زربية «العلوشة» القيروانية عصية.. على الترويض

في معرض «مفروشات 2010» بتونس

ألوان زاهية تنبئ بالربيع قبل قدومه في معرض « مفروشات 2010 » («الشرق الأوسط»)
TT

يحتضن المركز الدولي للمعارض بتونس العاصمة من 7 إلى 17 يناير (كانون الثاني) الحالي، الدورة العاشرة من معرض «مفروشات»، زينت فيه واجهات العرض وأبهرت الزائرين ألوان زاهية تنبئ بالربيع قبل وصوله، وأثاث متنوع ومعروضات كثيرة كانت مغرية بجمال ديكورها وبراعة عرضها وتنضيدها أمام أعين الزائرين، وتنوعت المعروضات ما بين صالونات وغرف نوم وغرف أطفال وسجاد رفيع، وزرابي تونسية بألوان مزهرة ومفروشات وأغطية وتجهيزات منزلية لفتت انتباه الكثير من الزوار ولا تنتظر غير الأموال قبل رفعها في الحال، والاستمتاع بدفئها في أيام الشتاء الباردة.

أكثر من 150 عارضا من تونس وبعض الدول العربية الأخرى يشاركون هذه السنة في الدورة العاشرة من معرض «مفروشات 2010»، ويلاحظ أن الألوان المميزة لمعظم التجهيزات تتجه نحو الألوان الهادئة أو الغامقة، لذلك نجد الألوان الحمراء والسوداء والبيضاء والصفراء الغامقة مسيطرة على معظم المعروضات، أما من ناحية الأسعار فهي متماشية تماما مع الجودة المعروضة، وبالإمكان اقتناء قاعة جلوس بسعر لا يتجاوز حدود 1080 دينارا تونسيا (نحو 830 دولارا أميركيا). تقول آمنة السليني، إحدى المشاركات، إن مفروشات هذه الدورة تقدم الكثير من الاختيارات، خصوصا في مجال الأثاث والمفروشات، وقد روعيت ظروف المقبلين الجدد على الزواج، وتمكينهم من الشراء بالتقسيط من دون مقدم مالي ومن دون فوائد.

ومفروشات هذه السنة اعتمدت في الكثير من تفاصيلها على المنتجات التقليدية التونسية، باعتبارها من بين أهم أدوات التوظيف والتأثيث الداخلي للمنزل التونسي، ومثلت الزربية التونسية أهم أركان الأثاث طوال العقود الماضية؛ لذلك كان حضورها مميزا في هذا المعرض، فتجد المرقوم التقليدي القادم من المناطق الريفية بالخصوص، إلى جانب الزربية البربرية القادمة من الجبال البربرية في الجنوب التونسي، وتجلب الزرابي الزاهية الكثير من المريدين خصوصا زربية «المقروضة» وزربية «زهرة الياسمين»، أما زربية «العلوشة» القيروانية فهي عصية على الترويض، وتعتبر أسعار تلك الزرابي في المتناول على وجه العموم، فالمرقوم يتراوح سعره ما بين 10 إلى 300 دينار تونسي (بين 7.6 و230 دولارا أميركيا) وذلك حسب الحجم والنوعية، أما الزربية البربرية فهي معروضة بنحو 60 دينارا تونسيا للمتر المربع الواحد (نحو 46 دولارا) ويرتفع السعر إلى 100 دينار بالنسبة لزربية «العلوشة»، وإذا علمنا أن الزربية الواحدة المستعملة في البيوت التونسية، قد تتراوح مساحتها بين 6 و7 أمتار مربعة، فإن سعرها سيكون متراوحا بين 600 و900 دينار تونسي (بين 461 و692 دولارا أميركيا) وهي أسعار ليست في متناول الكثير من العائلات التونسية، وخصوصا المقبلين على الزواج منهم، كما أن البيت الواحد عادة ما يكون محتاجا لأكثر من زربية واحدة.

حول المعرض وما احتواه من مفروشات قالت حورية مؤمن، زائرة للمعرض، إنها لم تجد أفضل من هذه المناسبة للاطلاع على آخر الموديلات لاقتناء بعض الأثاث لمنزلها الجديد، بعد أن سمعت عن جودة معروضاته، وأشارت إلى أن السمعة التي سبقته تتماشى تماما مع ما هو معروض من أثاث وديكورات، منبهة إلى تلك التطورات الحاصلة على ديكور المنزل التونسي.

وفي السياق نفسه أكدت عزة الطويهري إعجابها بالمعرض، وهو ما جعلها تقتني بعض الزرابي والمفروشات لجهازها الجديد، واعتبرت أن الأسعار مناسبة، وأن الاختيارات كثيرة غير أن الإشكال في نظرها يظل رهين الإمكانيات المتوافرة، وأكدت أنها في كل معرض تفاجأ بمنتجات جديدة ترغب في اقتنائها، وهو ما صعب أمامها عملية الاختيار.