا يقدر بثمن، خصوصا أن أهالي جدة، خرجوا للتو من صدمة سيول وعواقب».

وبالعودة إلى الرسائل الظريفة، يقول وليد السميري، وهو شاب سعودي يعمل في القطاع الخاص: «طالت الطرائف جميع الأحداث الحالية والماضية، وتنوعت بين اقتصادية ومحلية وعالمية، إضافة إلى رياضية، إلا أن بعضها يعفّ اللسان عن ذكره، وهو ما يدفعني إلى الرد على مرسلي هذا النوع من الرسائل بأخرى تحمل أدعية واستغفارا.

وأضاف السميري (28 عاما): «طالت الرسائل الساخرة شركة الاتصالات نفسها التي أتاحت الخدمة». مكملا أنه يستبعد أن تستغل الشركات محتوى الرسائل الرائجة لتعيد إرسالها لاحقا، وهي فكرة جديرة بالاهتمام، إذ يمكن الاستفادة من الأدعية والطرائف وأبيات الشعر في إطلاق خدمات يدفع العميل ثمنها بعد ذلك.

من جانبها قالت شركة الاتصالات السعودية مقدمة الخدمة المجانية في خبر بثته أمس إنها مررت أكثر من مليار رسالة مجانية بين عملائها خلال 72 ساعة من بدء إطلاقها مكافأة الرسائل المجانية تحت شعار «شكرنا يتواصل» منتصف الأسبوع الماضي، كمكافأة لعملائها نتيجة ولائهم وتقديرهم للشركة وخدماتها.

يُذكر أن الرسائل المجانية الحالية تعد امتدادا للمكافأة السابقة التي قدمتها الشركة لعملائها والتي تمثلت في مكالمات جوال مجانية لمدة شهر كامل، كما أنها تعد رسالة واضحة تهدف من خلالها الشركة إلى توطيد وتعزيز العلاقة مع عملائها تبعا لمبدأ الشفافية والوضوح الذي يعد جزءا من استراتيجية الشركة.