عام كامل من الاحتفال بإلفيس بريسلي «ملك الروك آند رول»

الحدث الرئيسي يوم الخميس في مسقط رأسه ممفيس

تاكسي سيدات القاهرة بلونه الوردي في انتظار إشارة الانطلاق
TT

تبدأ احتفالية كبرى يوم الجمعة المقبل لإحياء الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لميلاد «ملك الروك آند رول» إلفيس بريسلي. ويبدو أنها ستكون واحدة من بين أطول وأكثر احتفالات أعياد ميلاد حضورا جماهيريا يجري تنظيمها لأي فنان.

لا تزال حقبة السبعينات على قيد الحياة وبحالة جيدة في الفيلا البيضاء بشارع إلفيس بريسلي في بلوز سيتى بمدينة ممفيس التي أصبحت رمزا لحياة «ملك الروك آند رول» إلفيس بريسلي.

ويبدو كأن الملك نفسه لا يزال يعيش هناك في غريسلاند حيث يتوافد مئات الآلاف من المعجبين كل عام لإحياء ذكراه حيث من الصعب تخيله الرجل العجوز الذي كان سيكون شكله عليه اليوم إذا ما كان لا يزال على قيد الحياة حيث إنه كان سيحتفل بعيد ميلاده الخامس والسبعين في الثامن من يناير (كانون الثاني) الحالي.

ومن المقرر تنظيم أنشطة مختلفة في أنحاء الولايات المتحدة خلال العام الحالي، بيد أن الحدث الرئيسي يبدأ بعد يوم غد الخميس في مسقط رأسه غريسلاند، ومن المقرر أن تتوجه مراسم تقطيع كعكة عيد الميلاد بحضور زوجته السابقة بريسيلا وابنته ليزا ماري.

وكانت غريسلاند المكان الذي توُفّي فيه بريسلي عام 1977 بينما كان في الثانية والأربعين من العمر. ومنذ ذلك اليوم، توقف الزمن هنا. فالفن له ملامح مميزة في حقبة السبعينات حيث الملابس ذات الألوان الزاهية والملمس المخملي والمرايا والثريات الكريستال.

ويتجمع في يوم عيد ميلاده والذكرى السنوية لوفاته قرابة 50 ألفا من معجبيه لإضاءة الشموع. وتدرّ جولات مشاهدة المنزل وتذكارات إلفيس قرابة 30 مليون دولار سنويا لمؤسسة إلفيس بريسلي.

ويبدو أن قائمة الفاعليات لا حصر لها، حيث من المقرر أن يتجمع عشاق المغني المسجلون في غريسلاند حيث يقام احتفال «يوم إلفيس» الذي يمكن للجمهور العادي حضوره إلى جانب بثه على الهواء مباشرة على الموقع الرسمي للمغني الأميركي.

ويجرى تنظيم جولات خصوصا في غريسلاند إلى جانب حفلات موسيقية للموسيقى الإنجيلية التي كانت مفضلة لدى إلفيس، ويوقع جورج كلين، الذي كتب «إلفيس: أفضل رجالي»، نسخا من الكتاب.

من ناحية أخرى، تستضيف ممفيس أنشطة خيرية أخرى تحمل اسم إلفيس إلى جانب حفلة لفرقة المدينة السيمفونية وحفلة في «بيال ستريت»، وبيعت تذاكر العديد من تلك الأنشطة في وقت مبكر.

وفي لاس فيغاس، المدينة التي شهدت تألق إلفيس، تقدم فرقة «سيرك دو سولي» عرضا تحت عنوان «ليحيَ إلفيس»، الذي يمزج بين الرقص والألعاب البهلوانية والموسيقى مع 75 فنانا في «منتجع وكازينو أريا» الذي افتتح مؤخرا.

وتفتح لوس أنجليس يوم الجمعة، الموافق لذكرى ميلاد إلفيس، معرضا في متحف «غرامي» لعرض أعمال الفنان ألفريد فرتهايمر، المصور الفوتوغرافي الذي تتبع إلفيس قبل أن يصل إلى النجومية، ويحمل العرض اسم «إلفيس 21» ويضم 56 رسما رقميا، ويعرض في تسع مدن أميركية على مدار ثلاثة أعوام.

