«كابل دريمز» فرقة «روك آند رول» أفغانية تعزف في نيودلهي

تقدم الألحان الغربية والأفغانية

شهدت السنوات الثلاث الأخيرة ظهور بعض فرق البوب، وازدهار الموسيقى التقليدية في افغانستان (أ.ف.ب)
TT

من أرض أفغانستان التي لوثتها أصوات الأسلحة والقنابل، انطلقت أول فرقة «روك آند رول» أفغانية «كابل دريمز» لتعرض فنها في العاصمة الهندية دلهي.

خلب أعضاء الفرقة - صديقي أحمد على الغيتار، ومجتبى حبيبي على الدرامز، وسليمان قرداش كمغن وعازف على الغيتار - لب جمهور دلهي بأدائهم الرائع، الذي كان تعبيرا متميزا عن صوت وأحلام الشباب الأفغاني.

تجمع أعضاء الفرقة عن طريق المصادفة، فقد نشأ ثلاثتهم في دول مختلفة، حيث نشأ صديقي في باكستان، ومجتبى في إيران، وسليمان في أوزبكستان. وكانت عائلاتهم قد فرت هربا من المعارك الطاحنة التي وقعت في التسعينات، لكنهم عادوا بعد سقوط نظام طالبان وتشكيل حكومة كرزاي المؤقتة في عام 2002.

الفرقة تتمتع إلى جانب الأداء الرائع بالوسامة أيضا، فسليمان مغني الفرقة يشبه إلى حد بعيد بيت دورتي. وقد تضمن عرضهم عددا من الأغنيات القديمة والحديثة، وقد صورت أغنيتهم «كان يو فلاي» وتعرض على الإنترنت.

وكانت الفرقة الأفغانية من بين 15 فرقة من شبه القارة الهندية، التي قدمت عرضا في مهرجان فرق جنوب آسيا، الذي استمر على مدار ثلاثة أيام، وأقيم في «بورانا كويلا» التاريخي في دلهي.

تقدم الفرقة عروضها باللغة الإنجليزية. وعند سؤالهم عن سبب اختيارهم اللغة الإنجليزية، قال صديقي: «لأنها اللغة الأكثر انتشارا، فحتى الفرق الألمانية تغني باللغة الإنجليزية. ونحن ننتمي إلى أقاليم مختلفة من أفغانستان، ونتحدث بلغات مختلفة».

وكانت السنوات الثلاث الأخيرة قد شهدت ظهور بعض فرق البوب، وازدهار الموسيقى التقليدية. ويؤكد صديقي على أن ألحان الفرقة ليست غربية تماما، فبعض معزوفاتهم تحمل ألحانا أفغانية، فيقول: «من الصعب تنحية مشكلات بلادنا عن أعمالنا كموسيقيين، ففي كل مكان نعزف فيه نتعرض إلى أسئلة عن حكم (طالبان)، وعما إذا كانت الأوضاع قد تغيرت. وكفرقة موسيقية نرغب كثيرا في الخوض في ذلك. ولعل ذلك هو السبب في تفضيلنا الغناء باللغة الإنجليزية».

الفرقة على وشك إطلاق أول ألبوم لها، لكنها تقوم الآن بمساعدة فرقة لموسيقى الميتال في أفغانستان للوقوف على أقدامها. ويضيف صديقي: «إنهم لم يعزفوا لسنوات، وطلبوا منا النصيحة. وإذا ما تمكنوا من النهوض فستكون تلك أول فرقة ميتال في البلاد».

تؤدي فرقة «كابل دريمز» فقراتها في المقاهي والمطاعم والسفارات والاحتفالات الخارجية، وأغلب جمهورها عبارة عن مزيج من عمال المنظمات غير الحكومية ومسؤولي الحكومة والمغتربين. وفي غياب التنظيم عن هذه الصناعة يعد تسجيل ألبوم أمرا صعبا، فيشرح صديقي: «إننا نبحث عن رعاة، لكن الشركات تتردد في الاستثمار، لأن هذه الموسيقى جديدة، كما أن الأفغان غير معتادين على هذه النوعية من الموسيقى، بالإضافة إلى أن العائدات قليلة، ولا يمكن الاعتماد عليها»، ومن ثم فهم يعملون في مهن أخرى إلى جانب الموسيقى، فسليمان منتج في قناة إخبارية، ومجتبى الذي درس الموسيقى يعمل في استوديو تسجيلات، وصديقي في الجامعة، وسوف يتخرج خلال عامين في قسم العلوم الاجتماعية.

ليس من السهولة بمكان تقديم أي نوع من الموسيقى في أفغانستان، ولذا فموسيقى الروك في حال صعبة للغاية، لأنه لا يوجد الكثير من المشاهدين، ويشرح صديقي أحمد: «هناك عدد قليل جدا من فرق الروك في البلاد، فقد كان تشكيل فرقة (إندي روك باند) حلما يتحقق في كابل، ومن ثم كونا فرقة (كابل دريمز)».

ويحلم موسيقيو الفرقة بالسلام والأمن ومستقبل أفضل بالنسبة لبلدهم.