معرض الفرنسي كلود فيالا.. مهرجان للألوان والأشكال الهندسية

شهد افتتاحه في دمشق أمسية موسيقية تشكيلية

من أعمال الفنان الفرنسي المعروضة («الشرق الأوسط»)
TT

تحتضن حاليا قاعة المعارض في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق معرض الفنان التشكيلي الفرنسي كلود فيالا الذي يستمر حتى العاشر من شهر فبراير (شباط) ويضم عددا من الأعمال القماشية التي نفذها خلال العامين الماضيين ويعرضها لأول مرة في العاصمة السورية.

ولاقى معرضه اهتماما من النخبة الثقافية الدمشقية خاصة أنه يقدم تجربة فنية مميزة استخدم فيها أنسجة مستخدمة ومن مخلفات الأقمشة وغيرها لإبراز موضوعات أعماله، حيث تطغى عليها الألوان الزاهية، فهو من أهم ملوني الأعمال الفنية الأوروبيين المعاصرين. الأقمشة لديه ليست جديدة، بل أعيد استخدامها، حيث يقوم بوضع اللون عليها ليكشف له كل قماش شدة اللون المستخدم حسب طريقة تشربه له، وأشار إلى أن الشكل المكرر في لوحاته هو بصمة أو لغة يعتمدها دائما من دون أن تحمل دلالة في حد ذاتها، كما يقدم في أعماله الأشكال الهندسية ذات المدلولات الرمزية ويحرر لوحته الكبيرة نسبيا من الإطار، فهي مدلاّة على الجدار بشكل انسيابي تتيح للمتفرج أن يتابعها بتمعن واسترسال من دون أن تحده زوايا وأضلاع ومربعات ومستطيلات وغيرها. كما أنه يستخدم ضمن لوحته نصوصا شعرية وأدبية لأصدقائه الأدباء الفرنسيين. وحسب إدارة المركز المستضيف لمعرضه، فإن كلود فيالا يعد أحد أكبر الفنانين المعاصرين وتعرض أعماله في الصالات والمتاحف المكرسة للفن الحديث والمعاصر في أوروبا وأميركا وآسيا، وهي في الواقع جزء من كبريات المجموعات العامة والخاصة، لا سيما في متحف الفن الحديث في مركز جورج بومبيدو في باريس. وكلود فيالا عضو مؤسس لـ«الحركة الفنية حوامل/مساحات» وزعيمها في السبعينات، وهو يقوم بالرسم على كل الحوامل والمساحات وكأنه يخترع في كل مرة تقنية بحسب نوع الحامل أو أن الحامل ذاته يفرض عليه تقنية وطريقة في التصوير. ويتميز فنه بفخامة اللون الذي يفرضه كأحد أكبر ملوني تاريخ التصوير الغربي. كما أنه يعمل يوميا على لوحتين قماشيتين بما ينتج لديه أكثر من أربعمائة عمل في العام الواحد مستخدما فكرة هندسية معينة تنطلق منها الأشكال والألوان والرموز والحس التشكيلي لديه. ويعرّف الناقد الفني جان لوي ماركوس مسيرة هذا الفنان فيالا قائلا: «فيالا لا ينتج إلا التصوير الخالص، تبادلات من خلال الألوان والأشكال مع بنية الحامل. علامة كلود فيالا، شعاره المميز الذي يتكرر من دون كلل أو ملل، ذريعة ليطلق العنان للتصوير بكامل حريته، فالمفردة التشكيلية عنده موجودة ومتكررة دائما بحيث تتخلص بشكل كامل من دلالتها».

وفي مبادرة فنية جميلة مرافقة للمعرض أطلقتها الجهة المنظمة له بالتعاون مع شركة الخطوط الجوية الفرنسية وفندق «الشام» و«مؤسسة عثمان العائدي»، شهد افتتاح المعرض أمسية موسيقية تشكيلية تحت عنوان «معابر» شارك فيها كل من الرسام فيالا والكاتب ألان مونكوكيول وعازف الغيتار فيليب كورنييه. ثلاثة رجال يجمع بينهم يقين أن الفن رحلة كونية.. أنه توجد بين الفنون، بين ما يمارسونه ثم بين الآخرين، معابر لا يكلون من المرور بها ومساءلتها. وقد عزف كورنييه على الغيتار مؤلفات شخصية ومؤلفات لكل من رودريغو وألبينيز ودومينيكوني ومانويل دي فالا. وقرأ مونكوكيول، بمفرده وبمصاحبة فيليب، نصوصا لكل من لابيير وكولان، وأنطونيو ماتشادو وباكو أوخيدا ولوركا.