آلاف الزوار يتوافدون لمشاهدة الموروث العلمي للحضارة الإسلامية في لندن

في معرض ترعاه مؤسسة عبد اللطيف جميل الدولية

المهندس محمد جميل والبروفسور سليم الحسني مؤلف كتاب 1000 اختراع إسلامي
TT

استضاف متحف العلوم في لندن مؤخرا معرض ابتكارات العلماء المسلمين الذي أطلق عليه اسم (ألف اختراع واختراع اكتشفه التراث الإسلامي في عالمنا)، والذي يعمل على التعريف بالإنجازات المنسية لألف عام من العلوم في العالم الإسلامي، ابتداءً من القرن السابع الميلادي وحتى الآن.

ويسلط المعرض الضوء على الموروث العلمي للحضارة الإسلامية ومساهمتها في التراث العلمي العالمي.

ويقوم المعرض الذي تنظمه مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة بالتعاون مع مؤسسة عبد اللطيف جميل الدولية، أحد برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، بجولة في عدد من دول العالم، انطلقت من متحف العلوم الذي مضى على تأسيسه 100 عام في العاصمة البريطانية لندن، والذي يستقبل يوميا آلاف الزوار من سياح وطلاب مدارس وغيرهم.

ويتضمن المعرض مجموعة متنوعة من المعروضات التي تسلط الضوء على دور العلماء المسلمين ومساهمتهم في كثير من الاكتشافات في مجالات الطب والهندسة والفلك والجغرافيا وغيرها من العلوم المختلفة وتبلغ مساحته 1000 متر مربع، فيما تتوزع الابتكارات في سبعة محاور، منها البيت، والمدرسة، والمستشفى، والأسواق، والمدينة، والعالم، والكون. وقد زار المهندس محمد عبد اللطيف جميل، رئيس مجلس إدارة برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع، المعرض، وكان في استقباله البروفسور سليم الحسني مؤلف كتاب ألف اختراع واختراع ورئيس مجلس إدارة مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة واللورد وليام ولدجيف رئيس المتاحف العلمية بإنجلترا. وأجرى جولة في أرجاء المعرض اطلع خلالها على مختلف المعروضات الموجودة في المعرض وشارك في بعض ألعابها التفاعلية، وشاهد الفيلم الذي يقدمه المعرض من بطولة السير بن كينغزلي الحاصل على جائزة أوسكار لأكثر من مرة، والفيلم أُعد وصور خاصة لهذا الحدث.

وتضم لائحة المعروضات في المعرض، نموذجا للبيت البغدادي، الذي يعد تصميما مميزا في استخدام الطاقة النظيفة والمتسقة مع متطلبات الحفاظ على البيئة، ويضم المعرض نموذجا لخارطة العالم بحجم 3 أمتار، رسمها الإدريسي في القرن الثاني عشر الميلادي، ومن أهم النماذج المعروضة، نموذج لسفينة تشنغ، وهي سفينة شراعية صينية ذات هيكل خشبي ضخم تعود صناعتها إلى القرن الخامس عشر الميلادي، ويبلغ طولها أكثر من 100 متر، ويحتوي المعرض على نموذج للخزانة المظلمة يعود تاريخها إلى القرن التاسع الميلادي، التي سميت فيما بعد بـ«الكاميرا ذات الثقب»، وقد استخدمها ابن الهيثم لتغيير مفاهيمنا عن الرؤية والبصريات.

ومن جانبه، قال البروفسور سليم الحسني رئيس مجلس إدارة ألف اختراع واختراع: «تعد ساعة الفيل تجسيدا لمفهوم تعدد الثقافات، بضمها مجموعة الرموز مثل الفيل الهندي، والتنين الصيني، وآلية المياه اليونانية، وطائر العنقاء الذي يرمز إلى الثقافة المصرية القديمة، ودمى آلية خشبية مرتدية زي العربي التقليدي».

وأضاف الحسني: «إن مبادرة (ألف اختراع واختراع) تمثل مبادرة تعليمية عالمية تعمل على التعريف بألف عام من الإنجاز العلمي والثقافي للحضارة الإسلامية، منذ القرن السابع الميلادي فصاعدا، وهي توضح مساهمات الحضارة الإسلامية في بناء أسس عالمنا المعاصر».

وفي ختام زيارته عبر المهندس محمد عبد اللطيف جميل عن سعادته لوجود هذا المعرض في لندن لإتاحة الفرصة لزوار لندن لمشاهدة مساهمات العلماء المسلمين وابتكاراتهم عبر التاريخ، وأكد حرصه على إتاحة الفرصة لأكبر قدر من الزوار لمشاهدة المعرض والاطلاع على معروضاته.

وكانت مؤسسة العلوم والتكنولوجيا والحضارة (إف إس تي سي) وهي مؤسسة أكاديمية بريطانية غير ربحية، أطلقت مبادرة ألف اختراع واختراع في المملكة المتحدة في شهر مارس (آذار) من عام 2006، ومن خلال العمل مع كبار الأكاديميين على المستوى العالمي، تحاول المؤسسة البريطانية التعامل مع الجمهور بواسطة الإعلام التعليمي، للتركيز على الإرث الثقافي والتكنولوجي المشترك للبشرية، للمساهمة في تقوية التماسك الاجتماعي.

وخصص المعرض موقعا على الإنترنت للاطلاع على ما يحوي من معروضات(www.1001inventions.com).