11 فنانا ينتمون لأجيال وأساليب فنية مختلفة في معرض جماعي بدمشق

يقدمون التراث والزخارف اللونية والطبيعة الصامتة وبساطة الريف السوري

TT

تحتضن حاليا صالة «فري هاند» للفنون الجميلة، بمنطقة الجسر الأبيض في العاصمة السورية دمشق، معرضا تشكيليا جماعيا لمجموعة من الفنانين السوريين، الذين ينتمون لأجيال فنية مختلفة؛ من الجيل المخضرم إلى جيل الشباب. وتتنوع أساليبهم الفنية بشكل واضح، حيث تُشاهد في أعمالهم المعروضة الأساليب التعبيرية والتجريدية والانطباعية وغيرها، مع استخدام تقنيات الرسم المختلفة من الزيتي وحتى الغرافيك والزخرفة، إضافة لتنوع المواضيع المطروحة في أعمالهم، حيث نجد دمشق القديمة والطبيعة الصامتة والوجوه البشرية برمزيتها، وغير ذلك من المواضيع الإنسانية والتراثية.

وعلّق أحد النقاد على المعرض قائلا: من النادر أن يجتمع كل هؤلاء الفنانين المختلفين بمعرض واحد، إلا إذا استثنينا معارض وزارة الثقافة الجماعية السنوية مثل معرض الخريف. فهذا المعرض يقدّم لنا كمتلقين بانوراما تشكيلية ولونية لأجيال فنية سورية مختلفة.

وعلى الرغم من ضيق الصالة المستضيفة نسبيا فإنها استطاعت أن تستوعب أعمال الفنانين المشاركين، وعددهم 11 تشكيليا وهم: ممدوح قشلان، ومحمد الوهيبي، ونذير إسماعيل، وحسكو حسكو، ومروان جوبان، وباسل الأيوبي، وباسم دحدوح، ويوسف البوشي، وعبد الرزاق السمان، وعدنان حميدة، وعلي مقوّص. وقد حرص كل فنان على المشاركة بعمل على الأقل، يقدم من خلاله تجربته الفنية ورحلته التشكيلية، فيشاهد الزائر للمعرض عملين للفنان محمد الوهيبي، وهو الفنان الذي ينتمي لجيل السبعينات يتحدثان بشكل رمزي، ومن خلال الغرافيك، عن الحميمية والحيوية، اللتين تقدمهما الأعمال الزخرفية والشرقية التراثية. فهناك في العملين كائنات طبيعية ومفردات من الحياة، ذات دلالات يحرص عليها الفنان الوهيبي في معظم أعماله ونتاجاته الإبداعية.

ونجد في المكان الآخر من المعرض مشاركة لفنان ينتمي لجيل أواخر التسعينات، وهو التشكيلي السوري حسكو حسكو، تنحو منحى مغايرا لتجربة الوهيبي، حيث يؤكد عدد من النقاد التشكيليين أن لوحة حسكو للوهلة الأولى انفجار هادئ، إذا جاز التعبير، لقد انفجر المشهد وبقيت مخلوقاته معلَّقة في فضاءٍ معلَّق، وقلما نلمح أثرا للبشر. ففي العمل هناك بساطة الريف في شمال سورية، وكائنات من الطبيعة برمزية واضحة، حيث توجد الحيوانات والأزهار البرية جنبا إلى جنب. ومن جهته يصر الفنان المخضرم ممدوح قشلان في عمله المعروض على وجود دمشق القديمة بأزقتها وحاراتها ومفرداتها المعمارية، وبأسلوبه الزخرفي المعتاد، الذي يضج حيوية وإمتاعا بصريا ولونيا مع تكثيف في مفردات العمل. وفي عمل الفنان نذير إسماعيل، الذي ينتمي لجيل ستينات القرن المنصرم، نشاهد الوجوه البشرية التي تلخص تجربته العريقة، وأسلوبه الفني المعروف، حيث فن الغرافيك والوجوه بدلالاتها ورمزيتها. ونشاهد في عملين للفنان علي مقوص نساء وأشخاصا مختلفين، كما نشاهد ألوان العملين الزاهية والطاغية بزرقتها، في حين نرى في أعمال الفنان باسم دحدوح امرأة وكائنات مختلفة تعطي من خلال استخدامه الألوان المختلفة، في تموجاتها ودرجاتها، عمقا إضافيا لرمزية أعماله.