كتاب يكشف: غوردن براون لا يتصرف في مكتبه دائما كـ«جنتلمان»

«في موطن القوة».. رئيس الوزراء يصرخ ويرمي الأوراق ويركل الأثاث

غوردن براون (أ.ف.ب)
TT

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية العامة لمجلس العموم البريطاني، آخر ما يتمنى أن يراه غوردن براون، رئيس الوزراء البريطاني، في الصحف هو قراءة سلبية لشخصيته، تظهره على أنه «طاغية» في تعامله مع العاملين معه. براون في وضع لا يحسد عليه، خصوصا أن خسارة حزبه، وموقعه كرئيس للوزراء، أصبحت في رأي الكثير من المعلقين قاب قوسين أو أدنى. على الرغم من أن رئيس الوزراء البريطاني يبدو متزنا، فإن مقربين إليه قالوا إنه لا يتصرف في مكتبه دائما كـ«جنتلمان». وهذا حكم قد يزيد من نزع ثقة الناس به، على الرغم من أنه بدأ نسبيا استعادة قوته مع جمهور الناخبين، بعد أن أثنى الكثير من خبراء الاقتصاد على سياساته، التي يقال إنها كانت حكيمة إلى حد ما، وكانت كافية لتفادي أزمة اقتصادية، كان من الممكن أن تسبب في كوارث اقتصادية أكبر.

لكن ما قيل، أمس، في كتاب لأحد المقربين إلى توني بلير، غريمه رئيس الوزراء السابق، سيكون مؤلما، وتداعياته السلبية كبيرة عليه، إذ كشف مستشار سابق في داونينغ ستريت، حيث مقر مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أن براون غالبا ما يثور في مكتبه.

وكتب لانس برايس، الذي يحاور في كتابه «وير باور لايز» (في موطن القوة) موظفين سابقين وحاليين في مقر الحكومة، أن براون يصرخ في العاملين، ويدفع بالأوراق من على المنضدة، ويطأ بقدميه على الأثاث. كتاب برايس جاء ليصف الوضع الحالي في دهاليز داونينغ ستريت. وقبل فترة وجيزة، قدمت إحدى القنوات التلفزيونية البريطانية دراما حول سلوك المقربين إلى داونينغ ستريت، والعاملين، والوزراء. ومنذ بثها، يحاول المعلقون على صفحات الجرائد تحديد هويات الأشخاص التي قدمها البرامج، كما تم إخراج عمل مسرحي كتبه الكاتب الشهير دافيد هير، يتعاطى أيضا مع هذه الأمور، وكيف يتم اتخاذ القرارات في أعلى سلطة تنفيذية في البلاد.

ويتحدث برايس في كتابه عن «سيادة إرهابية» يريد براون من خلالها السيطرة على أدق التفاصيل.

وعلى الرغم من أن داونينغ ستريت لم يعلق حتى الآن على تلك الاتهامات، فإن صحيفة «إندبندنت» البريطانية، الصادرة أمس الخميس، نقلت عن أحد الموظفين قوله إن اتهامات برايس غير صحيحة تماما، ومن وحي الخيال، مضيفا أن مؤلف الكتاب ليس لديه «أي فكرة» عن الإجراءات في داونينغ ستريت. يذكر أن برايس كان يعمل في العلاقات العامة في الفترة من 1998 حتى 2000 لدى توني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق. وقال شاهد، رفض الإفصاح عن هويته، في الكتاب: «إنه ليس مكانا جميلا للعمل، فكما يبدو سيئا من الخارج، يبدو أيضا من الداخل أسوأ بكثير». وفي المقابل، يدافع داميان ماكبرايد، المستشار السابق لبراون، عنه قائلا: «لم أره مطلقا يقذف شيئا حوله. لقد رأيته يصرخ ويلعن، لكن كان ذلك بشكل سطحي لإفراغ غضبه، ثم يهدأ».

وذكر ماكبرايد أن اللحظات التي يكون فيها براون غاضبا على حق، هي اللحظات التي يكون فيها هادئا.

وكانت وسائل إعلام قد ذكرت من قبل أن براون سحب موظفة من على المقعد، إلا أن داونينغ ستريت نفى ذلك الأمر بشدة. تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات البرلمانية ستجرى في لندن خلال الشهور المقبلة. ويحاول حزب العمال، الذي يتزعمه براون، منذ أسابيع إخراج نفسه من التراجع المستمر في شعبيته في استطلاعات الرأي منذ شهور.