معرض «حافة الجزيرة العربية» للفن السعودي ينطلق إلى العالم

على هامش اختتام منتدى التنافسية

«حافة الجزيرة العربية» الذي أقيم خلال منتدى التنافسية العالمي 2010 بالرياض (تصوير: خالد الخميس)
TT

ليس على أي متحدث فرغ من جلسته في منتدى التنافسية العالمي سوى أن يقف قليلا، ثم يلتفت إلى يمين القاعة ويتجه إلى مخرج صغير لا يبعد سوى عدة أمتار، ليجد نفسه بين ألوان وأشكال مختلفة من لوحات تشكيلية تستوقف من يقف أمامها في معرض فني مصاحب، لينعكس الوضع ويبدأ بأسئلته بعد أن كان يجيب على أسئلة الحضور قبل ذلك بقليل.

معرض «حافة الجزيرة العربية» الذي شهد منتدى التنافسية العالمي 2010، الذي اختتم أعماله أمس في العاصمة السعودية الرياض، انطلاقته الأولى في جولة بين دول عالمية عدة، بعد أن استضافه في القاعة المجاورة للقاعة الرئيسية، كان على طول الأيام الثلاثة الماضية بمثابة متنفس ثقافي فكري بين الجلسات، لما شهده من زيارات كبيرة من قبل الحضور والمتحدثين على حد سواء.

ومثلت مشاركة معرض «حافة الجزيرة العربية» في منتدى التنافسية العالمي نقطة الارتكاز والانطلاقة الأولى لجولة تاريخية للمعرض حول العالم، والتي تعد واجهة عرض للفنانين السعوديين في أنحاء القارة الأوروبية ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى قارتي أميركا وآسيا على مدى السنوات الأربع المقبلة، وتعتبر واحدة من عدة مبادرات ثقافية تعد على نحو استباقي داخل المملكة.

واشتمل المعرض على عدة برامج تم تنفيذها بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار، السعودية، بصفتها الشريك الرسمي، تمثلت في معرض للفنون، ومؤتمرات صحافية، وتوقيعات للكتب والمصنفات الفنية من قبل أصحابها المؤلفين والفنانين.

عبد الله التركي المشرف الفني على المعرض، قال لـ«الشرق الأوسط» إن القائمين على المعرض الذي ضم مشاركة أعمال 17 فنانا سعوديا من لوحات تشكيلية وصور فوتوغرافية ومؤلفات، حرصوا على تنويع الأعمال بهدف مخاطبة جميع الأفكار والثقافات المشاركة في مثل هذا المنتدى العالمي. وأضاف التركي أن المعرض شهد حضورا كبيرا خلال أيام المؤتمر الثلاثة الماضية، وزيارات عدة، مبينا أن زوار المعرض الذين يفدون إليه بين جلسات المؤتمر لم يترددوا في طرح أسئلتهم عن تلك اللوحات والصور وما تتضمنه من أفكار ومحاكاة لمختلف العادات والتقاليد الإنسانية بشكل عام، والثقافة الخاصة ببيئة الفنانين.

ويعد مشروع معرض «حافة الجزيرة العربية» (إيدج أوف أرابيا) مبادرة إبداعية جديدة تطرح تاريخ المنطقة وثقافتها وبيئتها، وترمي إلى تشجيع الفنانين المعاصرين من السعودية، وتمكينهم من الظهور على الساحة العالمية، من خلال جولة تهدف إلى خلق حوار إيجابي ودائم بين السعودية وبقية العالم في وقت يتم فيه استكشاف الإمكانات الإبداعية للسعودية في ظل مرحلة شديدة الأهمية من تاريخ المنطقة الحديث.

وتفتح هذه الجولة الهامة صفحة جديدة في تاريخ الفن السعودي، حيث ستسمح لجيل جديد من المبدعين بتعميق فهم منجزات المملكة الثقافية في وقت يتم فيه الاحتفال بحدث فني وثقافي في قلب العالم الإسلامي.

وترمي جولة الفنانين السعوديين إلى إيجاد حوار ثقافي إيجابي ومستدام بين المملكة وبقية أنحاء العالم، بدءا من معرضي لندن والبندقية، اللذين دشنهما مشروع «إيدج أوف أرابيا» عامي 2008 و2009، وكانا من المعالم البارزة في الساحة العالمية للفنون، كما تتضمن الجولة تدشين معرض وورش عمل، وتوقيعات للكتب والمصنفات الفنية من قبل أصحابها من المؤلفين والفنانين، إضافة إلى عقد مؤتمرات صحافية.

وتدعم الهيئة العامة للاستثمار الحركة الشعبية للفنانين، الذين تمكنوا من تعزيز طاقاتهم الإبداعية، وإنشاء منصة عالمية للحوار الإيجابي، بهدف توجيه رسالة قوية وإيجابية للعالم، وإعلاء صوت جيل جديد من الفنانين السعوديين، والاستثمار في إمكانياتهم الإبداعية في لحظة حاسمة من تاريخ المملكة الحديث. عام 2010 سيشهد انطلاق المعرض صوب أماكن عدة أخرى من العالم، ففي شهر مارس (آذار) ستحتضن مدينة دبي المعرض من خلال معرض فنون دبي، بينما تكون برلين هي المدينة المضيفة في شهر يونيو (حزيران)، حيث سيتزامن انعقاد المعرض هناك مع بينالي برلين.

ينتقل بعد ذلك المعرض إلى وجهه أخرى هي إسطنبول في نوفمبر (تشرين الثاني) القادم، وذلك في إطار الاحتفال باختيار هذه المدينة التركية كعاصمة للثقافة في القارة الأوروبية. وستكون هذه هي البداية لانطلاق جولة معرض «حافة الجزيرة العربية»، والتي ستستمر حتى 2014، يتنقل خلالها بين مختلف المدن الثقافية حول العالم.

ومن جانبه يقول ستيفين ستابلتون مدير معرض «حافة الجزيرة العربية»: «ما بدأ من مجموعة شعبية من الفنانين، لملموا شملهم في جبال شمال المملكة العربية السعودية بالجنوب، أخذ في التطور حتى صار مشروعا ذا أهمية عالمية. وقد كان لنا غاية من وراء إطلاق هذه الجولة حول العالم من عاصمة المملكة العربية السعودية، وهي إعلاء الأصوات المعتدلة لجيل الفنانين الجدد، وإرسال رسالة قوية للجماهير حول العالم».