هموم زوجة السياسي

الاهتمام الإعلامي يضعها في بؤرة الضوء دائما

منذ أعلن هارولد إي فورد الابن عن نيته في الترشح لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، تحولت زوجته إميلي فورد إلى محط اهتمام كبير («نيويورك تايمز»)
TT

عندما أعلن هارولد إي فورد الابن في أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي، عن نيته في الترشح لمقعد مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك، تحولت زوجته إميلي فورد، إلى محط اهتمام كبير في تتبع أخبارها، حيث تتلقى اتصالات شبه يومية من صديقاتها يسألنها عما إذا كانت قد قرأت أحدث نميمة كتبت عنهما. ربما يرجع السبب في كثرة الوشايات عن الزوجين إلى أن هارولد لا يستطيع التوقف عن الحديث بشأن زوجته أيضا، حيث أخبر أحد كتاب الأعمدة مؤخرا أنه يتمشى مع كلبها المفضل فابي.

لذا، فلا عجب أن تنتحي إميلي فورد، التي تخجل أن تكون في بؤرة الاهتمام العام، على إحدى الطاولات في ركن بأحد المقاهي بالقرب من فندق غرامرسي بارك، في الأسبوع الماضي، لتعرب عن دهشتها بشأن الكثير من الاهتمام المنصب عليها. وقالت فورد، 29 عاما، فيما كانت تتناول قطعة من الكعك على مهل، «ليست لدي أي أسرار تسبب لي نوعا من الإحراج إذا ما كُشف عنها».

أظهرت إميلي قدرتها على فهم مدى قسوة اللعبة السياسية. وأفضل ما قد يتذكره الناس عنها يأتي من إعلان وُجه ضد زوجها أثناء حملته الفاشلة في انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية تينيسي عام 2006، حيث سخر الإعلان منه لإقامة علاقة مع نساء بيض.

على الفور احتجت الجمعية الوطنية لتحسين أوضاع الملونين وآخرون، وقالوا إن هذا الإعلان، الذي يظهر سيدة شقراء جذابة تطلب من هارولد أن يتصل بها، لعب على المخاوف العرقية. وقالت إميلي، التي كانت على علاقة بهارولد في ذلك الوقت، «الجميع يعلم أنه كان لديه صديقة بيضاء». وعند سؤالها بعد ذلك عما إذا كانت تعتقد أن أعداء هارولد كانوا يستهدفونها (قامت بتمويل الإعلان اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري)، قالت «نوعا ما».

وأضافت «سيقول الناس أشياء غير صحيحة وقاسية. هذا جزء من اللعبة السياسية».

لم تبد إميلي، التي كانت ترتدي سترة من نوع جيه كرو وسروالا من الجينز وشالا مرقشا من نوع نينا ريتشي، زوجة لشخص يتوقع أن يكون عضوا في مجلس الشيوخ بقدر ما بدت كمساعدة لمشرع متحمس، وهو ما جعل البعض يخطئ بشأنها في أحد المحافل السياسية عندما كانت مع زوجها. تؤيد إميلي طموحات زوجها، لكن لديها مصالحها الخاصة. وتعمل إميلي الآن من المنزل كمستشارة في التسويق، بعد أن كانت تشغل في الفترة الأخيرة وظائف لامعة في صناعة الموضة، حيث كانت تصمم ملابس المشاهير في حفلات تسلم جوائز أوسكار نيابة عن المصممة كارولينا هريرا.

وعلى الرغم من كون إميلي من طبقة اجتماعية ثرية، إضافة للزوج الثالث الثري لأمها، وهو أنسون بيرد جونيور، أحد كبار المديرين التنفيذيين السابقين في مورغان ستانلي، فقد أشارت إميلي إلى أنها ترعرعت في نابلس بولاية فلوريدا، وكانت تلعب لعبة كرة المضرب عندما كانت في سن المراهقة، وقالت على نحو قاطع «لم أرث ثروة ضخمة في حي أبر إيست سايد (أحد الأحياء الراقية في مانهاتن».

