فنون الأفراح وجنونها تجتمع في بيروت

سباق بين الشركات لعرض آخر ابتكاراتها

يجمع أصحاب الشركات كلهم على أن التكلفة هي أول ما يسأل عنه العروسان، ووفقا للإجابة يتمحور الحوار بين الطرفين («الشرق الأوسط»)
TT

للسنة السابعة على التوالي، تعم الأفراح بفنونها وجنونها قاعة بيال للمعارض في وسط بيروت. محطة سنوية ينتظرها اللبنانيون، ولا سيما كل من قرر دخول القفص الذهبي، لتكون المرشد الذي يساعده على التخطيط لمناسبة العمر، وتوفر عناء البحث والتنقل بين شركة وأخرى. من ألف الأعراس إلى يائها، يكتظ معرض «wedding follies» بكل ما يمتّ إلى هذه الليلة بصلة، من مصممي الأزياء الذين لهم حصة وافرة في نشاطات المعرض، إلى منظمي حفلات الأعراس ومحلات المجوهرات والمتخصصين في التصوير والإنارة وتحضير موائد الأعراس والفنادق والمطاعم وتصميم بطاقات الأعراس وفرق الدبكة والسيارات البيضاء.

هنا المنافسة في أوجها بين من جاء ليقدم أفضل ما عنده ليفوز بـ«قلب العروسين». وخير دليل على ذلك الديكور العام للمعرض الذي يعكس حرفية الشركات المشاركة كلها، من خلال طريقة التقديم الفخمة والراقية التي اعتمدتها. ففي حين اعتمد المصورون وفرق الدبكة وحتى شركات الألعاب النارية عرض أعمالهم على شاشة كبيرة مرفقة بصور فوتوغرافية، فضلت بعض محلات الثياب تنظيم عرض أزياء متواضع مباشرة أمام الزبائن.

مما لا شك فيه أن الخيار صعب، لا سيما أنه في أحيان كثيرة تبقى «العين بصيرة واليد قصيرة»، على حد تعبير عروسين حضرا للاستطلاع، لكنهما فضلا بعدما اكتشفا المبلغ الهائل الذي عليهما دفعه، الاكتفاء بدعوة الأصدقاء إلى العشاء، ودفع أموالهما على السفر والسياحة. لكن في المقابل، ترى سينتيا أن ليلة العرس لا تتكرر، بينما السفر يمكن القيام به في أي وقت، وتقول: «لن أتنازل عن قراري بتنظيم حفلة كبيرة ومميزة، لتبقى راسخة في ذاكرتي وفي ذاكرة كل مدعو. هذه ليلتي ويحق لي أن أحتفل بها على طريقتي».

وانطلاقا من هذا الواقع، يجمع كل أصحاب الشركات أن التكلفة هي أول ما يسأل عنه العروسان، ووفقا للإجابة يتمحور الحوار بين الطرفين.

وفي حين كان حضور فساتين الأعراس لافتا، حيث تنوعت التصاميم والألوان التي خرج بعضها عن التقليد العام، قدمت مثلا محلات «marry me» تصاميم «Pierre Cardin»، التي خرجت عن التقاليد، وأعطت العروس فرصة ارتداء فستان العرس الأحمر بتصميمه المميز. وتقول السيدة المسؤولة عن هذا الجناح: «لا تجرؤ الكثير من الفتيات ارتداء الفستان الأحمر، وبالتالي أكثر اللواتي يتخذن هذا القرار هن في مرحلة الشاب أو في بداية العشرينات، لكن تبقى الأكبر سنا محافظة إلى حد ما على هذا العرف، وإن كسرته فلا يمكن أن يتخطى لون البيج الفاتح أو (off white)».

من جهته، يقول المصور ستيفن حداد: «أكثر ما يهم العروسين هو الاطلاع على الأعمال التي أنجزتها. وبعد ذلك تبدأ المناقشات معهما للوصول إلى صيغة أو رؤية نهائية». ويلفت ستيفن إلى تكلفة التصوير مرتبطة بحجم العرس والفندق، وذلك بحسب عدد المصورين والكاميرات المستخدمة، وبالتالي يمكن القول بأنها تبدأ بـ2000 دولار أميركي».

ولأن «مفتاح قلب الرجل بطنه» كما يقول المثل الشعبي، فقد دخلت هذا العام معدات المطبخ على خط معرض «wedding follies»، واختارت شركة «المطبخ الصحي» الكندية، عبر فرعها في لبنان، تقديم فرصة تحضير المأكولات الصحية للعروسين، من خلال تعريفهما على طناجر خاصة. وقد تولى هذه المهمة شيف متخصص تولى تحضير الطعام، ليتسنى للعروسين أن يتذوقا.

كذلك يشير نزار ضناوي، إلى أن الزائرين سيحصلون بعد تسجيل أسمائهم، على فرصة حضور «عرض طبخ ترفيهي مباشر» في المطعمين التابعين للشركة في سن الفيل وفي بيروت، إذ سيتسنى لهم مشاركة الشيف في تحضير الأطباق الصحية في هذه الطناجر، وتذوقها قبل أن يقرروا شراءها.

أما الألعاب النارية التي صارت «شرا لا بد منه» في كل عرس، تمثلها شركة «طبارة» المعروفة بتقديمها أفضل العروض، ويقول كمال طبارة: «صارت الألعاب النارية ضرورة في كل عرس، وهي لا تقل أهمية عن المأكولات، ولا سيما في فصل الصيف، حيث في الإمكان إطلاق العنان لها في فضاء المساحات المفتوحة. وتتراوح مدة عرضها بين دقيقة و10 دقائق بحسب المبلغ المرصود لها. أما اختيارها فيعتمد على الألوان وفكرة العرس بشكل عام والأشكال التي يختارها العروسان». ويلفت طبارة إلى أن أطرف ما يطلبه عدد كبير من العرسان هو كتابة أسمائهم في السماء، وهو أمر شبه مستحيل.

ولفنون الزفة ابتكاراتها أيضا، فقد احترفت كل فرقة الرقص على وتر مختلف، منها من اختار الغربي المستوحى من إسبانيا والبرازيل مثلا، ومنها من فضل الإبقاء على التقاليد مع إضافة بعض التعديلات التي تلائم العصر، وهنا تقول ريتا سعادة، المسؤولة عن فرقة «زفات»: «اللبنانيون لا يزالون بمعظمهم يفضلون الزفة اللبنانية، وإن خرجوا عن إطار الأغنيات القديمة، التي ارتبطت بهذه المناسبة، وصاروا يفضلون الاختيار من أغنيات الدبكة والفلكلور الرائجة اليوم». وكي تكتمل متطلبات هذه الليلة لا بد أيضا من اختيار زينة الورود، التي يقول عنها سامي جبارة صاحب محلات «ليلي آند وايت» إنها لم تعد مقيدة بموضة معينة، بل العروس هي التي تختار ما تحب أن تكون عليه ليلتها. وفي حين يفضل بعضهن عدم التخلي عن «الكوشة»، يفضل البعض عدم التقيد بها». وللسيارات البيضاء، التي زينت لتليق بالعروسين في رحلتهما الأولى إلى بيت الزوجية، مساحة شاسعة جذبت أعين العروسين، وأوقعتهما بدورها في حيرة الاختيار.