الإمارات: الوزراء يخلعون عباءة الاجتماعات الرسمية ويمارسون هواياتهم في الربع الخالي

الوزيرات يتفوقن على الوزراء في الرماية.. ورئيس الحكومة يقود الدراجة النارية

الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية خلال دورها في الرمي على الأطباق («الشرق الأوسط»)
TT

بعد البحر.. جاء الدور على البر. فمجلس الوزراء الإماراتي خلع عباءة الاجتماعات في وسط القاعات الرسمية، وإثر الانتقال إلى قلب الصحراء، لعقد جلسته هذا الأسبوع. فـ«حبس» الوزراء لمدة يومين، أمس وأول من أمس، في أطراف صحراء الربع الخالي، وتحديدا في صحراء ليوا، ولكن في منتجع من فئة الخمس نجوم، وهو منتجع قصر السراب. صحيح أن أعضاء مجلس الوزراء التقوا لمناقشة استراتيجية الحكومية، ولم يخلوا جدول أعمال المجلس من المواضيع الرسمية المطولة، غير أنهم أيضا مارسوا هوايتهم بحرية تامة وبعيدا عن أجواء الاجتماعات والبروتوكولات الرسمية.

وخلوة مجلس الوزراء الإماراتي، أو هكذا هو الاسم الرسمي لها، ليست جديدة على الوزراء والوزيرات، في الإمارات العربية المتحدة، فمنذ أن ترأس الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مجلس الوزراء، وهو ينقل أعضاء حكومته بين الحين والآخر، من إمارة إلى أخرى، في خلوات بلغ عددها حتى الآن أربع، الأولى كانت في منتجع باب الشمس في دبي، والثانية في جبال منطقة الضنة في إمارة الفجيرة، والثالثة كانت في جزيرة بني ياس في إمارة أبوظبي، وهذه الخلوة الرابعة. ولعل أشهر هذه الخلوات عندما نزل رئيس الحكومة ووزراؤه إلى بحر العرب للسباحة، بالطبع نزل الوزراء لا الوزيرات، وذلك خلال الخلوة التي عقدت في إمارة الفجيرة.

أما خلوة يوم الأمس في صحراء ليوا، فقد مارس مجلس الوزراء الإماراتي، بأعضائه الاثنين والعشرين، هواياتهم مستمتعين بأجواء البيئة الصحراوية العربية الأصيلة، بعد يوم طويل من الاجتماعات الرسمية، حيث منحهم رئيس المجلس وقتا مفتوحا لممارسة هذه الهوايات، وقد تكون هذه الخلوات فرصة لخروج الوزراء معا في رحلة ترفيهية، فالأكيد أن غالبيتهم لا يلتقون إلا خلال اللقاءات والاجتماعات الرسمية.

ولعل اللافت في ممارسة أعضاء الحكومة الإماراتية لهواياتهم، هو قيام الجميع، خاصة الوزيرات، بالرماية على الصحون، وتمكنت الوزيرات من التغلب على نظرائهن من الوزراء الرجال، بل وبالضربة القاضية، بعد أن سجلت الوزيرات النسبة الأعلى في إصابة الهدف، وأشرف رئيس الحكومة على عملية إطلاق النار على الصحون، وسط تفوق واضح للوزيرات على الوزراء الذين أخطأوا أهدافهم بشكل ملحوظ، وربما أرادت الوزيرات الأربع في الحكومة الإماراتية، إرسال رسالة بأن المرأة الإماراتية لا تتفوق على الرجل فقط في الهوايات، ولكنها تتفوق في العمل أيضا.

وخلال هذا الوقت المفتوح، قام أعضاء الحكومة بحملة تشجير شملت زرع اثنتين وعشرين شجرة غاف في محيط قصر السراب، تخليدا لذكرى احتضان المنتجع الصحراوي لخلوة مجلس الوزراء. وزرع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الشجرة الأولى، فيما زرع كل وزير شجرة بحيث شكلت الشجرات الاثنتين وعشرين مجتمعة خريطة دولة الإمارات العربية المتحدة، في سعي رسمي للتأكيد على أن تبقى هذه الذكرى رمزا للوحدة والاتحاد ومزارا لأبناء وبنات الإمارات الذين يؤمون المنطقة للسياحة والاستجمام.

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تقدم الوزراء، دون الوزيرات هذه المرة، في قيادة الدراجة الصحراوية ذات الأربع عجلات وسط الكثبان الرملية الذهبية بكل مهارة رياضية عالية.

ثم مارس رئيس الحكومة هوايته في رياضة الجري، حيث غادر وعدد من الوزراء والمرافقين موقع الرماية، إلى مقر الإقامة مشيا على الأقدام، وقطع الجميع أكثر من كيلومتر واحد رغم وعورة الطريق ورمالها الكثيفة، وانتهى بذلك البرنامج الترفيهي الذي استمر لعدة ساعات بعيدا عن الرسميات و«البروتوكول».

كما دعا الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مساء أمس الأول، الوزراء إلى أمسية عربية في صحراء منطقة ليوا، تخللها عشاء وسهرة على ضوء القمر في خيام بدوية أعدت خصيصا للمناسبة، حيث قضى المدعوون أمسية شرقية أصيلة.

وواحة ليوا، التي عقدت فيها الخلوة، تعتبر الواحة الأكبر من نوعها في الجزيرة العربية، والمدخل إلى الربع الخالي وهناك يمكن أن تشاهد مدينة ليوا القديمة ومدينة زايد الحديثة. وتقع ليوا على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الغرب من مدينة العين، وتضم الآن أكثر من 60 قرية، إضافة إلى المراعي الخصبة الموجودة في مناطق الظفرة التي تتوفر فيها المياه الجوفية.

ويعتبر منتجع قصر السراب الصحراوي الفاخر الذي تديره «مجموعة أنانتارا العالمية»، واستضاف خلوة الحكومة الإماراتية، أول منتجع من فئة الخمس نجوم يتم بناؤه بين الكثبان الرملية الذهبية في قلب صحراء ليوا في الربع الخالي، أكبر الصحاري الرملية في العالم.

يذكر أن الخلوة الوزارية السابقة في الفجيرة، شهدت قيام الحكومة برحلة بحرية على متن قارب في مياه خليج عمان، الذي تطل عليه إمارة الفجيرة، وتبادل أعضاء الحكومة خلال تلك الرحلة، الأحاديث حول ذكريات البحر وصيد السمك والسباحة ومدى الارتباط الروحي والمعيشي الذي يجمع أبناء الإمارات مع البحر.