ماريو يوسا: لو حذفنا المصارعة من أعمال لوركا لأصبحت عرجاء ناقصة

كان يرغب في أن يصبح مصارعا لثيران

TT

كشف الكاتب ماريو بارغاس يوسا جانبا خافيا عن الكثيرين، وهو أنه كان يرغب أن يكون مصارعا للثيران. فقد جاء في مقابلة له قام بها الصحافي اندريس اموريس، نشرت في صحيفة «إيه بي سي» الإسبانية، أمس الأحد، قال فيها: «إن مصارعة الثيران لها تاريخ متأصل في تاريخ بلدي (بيرو) وفي عائلتي، ولهذا اكتشفتها منذ أن كنت طفلا، وكنت مستمرا طول حياتي على الوفاء لهذا الفن».

وعن ذكرياته الأولى عنها يقول: «كانت عائلتي تقطن آنذاك في بوليفا، في مدينة كوجابامبا، وأظن أنني كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري، وفي إحدى الأمسيات أخذ جدي، ويدعى بيدرو، بيدي واصطحبني إلى طريق مرتفع كي ينتهي عند منطقة الألتو، ومن ذلك المرتفع يمكن مشاهدة كل المدينة، وهناك شاهدت أول مصارعة للثيران. لم تكن بتلك الدرجة من الأهمية، لكنها تركت فيّ أثرا عميقا... وأهم ما لفت نظري في تلك الأمسية الألوان، وحماس الجماهير».

وتحدث يوسا عن تمثيله لهذه اللعبة: «من حسن حظي أنني كنت أمارس اللعبة وأنا صغير، فقد كنت أمثل دور مصارع الثيران، وبنات عمي يمثلن دور الثيران. ولا أزال أتذكّر مشهد اغروراق عينَي بنت عمي غلاديس بالدموع، حزنا وغما، عندما رآها عمّي، ويدعى خوان، فصارحها بأن البنت لا يمكن على الإطلاق أن تكون مصارعة ثيران. ولو أنها كانت قد عاشت بعد ذلك لاستطاعت أن تتجنب هذا المنع».

ويجيب يوسا عن سؤال: هل كنت تحلم بأن تكون مصارع ثيران؟ فيقول: «عندما كنت صغيرا كنت أود أن أكون مصارع ثيران، وفي بيرو لا يزال هذا الشعور عاليا، وبالذات في ليما...».

عندما وصل يوسا إلى إسبانيا لدراسة الدكتوراه، عام 1958، استغل هذه الفرصة لحضور الكثير من حلبات المصارعة: «استطعت أن أشاهد الكثير من منازلات الثيران، في مدريد وبلنسية وإشبيلية وبرشلونة وبامبلونا».

وعن كتاباته عن مصارعة الثيران يقول: «لقد كتبت، عندما كنت شابا، عن الثيران في بعض المجلات والصحف في بلادي». وعن رأيه في الأدباء الذين اهتموا بالثيران، يقول: «أنا دائما معجب بهمنغواي كاتبا، ولكن أظن أن كتاباته عن الثيران لم تستطع الوصول إلى قلب مهرجان المصارعة، فهو يصورها باعتبارها مظهرا من مظاهر الرياضة، ولم يستطع أن يصور تعقيداتها كفن وأسطورة وطقس»، ويتابع يوسا فيقول: «إن مصارعة الثيران هي واحدة من أغنى المصادر للإلهام في جميع الفنون، في الأدب والموسيقى والتصوير... يكفينا ذكر غارثيا لوركا، فإذا حذفنا من أعماله موضوع مصارعة الثيران فإنها ستكون أعمالا عرجاء ناقصة».

وعن رأيه في الدعوة المعارضة لمصارعة الثيران يقول: «خلف هذه الدعوة، ليس هناك حب للحيوان ولا رغبة في احترامه أو تجنب معاناته، وإنما هي عملية سياسية لإظهار أن إقليم كاتالونيا ليس إسبانيا».