ولم تفوت واشنطن هذه المناسبة، حيث من المقرر أن يستضيف متحف «نيوزيم» المطل على مبنى الكونغرس الأميركي، معرضا عن تأثير موسيقى إلفيس بريسلي على الثقافة العامة، ويضم المعرض ملابس ومتعلقات شخصية أخرى لإلفيس من مقتنيات غريسلاند.

ولا يمكن تصور إلفيس بريسلي في الخامسة والسبعين من العمر. ربما كان سيبدو لدينا رجلا له شعر أبيض رقيق مثل الكثير من أصدقاء طفولته من تيوبلو بولاية ميسيسيبي. ويتذكر أحد أولئك الأصدقاء، وهو سام بيل، أميركي من أصل إفريقي، كيف كان هو وإلفيس طفلين لا يمكن التفريق بينهما عندما كانا صغيرين، حتى وإن كان ذلك في الجنوب الأميركي حيث الفصل العنصري. وكان سام وإلفيس يدخلان إلى قاعة السينما ذاتها وإن كانا يفعلان ذلك من مدخلين مختلفين أحدهما مخصص للسود والآخر للبيض.

ويقول بيل، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية من ممفيس: «وبمجرد أن تنطفئ الأنوار، يتسلق إلفيس السور الفاصل ليجلس بجواري». ويتذكر بيل ضاحكا أن «إلفيس كان يحمل المكنسة ويلعب بها كأنها غيتار». وفي عرض لإظهار المواهب في أحد المعارض، أدى إلفيس أول أداء علني له عندما كان في الصف الخامس حيث وقف على مقعد للوصول إلى الميكروفون وغنى أغنية تدمي القلب عن كلب مات. لقد كان أداء محزنا ولكن فتاة محلية تدعى شيرلي جونز تفوقت عليه.

وتعد سارة آن باترسون إحدى أشهر «فتيات إلفيس» في توبيلو. لم تكن قط حبيبته، ولكنها امرأة تمتلك ذاكرة لا تنسى شيئا. لقد نالت قبلة من الملك. فعندما كانت في الخامسة عشرة وصلت إلى كواليس حفل موسيقي في توبيلو وحصلت هناك على عناق وقبلة من ملك الروك آند رول.

وتتذكر باترسون التي تبلغ الآن من العمر 68 عاما: «لقد كان أمرا خياليا ببساطة.. لقد توقف قلبي تقريبا.. حسدتني زميلاتي كافة في الفصل وحصلت على رسائل من معجبين من مختلف أنحاء العالم».

وظلت باترسون ترتدي الملابس التي كانت ترتديها في الحفل حتى بليت. وفي عام 1948، غنى إلفيس أغنية وداع لمدرسة ميلام جونيور الثانوية في توبيلو وعزفها على الغيتار الخاص به الذي اشتراه بسبعة دولارات وانتقل وأسرته مسافة 120 كيلومترا نحو الشمال الشرقي إلى ممفيس.

وفي قبو شقة الأسرة الجديدة، تدرب إلفيس الشاب على الغناء والعزف على الغيتار. وكطالب في مدرسة «إل سي هيومز» الثانوية، بدأ شغفه بجميع أنواع الموسيقى ينمو، فأسرت موسيقى التراتيل المنطلقة من كنائس المدينة وموسيقى البلوز الصاخبة في نوادي شارع بيال الشهير في ممفيس خياله.

وفي عام 1953، حصل إلفيس على شهادة الدراسة الثانوية وحصل على وظيفة سائق شاحنة. وبعد ذلك ببضعة أسابيع، دخل إلفيس ذو الثمانية عشر ربيعا استوديو «صن» وفي جيبه 4 دولارات لتسجيل أغنية. وكان يأمل في أن يسمح له ذلك بمقابلة المنتج الأسطوري سام فيليبس، الذي أعطى موسيقى البلوز أسماء عظيمة مثل «بي بي كينغ» و«تشستر برونيت».

