خريجو المعهد العالي للمسرح في المغرب يطالبون بتدريسه في جميع مراحل التعليم

وعود من وزارة الثقافة بتطبيق توصيات اقترحها الخريجون

لقطة من مسرحية عقود الياسمين التي عقدت على مسرح محمد الخامس بالرباط (رويترز)
TT

دعا خريجو «المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي» إلى إدخال مادة المسرح ضمن المناهج التعليمية في المغرب. كما طالبوا بفتح ورش عمل لتحسين النظام التعليمي للمعهد، وتوسيع دائرة تخصصاته وطاقته الاستيعابية، وإنشاء مركز للبحث العلمي ومختبرات، والعمل على تجسير العلاقة بين المعهد ومحيطه بإدماج الخريجين في الساحة الفنية، والعمل على خلق مراكز مسرحية إقليمية تماشيا مع السياسة الموسعة المتبعة في البلاد. وأبرزت التوصيات المنبثقة عن الملتقى الدراسي الأول حول «التعليم والتكوين المسرحي في المغرب: تجليات الحاضر ورهانات المستقبل» الذي نظمته «جمعية خريجي المعهد» على مدى يومين بالرباط، الأهمية القصوى لمسألة التعليم والتكوين، ودورهما الحيوي في تطوير الحركة المسرحية المغربية، وكذا الرقي بمستوى الذوق العام، وتكوين شخصية الفرد، وتربيته على القيم الجمالية.

وفي هذا الصدد، أكد المشاركون في الملتقى الدراسي ضرورة استكمال إدماج المسرح كمادة أساسية وداعمة في منظومة التعليم، وانخراط الأكاديميات الجهوية للتربية والتعليم في هذا المشروع، ارتكازا على تصور فعال وواضح المعالم، في أفق تكوين شخصية الفرد، وبناء هويته الوجدانية، والرقي بالذوق العام، وتحفيز طاقاته الإبداعية، وذلك باعتبار المدرسة المشتل الأساسي للمواهب، ولتكوين متلق ذواق. ولتحقيق ذلك، أوصى المشاركون بحضور المسرح كمادة تعليمية تربوية في صلب المنظومة التربوية في كل مراحل التعليم، مع تعزيز هذا الحضور بكل الشروط البيداغوجية (المقررات الدراسية، الكتب المدرسية، الإشراف التربوي، مؤسسات التربية والتكوين).

وتوقف المشاركون عند وضعية المعاهد البلدية، التابعة للمجالس البلدية، مشيرين إلى أهميتها من خلال الدور الفعال الذي لعبته في تكوين الكثير من الفعاليات الفنية. ومن أجل تجاوز واقعها الحالي اقترحوا ضرورة العناية بها، ودعمها بأطر متخصصة، لا سيما من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وإيجاد آليات كفيلة بتوطينها داخل المركبات الثقافية، وتوطيد أواصر التعاون فيما بين المعاهد البلدية والمعهد العالي للفن المسرحي، وذلك من خلال التنسيق بين وزارتي الداخلية والثقافة.

وعبر البشير الزناكي، مستشار وزير الثقافة، الذي حضر الجلسة الختامية للملتقى، عن التزام الوزارة بدراسة التوصيات والعمل على تنفيذها في إطار العمل التشاركي، بما يخدم وضعية التكوين الفني والمسرحي، ويطور أدواته وآلياته بشكل أفضل في المستقبل. وشهد الملتقى الدراسي الأول حول التعليم والتكوين المسرحي جلسات من النقاش، تطرقت لمجموعة من المواضيع المرتبطة بهذا المجال، بمشاركة مختصين ورجال مسرح، انتقدوا بعض المظاهر السلبية التي ما زالت تسود التعليم الفني، ومن بينها ما يسمى بـ«الأنشطة الموازية» داخل المدارس، والتي يدخل المسرح ضمنها، واعتبرها بعض المتدخلين تحمل في طياتها مفهوما قدحيا، كما عبر عن ذلك الأستاذ الباحث، عبد النبي داشين، مشددا على أن تكون المادة المسرحية ضمن الأنشطة المدمجة، وليس الموازية التي تأتي بعد الدراسة. وكان لافتا للانتباه حضور مديرين سابقين للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وهم أحمد بدري، وأحمد مسعية، وعصام اليوسفي، إضافة إلى نعيمة حاريفي، المديرة الحالية، حيث تحدث كل واحد منهم عن تجربته، بدءا من مرحلة تأسيس المعهد، ومرورا بالتطورات التي شهدها، ووصولا إلى المكاسب التي راكمها.

وعبر إدريس كسيكس، وهو إعلامي ومسرحي، عن تصوره للمسرح، كدور جوهري، وليس تكميليا، في عرض له بعنوان «لماذا رجال المسرح ليسوا بمسليين عموميين؟»، فقال إن المسرح ليس للضحك على الذقون وإنما للضحك من الأعماق، مضيفا أن المسرح كذلك «ليس مجالا للبكاء على الأطلال والأبطال، بل لمقاومة الانهزامية» حسب تعبيره. وقالت لطيفة أحرار، رئيسة جمعية خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، في ختام الملتقى الدراسي الأول حول واقع التعليم والتكوين الفني، إن دور الجمعية هو أن تطرح الأسئلة، وتبحث لها عن أجوبة، داعية الجميع إلى الحلم، والسعي وراء تحقيقه، معلنة أن الدورة الثانية للملتقى ستنعقد شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.