وتبدي إميلي حذرا بشأن دور زوجات السياسيين، وتعرف أنها ستضطر إلى إعداد نفسها لأن تكون تحت الملاحظة إذا ما قرر زوجها تحدي السناتور كيرستن إي جيليبراند في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيويورك يوم 14 سبتمبر (أيلول). وقالت الزوجة عن الاهتمام الإعلامي الذي وضعها في بؤرة الضوء أخيرا: «من المؤكد أنني لم أرغب في ذلك. لكني سأضطر إلى التعامل مع هذا الوضع طوال هذه الفترة. الأمور تتسارع وتيرتها في الوقت الحالي. هناك هذا الزخم. هذه هي الصحافة».

يأتي السبب الرئيس في حذر إميلي من الأحداث المؤسفة الأخيرة التي مرت بها زيجات بعض السياسيين. فإليزابيث إدواردز، التي انفصلت عن زوجها السيناتور جون إدواردز عن ولاية كارولينا الشمالية، كانت مثار انتقادات حادة (دون التصريح باسمها مباشرة) في الكتاب الجديد «تغيير اللعبة»، لمضايقتها المساعدين السياسيين لزوجها. وطرحت جيني سانفورد كتابا في الأسواق الأسبوع الماضي، تحكي فيه قصة انفصالها عن الحاكم مارك سانفورد حاكم ولاية كاليفورنيا الجنوبية. يأتي هارولد، البالغ من العمر 39 عاما، الذي مثل ولاية تينيسي في مجلس النواب على مدى عشر سنوات، بتاريخ مشرف كمرشح وكسياسي. وقد تشاحن الشهر الماضي مع البيت الأبيض، بعد تأكيد الرئيس أوباما على دعمه غيليبراند. وقد أدت رغبته في خوض غمار الترشح عن ولاية نيويورك، به إلى شمال الولاية في جولة استماع في بافلو وألباني وإلى بارك أفنيو ليخوض معركة شرسة مع غيليبراند من أجل تبرعات المديرين التنفيذيين في وول ستريت. ولدراسة قراره حصل على إجازة من وظيفته كنائب لرئيس مؤسسة ميريل لينش، والتي انضم إليها عقب الانتقال إلى نيويورك قبل ثلاث سنوات. وقد اتهمه بعض الأعضاء داخل المؤسسة الديمقراطية بالتراجع في مواقفه حول زواج المثليين، والنكوص عن معارضة الإجهاض إلى الدفاع عن حقوق الإجهاض، في خطوة محسوبة لكسب أصوات ناخبي نيويورك، وهو ما نفاه فورد.

لكن يبدو أن السيدة فورد قد لعبت دورا في تغيير قناعات زوجها بشأن قضية زواج المثليين. وفي مقابلة في برنامج «ذا كولبرت ريبورت» أقر فورد بتأثير زوجته على وجهة نظره، وهو اعتراف أسعدها.

ولدت السيدة فورد في الثاني من يناير (كانون الثاني) 1981 لعائلة كبيرة متشعبة، فوالدتها ديبورا بيرد، تزوجت في البداية إلى توم ثريلكيلد، أما زواج والد فورد فقد انتهى عندما كانت إميلي في سن الثانية. بعد ذلك تزوجت والدتها من فان دي باسكوال صاحب مطعم في نابلس في ولاية فلوريدا، ثم انفصلا في عام 2003 بعد ما يقرب من عقدين من الزواج.

في العام التالي التقت والدتها زوجها الثالث، أنسون بيرد جونيور، في حفل زفاف. كانت تلك مفاجأة ضخمة بالنسبة لابنتها التي التقت زوجها فورد في الأسبوع ذاته، ثم تزوجت فورد في عام 2008.

