«صيف 840» تعود في الذكرى الأولى لرحيل منصور الرحباني

كازينو لبنان يحتضن سيف البحر وحبيبته ميرا

«صيف 840» صرخة من أجل الحرية («الشرق الأوسط»)
TT

تبدأ مسرحية «صيف 840» عروضها اليوم الخميس، على مسرح «كازينو لبنان» في الذكرى الأولى لوفاة الفنان الكبير منصور الرحباني الذي ألفها ومسرحها ولحنها وقدمها عام 1987، بعد غياب شقيقه عاصي الذي لازمه في رحلته الفنية، ثم تركه وحيدا ليبدأ تجربته هذه المرة من دون عاصي.

في الصيف الماضي، عمد أبناء منصور الرحباني إلى إحياء مسرحية «صيف 840» تحية لذكرى والدهم وقدموها على مسرح في الهواء الطلق، مطل على «ميناء جبيل» ضمن «مهرجانات بيبلوس الدولية» تحية لذكرى الراحل الكبير. واليوم ترجع المسرحية، لكن إلى «كازينو لبنان» هذه المرة في الذكرى الأولى لوفاة منصور الذي وافته المنية في الثالث عشر من يناير (كانون الثاني) 2009 عن عمر يناهز 83 عاما. ولعل «صيف 840» هي واحدة من أجمل المسرحيات التي وضعها منصور منفردا وأكثرها فرحا وغنائية وقربا في روحها من مسرح «الأخوين رحباني».

وبدءا من مساء اليوم ستقف على مسرح «كازينو لبنان» كل ليلة الفنانة الصاعدة ذات الصوت الجميل هبة طوجي (ابنة اليوزباشي ميرا)، عوضا عن هدى حداد في الثمانينات، إلى جانب الصوت البديع غسان صليبا (سيف البحر) وينشدان معا الحرية والحب والثورة، ضد القمع والظلم والمذهبية. من بلدة أنطلياس الصغيرة شمال بيروت، حيث نشأ وترعرع، يأخذنا منصور الرحباني بألحانه وأغنياته ليجعل من حكايته التي يرويها على المسرح غناء ورقصا، نموذجا إنسانيا واسعا بفضاء رحب. الأغنيات ذاتها، والألحان هي نفسها التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب، والتي شارك في تلحينها وتوزيعها أولاد منصور، مروان وغدي وأسامة الرحباني إضافة إلى أخيه إلياس الرحباني. بعض التجديد الفني الذي لم يسلب المسرحية أصالتها، إضافة إلى تعديلات على الديكور كي تناسب مسرحا مغلقا بعد أن كانت معدة لمسرح مفتوح على البحر والسماء في جبيل. سيحضر الجمهور متذكرا منصور لمرة جديدة، والمشوار الرحباني الذي وضع مداميك المجد الفني للبنان طوال النصف الثاني من القرن العشرين.

«لمعت أبواق الثورة، سكن الحقد المسافات.. قوّي قلبك وهْجوم يا بتوصل على الموت يا بتوصل عالحرية». سيردد الجمهور المحتشد في الكازينو، كما يفعل في كل مرة يجتمع فيها لأجل «صيف 840» المسرحية التي تجمع كوكبة من الممثلين والمغنين اللبنانيين، واستطاعت في عز الحرب الأهلية، وعند مولدها أن تتخطى الحواجز والمعارك وخلافات الأديان والمذاهب وتصل إلى كل منطقة لبنانية. وهي، أيضا، المسرحية التي جابت الدول العربية وصولا إلى شمال أفريقيا، رافعة الصوت ضد الاحتلال والعبودية. إنها فرصة لأولئك الذين استمتعوا ذات يوم بـ«صيف 840» أن يروها بحلتها الجديدة، وفرصة أكبر للذين لم يتمكنوا حتى اليوم من مشاهدتها، أن يغتنموا عودتها، للقبض على واحدة من أجمل اللوحات الغنائية الراقصة التي المسرح الغنائي اللبناني.