«أرمين» يشعل ليل وسط بيروت

شباب لبنان بكّروا في استقبال عام 2010

الدي جي أرمين خلال إحدى حفلاته (إ.ب.أ)
TT

استبق شباب لبنان ليلة رأس السنة واستقبلوا عامهم الجديد قبل 24 ساعة من انبلاج فجر عام 2010، على وقع موسيقى من انتخاب أفضل «دي جي» في العالم، الهولندي «Armin Van Buuren».

فقد مهد لاستقبال أجواء حفلات رأس السنة التي تضيق بها مطاعم لبنان وفنادقه، حدث مجيء «Armin» الذي يبدو أن أجيالا تتربى على مدرسته. وامتلأت قاعة «بيال» في وسط بيروت بالآلاف الذين بدأوا يتوافدون باكرا وكانت أعدادهم كفيلة بإحداث زحمة سير خانقة في المنطقة، ضاعفت من تلك التي أحدثتها أجواء الأعياد.

منذ الإعلان عن موعد الحفلة، تقاطر الشباب اللبناني للحصول على تذاكرهم، ولأن البلد يكتظ بالسياح الأجانب والعرب اقتنص هؤلاء أيضا فرصة الاحتفال بالسنة الجديدة على ليلتين متتاليتين.

ولأن «Armin» محبوب المراهقين بشكل خاص، استدرك منظمو الحفلة وعلى رأسهم إذاعة «mix fm»، الوضع وفرضوا شروطا على كل من قرر الحصول على بطاقة الحفل. الهوية أولا للتأكد من تجاوزه سن الـ18 عاما، ومنعوا حصول كل شخص على أكثر من بطاقة واحدة، ليسجل بعد ذلك الاسم في الأسفل، الأمر الذي يسهل مهمة التأكد من الحاضرين قبل السماح لهم بالدخول. لكن هذه المراقبة فلتت من عقالها إلى حد ما في ما يتعلق بالتدخين، إذ استغلت الشركات الوضع لتوزع السجائر مجانا على المراهقين.

أما وقد فتحت الأبواب، كانت الموسيقى قد بدأت تصدح في أجواء القاعة. لكن هي مرحلة تمهيدية للاستعداد قبل استقبال الضيف النجم. ساعتان من الوقت كانتا كفيلين بتحويل المكان إلى ما يشبه «مغارة كبيرة» يستحيل التنقل في أروقتها بفعل «اشتعال» حماسة الساهرين وأعدادهم الكبيرة. وما إن دقت الساعة منتصف الليل حتى أطلق الجمهور العنان لصيحات المعايدة بالعام الجديد من دون أن يتخلوا عن طقوس المناسبة من الزينة والقبعات، وأضيفت إليها هذه الليلة النظارات السوداء وتلك المضيئة واللامعة خصيصا لاستقبال «Armin».

طال الانتظار إلى أن أطل نجم السهرة. في ثوانٍ قليلة صار الجو «جنونيا» بما فيه هندسة الإضاءة و«فورة» الجمهور على اختلاف أعماره. وتساوى في ذلك من دفع 70 دولارا مع من دفع 200 دولار. عدسات الكاميرات «تلهفت» لالتقاط الصور رغم صعوبة الأمر نظرا إلى الإضاءة السوداء الداكنة. أصوات الفتيات علت منادية نجمها فيما تبرع الشباب لحملهن على الأكتاف علّهن يفُزن بصورة. «كل يرقص على ليلاه» بعيدا عن أي قواعد. ها هي امرأة تجاوزت الخمسين من عمرها وجدت مبتغاها في الرقص مع شباب في العشرين. عروض بالجملة من الشباب لحمل الفتيات على أكتافهم، مؤكدين أن تحضيراتهم لهذه الليلة بدأت منذ أسبوع. محمد وأصدقاؤه الآتون خصيصا من الأردن للاستمتاع بالليلة تركوا كتبهم جانبا وأهملوا موعد الامتحانات النهائية في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل «فداء» لـ «Armin»، وهو يقول: «لم يكن يبدو على آرمين الفرح في الأردن كما هو بادٍ عليه اليوم في بيروت». الشاب هوفيك الآتي أيضا من الولايات المتحدة الأميركية لقضاء عطلة نهاية السنة في بيروت وجد في ليلة هذا الفنان العالمي اللبنانية صورة طبق الأصل عن تلك التي قضاها سابقا في أميركا. لكن لين القادمة من ألمانيا وصفت من جهتها أجواء الشباب اللبناني بـ«المبالغ فيها».

على وتيرة موسيقى «Armin» وتفاعله اللافت مع الجمهور اللبناني وتعليماته «الراقصية»، كانت وتيرة السهرة تنخفض حينا وتعلو أحيانا أخرى لتصل إلى أعلى درجاتها في الصخب والجنون الموسيقي حتى ساعات الصباح الأولى. من دون أن ننسى وقع حضور عرض الرقص البهلواني والناري إضافة إلى الراقصات اللواتي كن يخطفن أنظار الجمهور بين الحين والآخر قبل أن تعود الأمور إلى سياقها الطبيعي.

سهرة جنونية صاخبة بكل ما للكلمة من معنى، عاشها شباب لبنان الذين اعتادوا أن يواكبوا آخر الصرعات والمستجدات الفنية، من دون أن يخلو الأمر من مبالغة واضحة في بعض الأحيان، لأن الفرح هو شعارهم ولا فرق في هذا المبدأ بين كبير وصغير.

يذكر أن «Armin» حصل على لقب أفضل «دي جي» في العالم لثلاث سنوات متتالية، وقد بدأ رحلته الموسيقية وهو في سن الـ14 عاما. درس القانون في جامعة أكسفورد واحترف الفن الذي ورثه عن عائلته، إذ بدأ نجمه يلمع في عالم الرقص وموسيقى الـ«تكنو» في عام 1997. له محطة أسبوعية مع جمهوره عبر أثير إذاعة هولندية منذ عام 2001 واحتفل في أبريل (نيسان) 2009 بالوصول إلى الحلقة 400. عرض «لعبته الموسيقية» في أكبر دول العالم وأهمها، يعرف بحفلاته الطويلة التي قد يصل عرضه المتواصل فيها إلى 9 ساعات.