مهرجان برلين اختبار لحركة صناعة السينما بعد الأزمة الاقتصادية

في الوقت الذي يواجه فيه صناع السينما في العالم مشكلة خفض تكاليف الإنتاج والبطالة

ملصق مهرجان برلين السينمائي في دورته الـ 60 (أ.ب)
TT

تستعد مدينة برلين لمهرجان السينما العالمي في دورته الـ 60 والذي يعقد الأسبوع المقبل بينما تكافح المدينة للخروج من الأزمة الاقتصادية التي ألمت بالصناعة طوال العامين الماضيين تقريبا.

وحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية فإن سوق الفيلم الأوروبي، مرتكز مهرجان النشاط التجاري لمهرجان برلين، الذي يعقد خلال الفترة من 11 إلى 21 من الشهر الجاري، هو أول سوق كبير للسينما هذا العام ونتيجة لهذا فإنه يمثل اختبارا رئيسيا لحالة صناعة السينما.

وبينما تظهر البيانات الأولية لسوق الفيلم الأوروبي أن عدد الشركات الممثلة في السوق ارتفع من 408 العام الماضي إلى 410 هذا العام، فإن عدد دور العرض انخفض من 148 إلى 130.

ويأتي هذا في أعقاب أزمة اقتصادية أثرت على صناعة الفيلم العالمي، حيث يواجه صناع السينما من هوليوود إلى بوليوود مشكلة خفض تكاليف الإنتاج والبطالة في الاستوديوهات وجيش من المنتجين الحذرين.

وقد ألقت الأزمة بظلالها على نحو خاص على أسواق أفلام المهرجانات العام الماضي، تلك التي تشكل أحداثا عظاما في التقويم السنوي لأصحاب الشركات في جميع أنحاء العالم.

وبالفعل فإن المناخ الخافت في الردهات المزدحمة عادة في أسواق المهرجانات الرائدة بدت ولسان حالها يقول كل شيء عن الركود الذي تعاني منه السينما في السنوات الأخيرة.

لكن برغم إيرادات شباك التذاكر القوية في كثير من البلدان وسلسلة الأفلام الناجحة فإن المناخ الاقتصادي غير المواتي جعل عديدا من مديري الشركات السينمائية أكثر حذرا تجاه المشروعات الجديدة.

ولدى إعلانهم البيانات الأولية فإن منظمي سوق الفيلم الأوروبي قالوا إن 30 شركة كانت ممثلة العام الماضي في مهرجان برلين إما أنها أفلست أو انسحبت من صناعة السينما.

وفي الوقت نفسه ظل عارضو الأفلام على حذرهم بشأن الإشارات الأخيرة عن تمكن الاقتصاد العالمي من الخروج من شرنقة ما وصف بالركود العظيم.

ومع ذك فقد عبرت رئيسة سوق الفيلم الأوروبي، بيكي بروبست، عن رضائها إزاء العدد الحالي لتسجيلات سوق الفيلم، قائلة إنه في حين أن بعض الشركات آثرت الخروج من سوق الفيلم الأوروبي لهذا العام فإن آخرين قفزوا للحلول محلهم.

ووصفت الأحوال في سوق الفيلم الأوروبي بأنها مستقرة، مضيفة أن «هذا كان ردنا الذي اتسم بالمرونة الشديدة تجاه التطورات الحالية».

وحتى الآن فقد تقدم عارضون من 48 بلدا لسوق الفيلم الأوروبي حيث من المتوقع أن يكون لكبار الدول المنتجة للأفلام مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وجود كبير في السوق هذا العام.

ومن المتوقع أيضا أن يتوجه مشترو الأفلام من 62 بلدا إلى برلين لحضور مهرجان هذا العام لكن الرقم الإجمالي للمشترين الذين تم تسجيلهم حتى الآن يقل كثيرا عن الرقم المسجل العام الماضي وقدره 1448، حيث تراجع هذا العام إلى 1339.

وفي السنوات الأخيرة تحرك منظمو مهرجان برلين للاستفادة من وضع مهرجان برلين السينمائي، حيث يأتي قبل منافسيه مهرجان كان ومهرجان فينسيا في شهر سبتمبر (أيلول) لاستغلال الجانب المادي للحدث في العاصمة الألمانية.

والأكثر من هذا أن سوق الفيلم الأميركي يقام الآن في نوفمبر (تشرين الثاني).

وكونه واحدا من أكبر مهرجانات السينما الثلاثة في العالم، فإن مهرجان برلين يعد من قبل شركات السينما العالمية فرصة لعرض أفلام جديدة للعام القادم فضلا عن عمل اتفاقات مالية جديدة لعموم أوروبا.

ويشمل سوق الفيلم الأوروبي سوقا إنتاجيا مشتركا يهدف للجمع بين المنتجين والممولين العالميين.

ويمثل مهرجان برلين الـ 60 العام السابع الذي يتعاون فيه سوق السينما العالمي مع مهرجان سينما ساندانس الذي برز كمعرض خاص لعرض الأفلام المستقلة.