التونسية سنية مبارك تعيد الجمهور بصوتها الشجي إلى الأندلس

من خلال حفل بعنوان «الجذور العربية للوركا»

TT

اختارت سفارة إسبانيا لدى تونس، صوت سنية مبارك، الفنانة التونسية، لتكريم الشاعر الإسباني الراحل «فيدريكو غارسيا لوركا»، من خلال تنظيم حفل موسيقي بعنوان «الجذور العربية للوركا» بالمسرح البلدي في العاصمة التونسية. العرض تضمن قسمين أساسيين، الأول عنوانه «لوركا والتراجيديا»، والثاني عنوانه «لوركا والأغاني الشعبية»، حيث قال عنه جون رامون مارتيناز سالزار، سفير إسبانيا لدى تونس، في لقاء صحافي عُقد بمقر السفارة الإسبانية بالعاصمة إنه «يندرج في إطار رئاسة إسبانيا للاتحاد الأوروبي، وهو يهدف بالأساس إلى توطيد العلاقات بين الشمال والجنوب، ودعم الانفتاح والتواصل بين الثقافات الشرقية والغربية».

برنامج السهرة احتوى على إحدى عشرة أغنية / قصيدة مغناة عن الأندلس لشعراء عرب من بينهم ابن الخطيب، ونزار قباني، وعبد العزيز قاسم، إلى جانب قصيد لخالد الوغلاني، وثلاث قصائد للوركا كاتب التراجيديا المترجمة بالأساس إلى العربية. كما احتوى برنامج العرض أيضا على أربع أغان شعبية إسبانية، من بينها «نانا ديسيفيا» و«نلكا في ديلسنيتش».. وغنت سنية مبارك أغنية «حبي يتبدل يتجدد» للراحل التونسي الهادي الجويني، وأغنية «ما أحلى ليالي إشبيلية!» للراحلة فتحية خيري.

الألحان المقدمة جالت بين الموسيقى التونسية والشرقية والأندلسية، وحملتنا إلى الأندلس بمدنها العريقة وحدائقها الغنَّاء وقصورها الفاخرة. واعتمدت الفرقة في حملنا إلى عوالم أخرى على سبعة عازفين معظمهم من تونس، فكان على الكمنجة محمد الغربي، والقيثار باص معز الكعباشي، وعازف القيثار الإسباني «مانويل ديلغادو مارتيناز»، والأورغ رمزي المبروك، والقانون سليم الجزيري، بالإضافة إلى عازفي الإيقاع لطفي سوا وعمر عدالة. وأسهمت الآلات مجتمعة في تنويع المقامات والانتقال من لون موسيقي إلى آخر، فحضر«الفلامنكو» الإسباني على الركح، وتناغمت المغنية مع العازفين. وغنت سنية مبارك على إيقاع الفلامنكو، وأبرزت ما تختزنه من طاقات غنائية هائلة.

بدت التونسية سنية مبارك خلال العرض مثل حمامة سلام بفستانها الأبيض من خلال تمازج الكلمات مع الألحان، وتنوع النغمات الموسيقية بين ضفتي المتوسط، لتشدو بروائع من أشعار ابن الخطيب ونزار قباني، فأطربت الحاضرين بوصلة «يا زمان الوصل بالأندلس»، و«في مدخل الحمراء»، و«كان لقاؤهما»، و«ما أطيب اللقيا بلا ميعاد!»، و«سألتها هل أنت إسبانية؟»، و«الوادي الكبير»، و«لغرناطة نهران واحد يبكي والثاني نزيف قار».. أشعار تغنت بغرناطة التي عشقها «لوركا»، وشدت بها سنية مبارك برؤية عربية، تمازجت فيها مشاعر الحب بالألم والحزن واللوعة بخفة «النشيد العميق» الإسباني ذي الأصول الشعبية.