جدة: مركز تجاري يحول جدرانه إلى معرض مصور لأسواق «اسطنبول» و«جدة القديمة»

بهدف الربط بين الأسواق التجارية في الماضي وتطورها في الحاضر

زوار يقفون للتأمل في الصور التي نشرتها السوق في مختلف الأنحاء (تصوير: ثامر الفرج)
TT

من خلال 20 لوحة فنية يستعرض مركز تجاري في جدة، يعد من أحدث المراكز التجارية، صورا تاريخية للأسواق التجارية في مدينة إسطنبول خلال العهد العثماني، وجدة القديمة، وذلك في ربط بين الأسواق التجارية في الماضي وتطورها في الحاضر.

وتتنوع اللوحات التاريخية التي تحتضنها جدران أسواق «روشان مول» شمال مدينة جدة في تصويرها لحال الدكاكين البسيطة في الأسواق العثمانية ببيعها الخضار والفواكه والجلود وشتى أنواع البضائع التي راجت في تلك الأزمنة، وتجسد أيضا ضيق أزقة تلك الأسواق، وما تمثله من أماكن لتجمعات بشرية في نفس الوقت.

يقول أحمد مصطفى مجلد، مدير التسويق في «روشان مول» لـ«الشرق الأوسط»: «تعتبر اللمحة التاريخية في عرض هذه الصور محاولة للتفرد والتميز عن باقي المراكز التي ازدحمت بها مدينة جدة، ومن خلالها يسلط المركز الضوء على صورة الأسواق في العهد العثماني بمدينة إسطنبول التركية، حيث كانت الأسواق تقام بالقرب من الجوامع الكبيرة لجذب المصلين الذين ينتهون من أداء صلاتهم ويهمون بالخروج منها».

وأوضح مجلد أن «الشيء اللافت في فكرة عرض هذه اللوحات التاريخية هو استشعار الزائر للتطورات التي طرأت على مفهوم المراكز التجارية، من روح البساطة التي كانت تحملها تلك الأسواق في الأزمنة القديمة، وروح التكلف والفخامة التي آلت إليها، حيث يتم عرض هذه اللوحات في قلب أحدث الأسواق التجارية بمدينة جدة».

ويقول محمد أحمد، الذي يعمل في مجال التسويق وأحد الزائرين لـ«روشان مول»، لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه اللوحات تعتبر إحدى نقاط التميز للمركز، فيمكن لأي متسوق أن يستمتع بمشاهدة اللوحات التاريخية فيما يقوم بجولته في أرجاء المول، فاكتسب المركز صفة جديدة بجانب صفته التجارية، وهي الصفة الفنية، وذلك بتحول جدرانه إلى معرض مفتوح». في حين يؤكد علي موسى، وهو زائر آخر للمركز، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه استمتع بمشاهدة هذه اللوحات الفنية التي تستعرض حال الأسواق التجارية في الأزمنة القديمة، موضحا أن عرض هذه اللوحات التاريخية يأتي في قلب أحدث الأسواق التجارية في رمزية للتطورات التي يشهدها مفهوم الأسواق التجارية في العصر الحديث.

ولم يكتفِ المركز بعرض الحياة التجارية في مدينة إسطنبول في العهد العثماني، إذ تنتشر في أرجاء المركز صور جدة القديمة ومبانيها التي اشتهرت بـ«الرواشين الخشبية»، وهي الشبابيك القديمة التي تميزت بها فنون العمارة الحجازية، ومنها استمد المركز التجاري اسمه «روشان مول»، وذلك في محاولة منه للاقتراب من روح مدينة جدة وأهلها.

وتنتشر هذه الرواشين الخشبية في جنبات المركز؛ لتصبح امتدادا لصور جدة القديمة، فأضحت جدران المركز الداخلية معرضا مفتوحا للزائرين ليستشعروا تاريخ مدينة جدة.

وفي هذا الصدد يعود ليوضح مدير تسويق المركز، مجلد، أنه خلال عرض هذه الصور التاريخية للمدينة يستعرض المركز تراثها، والتطور الذي آلت إليه، موضحا أن الكثير من أهالي جدة الأصليين يجدون متعتهم في مشاهدة هذه الصور في أثناء تسوقهم في المركز.

وأضاف أن «عرض هذه الصور لمدينة جدة يأتي في سياق الخطة التسويقية للمركز من حيث استهداف أهالي المدينة الأصليين، وإشعارهم بأن هذا المركز هو جزء من تراثهم وثقافتهم».

وتابع مجلد أن «المركز أقام معرضين في العام الماضي، حيث تم التنسيق مع مدارس (الأنجال) الأهلية لعرض إبداعات الطلاب الفنية سواء من خلال الرسومات أو المجسمات الفنية، وذلك في نفس المكان الذي يتم فيه عرض الصور التاريخية للعهد العثماني»، مشيرا إلى أن إدارة المركز تحرص على استغلال مساحة هذه الزاوية في تحويلها إلى معرض فني.