وبدلا من ذلك، التقى إلفيس السكرتيرة ماريون كيسكر التي سألته: «تشبه من في غنائك». ورد قائلا: «أنا أغني مثل لا أحد» في حوار أصبح شهيرا الآن.

وأثار هذا الرد إعجاب كيسكر ولكن رئيسها فيلبس لم يكن مقتنعا. ودعا فيليبس بعد عام إلفيس إلى جلسة استوديو عندما كان في حاجة إلى مغنٍّ. وفي تلك الدورة سمح إلفيس لعصبيته بأن تظهر ولم يكن ناجحا بشكل خاص، ولكن بعد أن أخذت الفرقة استراحة في منتصف الليل تغلب على خجله وتلقف الميكروفون وغنى بأغنية بلوز قديمة. وحينها ولدت أولى أغنياته التي اشتهرت كثيرا: «ذاتس أولرايت».

وفي محطات الإذاعة المحلية، أذيعت الأغنية الليلة التالية 14 مرة ولم تتوقف الهواتف عن الرنين، فلقد أحبها المستمعون. ولكن لم يستطع أحد تصديق أنه كان مغنيا أبيض البشرة.

وفي غضون عامين فقط أصبح إلفيس نجما لامعا. لقد أجج المشاعر برقصه المثير وأسلوب موسيقاه «السوداء» ليشق طريقه إلى قلوب ملايين الفتيات، ليظهر في الأفلام وعلى شاشة التلفزيون. فلقد ولد ملك الروك آند رول. وبقي سحره حتى عقود لاحقة.

ومن المنتظر وصول «الحجيج» من أنحاء العالم كافة إلى غريسلاند للاحتفال بعيد ميلاده. سيحضرون الزهور والتذكارات ودمى الدببة إلى قبر معشوقهم. وقال جورج كلاين أحد أصدقاء إلفيس: «لقد أعطيت لأتباع إلفيس ثلاث أو أربع سنوات كحد أقصى بعد موته». لكن بالنظر إلى الضجة التي لا تزال تحيط غريسلاند، فمن الواضح أن إلفيس لا يزال يعيش في سن الخامسة والسبعين.

* إلفيس بريسلي.. نجم حقق العديد من الأرقام القياسية

* يعد المغني الأميركى ألفيس بريسلي واحدا من ضمن أنجح الموسيقيين على مر العصور كما أن تراثه الغنائي الذي تركه جعله حاضرا حتى الآن. وقد أورد الموقع الإلكتروني الرسمي له قائمة بإنجازاته تضمنت:

- تحقيق مبيعات قياسية شملت بيع مليار نسخة من ألبوماته.

- حاز 150 ألبوما غنائيا وأغنية فردية له على الأسطوانةة الذهبية والبلاتينية والبلاتينية المتعددة.

- تضمنت قائمة أفضل مائة أغنية 149 من أغانيه من بينها 18 أغنية فردية احتلت المرتبة الأولى.

- قام بتمثيل 31 فيلما تضمنت فيلم «جايلهوس روك» و«كينغ كريولي».

- أقام ثلاث حفلات تلفزيونية خاصة منها حفلة «ألوها فروم هاواي» (مرحبا من هاواي) التي بُثّت عبر القمر الاصطناعي عام 1973 وشاهدها أكثر من مليار شخص.

- أحيا نحو 1100 حفلة من بينها حفلة حققت رقما قياسيا من حيث أعداد الحضور في لاس فيغاس.

- رُشّح للحصول على جائزة «غرامي» 14 مرة وفاز بها ثلاث مرات.

- جرى تكريمه في مؤسستَي «كنتري ميوزيك هول أوف فيم» و«غوسبيل ميوزيك هول أوف فيم» لكونه ملك موسيقى الروك آند رول.

- لعشاقه نحو 625 منتدى.

