تزايد ظهور الروبوتات في الحياة اليومية لليابانيين

تعمل في التنظيف وتقديم السوشي والمشروبات والتمثيل والحراسة.. بل وحتى في المزارع

اليابان هي موطن نحو نصف أجهزة روبوت المصانع في العالم وعددها 800 ألف جهاز
TT

في سوبر ماركت في كيوتو تم طرح روبوت (إنسان آلي) يشبه شيئا مما ظهر في أفلام «حرب النجوم» مطلع ديسمبر (كانون الأول) الماضي لمساعدة المتسوقين كبار السن. يمكن لمتسوقة أن ترسل قائمة مشتريات من جهاز تحكم عن بعد «ريموت كنترول» خاص بها إلى الروبوت مقدما. وعندما تصل إلى السوبر ماركت يحييها الروبوت عند المدخل ويساعدها في تحديد أماكن السلع الموجودة في قائمتها بل ويعطيها بعض المقترحات بالنسبة للتسوق.

وتلك النسخة الحديثة من الروبوت طورها المعهد الدولي لبحوث الاتصالات السلكية واللاسلكية.

وهو يذكر أيضا بأن ثورة الروبوت (الإنسان الآلي) في اليابان بدأت في الانتقال من المصانع إلى أماكن مثل محلات السوبر ماركت والمنازل والمستشفيات.

واليابان هي موطن نحو نصف أجهرة روبوت المصانع في العالم وعددها 800 ألف جهاز، وقد ساعد التقدم التكنولوجي في ظهور أنواع مختلفة من الروبوت منها روبوت التنظيف وصب المشروبات وتقديم السوشي وشرائح الخضراوات والتمثيل في المسرحيات والعمل حارس أمن بل وحتى في مزارع الأرز.

وبدأ هاريتو هوسومي، رئيس شركة «تويو ريكي كو ليمتد»، في إنتاج روبوتات الاتصالات قبل أربع سنوات. وصممت شركته وصنعت الروبوتات الصناعية لنحو نصف قرن من الزمان.

كما طورت الشركة روبوتا يمكن أن يساعد في إعادة تأهيل المرضى، حيث يشكل النقص في مديرات المنازل مشكلة متزايدة في مجتمع اليابان المسن. وثمة روبوت آخر يبدو قريب الشبه بالشخصيات الكرتونية يرحب بالزائرين بوصفه «حارسا» عند مدخل مستشفى في الليل.

وقال هوسومي، في تصريحات للوكالة الألمانية للأنباء، «أردت وحسْب المساهمة في خدمة المجتمع بتحويل نشاطي إلى أجهزة الروبوت للمساعدة في حل مشكلات تقدم العمر».

ومن المتوقع أن يقفز عدد من هم فوق سن الـ 65 إلى 8ر31 في المائة من مجموع السكان بحلول عام 2030 بحسب المعهد القومي للسكان وبحوث الأمن الاجتماعي.

وعرض هوسومي أنواعا مختلفة من الروبوتات تستخدم في أغراض مختلفة. ويقول نورهيرو هاجيتا مدير معهد الاتصالات السلكية واللاسلكية إن هناك روبوتات أخرى لمساعدة المسنين والمعاقين على أداء الأعمال اليومية.

ويضيف هاجيتا: عندما تحاول دخول مصنع يقوم بتشغيل الروبوتات يقال لك لا تدخل. لكننا، مثل المتسوقة المسنة التي تحصل على الخدمة من روبوت، «نرى مزيدا من التعامل الاجتماعي مع روبوتات التواصل هذه الأيام».

ويقول كورت ستون، الخبير بجامعة كارنيجي ميلون في بتسبروه، إن البشر لم يعيدوا صياغة علاقاتهم مع الآلات بعد. وأضاف ستون «إذا كنا نعتزم تغيير تلك العلاقة فإن من اللازم أن تكون الآلات قادرة على التصرف مثل شخص يرد على شخص آخر».

وقال هاجيتا إن كثيرين تعلموا كيف يستخدمون الآلات والحاسبات الإلكترونية، والآلات هي التي «تحاول فهم» كيفية تصرف الإنسان وما يقوله البشر. «(إجراء) بحوث الروبوتات تعني (إجراء) بحوث على البشر أنفسهم».

وقال ستون إنه على عكس الروبوتات التي يراها كثير من اليابانيين في الأفلام السينمائية ومجلات الرسوم الكاريكاتورية، فإنه ليس مهما أن يكون الروبوت مجسدا بشكل مادي.

ويضيف ستون «الروبوت ليس مجرد آلة. وإنما هو نظام خلفه حيث نتحول عن روبوت شبيه بالإنسان في المنزل، إلى هاتفك الجوال، إلى سيارتك، إلى البقال، ويتبعك حيث كنت. النظام كله عبارة عن روبوت».

ويقول هاجيتا «نرى في الروبوت نوعا من الوسائط (الميديا) تماما مثل الهاتف الجوال. وعلى غرار الهاتف الجوال فإنه سيكون من المحال الاستغناء عن الروبوت في المستقبل».

وقد بدا أن عددا متزايدا من اليابانيين يبدون اهتماما بالروبوت. وقد اجتذب المعرض الدولي للروبوت في طوكيو، الذي أقيم في نوفمبر (تشرين الثاني) مائة ألف زائر في غضون أربعة أيام. وقال منظمو المعرض، الذي يقام كل عامين، إنه اجتذب أعدادا أكبر في السنوات الأخيرة.

وقال هاسومي «قسم كبير من اليابانيين تآلف مع شخصيات الكرتون في صغرهم. أعتقد أن هذا أسهم في شعور بالاندماج والتآلف معهم».