النساء اشتركن مع الرجال في بناء إحدى عجائب الدنيا السبع

أسرار جديدة تبوح بها مقابر عمال الأهرامات في مصر

TT

أسرار مدهشة لا تزال تبوح بها مقابر عمال الأهرامات التي قامت بالكشف عنها قبل أيام بعثة المجلس الأعلى للآثار بمصر في منطقة الأهرامات، وتؤكد هذه الأسرار وغيرها أن المصريين وحدهم هم بناة الأهرامات، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.

وقال د. زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، رئيس البعثة، إن اكتشاف مقابر جديدة للعمال بناة الأهرامات يؤكد أن الرجال ليسوا وحدهم الذين اشتركوا في بناء الأهرامات، «ولكن شاركهم أيضا النساء، مما يعكس أن عملية البناء كان يشترك فيها كل المصريين بحب، مما جعله وقتها مشروعا قوميا لهم».

وأضاف حواس أن الهياكل العظمية التي تم العثور عليها أخيرا في منطقة الأهرامات كشفت عن وجود هياكل عظمية للنساء والرجال، مما يعكس أن عملية البناء كان يشترك فيها الجنسان.

ولم يكن هذا هو السر الوحيد الذي باح به الكشف الأثري الذي يصفه حواس بـ«التاريخي»، بل حسب تأكيد رئيس البعثة فإنه يؤكد أن المصريين وحدهم هم بناة الأهرامات، وليس غيرهم، «بعدما كان يردد البعض مزاعم عن جهل بأن بناة عجائب الدنيا السبع هم من قارة أطلانتس المفقودة».

وليس الكشف هو الرد العلمي فحسب على دعاة بناة الأهرامات، بل إنه يرد على آخرين زعموا بأن بناة الأهرامات ليسوا هم أجداد المصريين الحاليين، بل إنهم أشخاص آخرون غير «الفراعنة»، وزاد غيرهم على ذلك بأن بناتها هم من «بني إسرائيل»، وذلك في محاولة لإحداث نسب بناء الأهرامات إلى «بني إسرائيل» الذين عاشوا في مصر، وخرجوا منها مطرودين إبان حكم «رمسيس الثاني»، حسب اعتقاد كثير من الأثريين.

وفي هذا السياق يؤكد حواس أن المصريين القدماء هم بناة الأهرامات وليس غيرهم، وأن الاكتشاف الذي حققه في عقد التسعينات بالعثور على أولى مقابر العمال بناة الأهرامات قطع الحديث عليهم، وبخاصة المزاعم الإسرائيلية، بأن بناة عجائب الدنيا هم من «بني إسرائيل». يذكر أن حصانا كان سببا في اكتشاف أول مقبرة للعمال بناة الأهرامات في 14 أغسطس عام 1990 عندما سقطت إحدى السائحات من فوق حصانها، واصطدم الحصان بجدار من الطوب اللبن على بعد نحو 10 أمتار فقط من موقع الحفائر السابقة.

وكانت هذه الحادثة هي النواة التي قادت الفريق الأثري برئاسة حواس للكشف عن مقابر العمال بناة الأهرام، والتي تقع في الناحية الجنوبية من الأهرامات وأبو الهول، وتحديدا في المنطقة جنوب شرق تمثال «أبو الهول» وجنوب حيط الغراب خلال شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من عام 1990.

وكانت البعثة المصرية قد أعلنت قبل أيام عن اكتشاف مجموعة جديدة من المقابر تخص العمال بناة الأهرامات، ترجع إلى الأسرة الرابعة (2649 - 2513 ق.م)، واعتبر الكشف الأول من نوعه بالعثور على مقابر خاصة بالملك «خوفو» (2609 - 2584 ق.م) والملك «خفرع «(2576 - 2551 ق.م)، خاصة أن مئات المقابر الأخرى والتي اكتشفت من قبل كانت ترجع إلى الأسرة الخامسة (2649 - 2374 ق.م). وهو ما يؤكد بشكل علمي أن المصريين وحدهم هم بناة الأهرامات.