* إلفيس بريسلي الذي غيّر الكثير في عالم الغناء

* عندما أصبحت أغنية إلفيس بريسلي «هارتبريك هوتيل» أشهر الأغاني في ربيع عام 1956، كانت الولايات المتحدة لا تزال تعاني التفرقة العنصرية في الكثير من المجالات وكان المغني فرانك سيناترا أبرز نجوم أميركا.

وكان البلد الضخم في فترة ازدهار ما بعد الحرب العالمية الثانية التي جعلت جيوب الأطفال تمتلئ بالمال لشراء الأسطوانات بينما عمل انتشار التلفزيون وأجهزة الراديو المحمولة على خلق عصر إعلامي جديد.

وبعد 21 عاما لاحقة، عندما توُفّي إلفيس عن عمر يناهز 42 عاما في عام 1977 كان أحدث أكثر من أي أحد آخر تغييرا كبيرا في أكبر قوة عسكرية واقتصادية وثقافية في العالم.

وكانت موسيقى «الروك آند رول» رائدة في مجال تحطيم الحواجز العرقية وأصبحت الموسيقى المهيمنة في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، مما جعل من إلفيس واحدا من أهم الشخصيات في ثقافة البوب في القرن العشرين.

ووُلد إلفيس في عام 1935 في توبيلو، بولاية ميسيسيبي، وكان ابنا وحيدا لعائلة فقيرة من العرق الأبيض، ونشأ لفترة كبيرة من الزمن في طفولته في حي الأميركيين الأفارقة وكان يتذكره سكان الحي على أنه ولد خجول وحيد يعزف على الغيتار ويتسكع حول متاجر بيع أسطوانات موسيقى البلوز عندما انتقلت أسرته للعيش في ممفيس بولاية تينيسي وأخذ يدقق النظر في الملابس البراقة المعروضة في متاجر الملابس المحلية.

تَخرّج في المدرسة الثانوية وأصبح سائق شاحنة، وكان مولعا بالغناء وقام بتسجيل عدة تسجيلات في تسجيلات «صن ريكوردس» المحلية في عام 1953 وعام 1954 ولم تُذَع في أي مكان قط. لكن إلفيس حقق أخيرا نجاحا باهرا في عام 1954، بفضل سلسلة عارضة من الأحداث التي شملت عمله موظف استقبال عندما سمعه مالك الاستوديو يغني إحدى أغاني البلوز «ذاتس آول رايت» خلال فترة الراحة.

وأدرك سام فيليب، المالك الذي كان مولعا بموسيقى البلوز للأميركيين من أصل إفريقي، إمكانية غناء الفتى الأبيض الوسيم لموسيقى البلوز، وكان هذا النوع من الموسيقى آنذاك مقتصرا فقط على الأميركيين من أصول إفريقية، لكن حينما ضربت أغاني بريسلي موجات الأثير أصبح بين عشية وضحاها نجما محليا.

وأحدث «الملك» بعد غنائه أشهر أغاني هذا النوع من الموسيقى ضجة كبيرة على الصعيد الوطني والدولي في عام 1956 بأغانٍ متميزة مثل «هارتبريك هوتل» و«هوند دوغ» و«لاف مي تيندر»، وظهر إلفيس في أشهر البرامج التلفزيونية الأميركية، وأثار أداؤه الصوتي المميز وأداؤه البصري وحركاته الدورانية جنون المراهقين، إلا أن الأمر أثار أيضا هجوما أكبر من النقاد المحافظين.

حتى إن سيناترا نفسه، الذي لم يُعتبر يوما رمزا للفضيلة، ردد سخط الكثير من المتدنيين من الأميركيين المسنين قائلا: «هذا النوع من الموسيقى يبعث على الأسى ومثير نتن الرائحة للشهوة الجنسية، إنه يعزز من ردود الفعل السلبية والهدامة من جانب الشباب».

ولكن بالنسبة إلى الشباب، كان الجمع بين صورة بريسلي المستقلة والموسيقى المتحررة أمرا لا يقاوَم.