تمنت إميلي أن تصبح مصممة ملابس، وبدلا من ذلك تخرجت في جامعة ميامي عام 2003 في الأعمال والتسويق، وانتقلت إلى شقة فوق متجر للسمك في لور إيست سايد من منهاتن. عملت السيدة فورد في بادئ الأمر كمديرة علاقات عامة للمصممة نانسي ريستشي، وبعد ذلك كمساعدة لماريو غراوسو، الذي كان رئيسا لمجموعة تمتلك ماركات «نينا ريستشي» و«كارولينا هيريرا»، وانتهي بها المطاف كمصممة للمشاهير من أمثال ريني زيلويغر.

وقال غراوسو الذي يعمل الآن رئيسا لشركة «فيرا وانغ»: «اعتدت أن أنتقد فلوريدا، فهناك الجينز الضيق والحلوى». تأقلمت إميلي مع عالم الموضة في نيويورك الأكثر بريقا، على عكس بساطتها. فصممت الفستان الذهبي الضيق الذي ارتدته الممثلة جادا بينكيت في حفل جوائز الأوسكار في عام 2007. وكان الفستان مفاجأة.

وقال غراوسو: «ربما نكون قد أثرنا غضبها بشأن فلوريدا، لكنها تتمتع بعقلية رفيعة. فهي ليست ساذجة. ما فعلته هو أنني وضعتها أمام قطار الموضة وتركتها لتتبين الطريق. وأعتقد أن السياسة ستكون أمرا هينا بالنسبة لها». يرى هارولد زوجته قيمة سياسية بالنسبة له. وقال لأحد كتاب الأعمدة مؤخرا إنها تعمل كمديرة أبحاث له، على الرغم من نفي فورد لذلك. وقال إنها تساعده في عملية البحث في أوقات فراغها.

غالبا ما يزور الزوجان والدة السيدة فورد، ويتناولون طعام العشاء في مطعم غاتوباردو في وسط المدينة، عندما تقدم السيدة بيرد وزوجها لزيارتهم. وقالت فورد إن والدتها دفعت ثمن منزل مانهاتن الذي يقيم فيه آل فورد، والذي يبلغ سعره بحسب سعر السوق 1.4 مليون دولار.

في أعياد الميلاد يقيم والد إميلي حفلا يحضره 150 من أصدقائه والعائلة الكبيرة، الذين يرحبون بفورد بحرارة.

وتستدعي ماري جاكلين أتكينسون، المتزوجة من ابن عم للسيدة فورد، الضيوف وهو يسألون فورد في ديسمبر (كانون الأول) إذا ما كان سيترشح لمجلس الشيوخ، لكنه لم يؤكد عزمه على ذلك. لكن العائلة أعربت عن حبها صراحة في وجود فورد بينهم. وفي وقت ما تسللت والدة السيدة فورد وراء البار وبدأت في إلقاء النكات حول جمع البقشيش لحملة هارولد. وقد اعتقدت إميلي أنه نوع من المزاح.

وقد كانت السيدة بيرد من الداعمين الماليين لفورد في الماضي، فقد أسهمت في حملته الفاشلة للترشح لمجلس الشيوخ عام 2006. كما ساعدته في تنظيم حملة لجمع التبرعات في نيويورك. لكن هل ستقوم العائلة بالشيء نفسه إذا ما ترشح في نيويورك؟ قالت بيرد إذا قرر الترشح لمجلس الشيوخ عن نيويورك فسنكون كالجيش خلفه.

حتى الآن - وحتى يحسم فورد أمره، والذي يتوقع أن يعلنه الأسبوع القادم - يمكن للسيدة فورد أن تأمل في أن تكون مستعدة إذا ما خاص السباق. وقالت: «يجب أن أكون على سجيتي، وألا ألتفت كثيرا لما يقال، وهو ما لن يحدث بين عشية وضحاها».

* خدمة «نيويورك تايمز»