أحذية الكعوب الطويلة في القرنين الـ16 والـ17 بمعرض في تورونتو

انتعلتها نساء الطبقة الأرستقراطية وكانت تظهرهن طويلات القامة في لوحات الفنانين

طول الكعب في بعض الحالات كان يصل إلى 50 سم (رويترز)
TT

الحذاء في الثقافة الإنجليزية يعتبر مؤشرا على مكانة الشخص الاجتماعية، ولهذا يقال إن فلانا ميسور ووضعه المادي الطبقي جيد، وهذا يبدو واضحا من «قدميه اللتين تكتسيان حذاء بكعب جيد». الجيوش في معظمها، خاصة الجيش البريطاني والجيوش التي تأثرت بهذه الثقافة، تركز حتى في أصعب الأوقات على إظهار جنودها دائما بحذاء يلمع، ولهذا يقال أيضا إن القائد الجيد هو الذي يضبط أحذية جنوده بطريقة «البصق والتلميع». ومن هنا تجد أن عروض الأزياء تخصص أياما للأحذية الرجالية والنسائية. وقبل أسبوعين استضافت هونغ كونغ خلال أسبوع أزيائها لخريف وشتاء 2010 عشرات المصممين من أكثر من 30 بلدا لعرض تصميماتهم من الأحذية. هذا الاهتمام بالأحذية وبألبسة الأرجل ليس بالشيء الجديد، ويرجع تاريخه إلى قرون مضت، ومن هنا جاء فكرة استضافة مدينة تورونتو الكندية معرضا لـ60 زوجا من الأحذية ذات الكعوب الطويلة، يبين كيف أن هذا النوع من الأحذية غير العملية ساد في القرنين السادس عشر والسابع عشر.

«إنها فرصة تاريخية لمشاهدة هذا النوع من الأحذية غير العملية التي انتعلتها النساء ليظهرن موقعهن الاجتماعي في تلك الفترة»، كما قالت إليزابيث سيميلهاك المشرفة على تنظيم المعرض في «متحف باتا» في مدينة تورونتو. المعروضات التي تندرج تحت اسم «الكعوب: من عصر النهضة إلى الباروك» جاءت من 11 متحفا حول العالم.

وأضافت إليزابيث سيميلهاك: «الحذاء في تلك الفترة لم يكن ظاهرا بسبب طول التنورة التي كانت ترتديها النساء وتغطي جميع جسدها. وعندما تنظر إلى النساء في بعض لوحات مشاهير الفنانين من تلك الفترة ترى النساء طويلات القامة، والسبب كان طول كعوب أحذيتهن غير الظاهرة للعيان». وأوضحت: «في هذا المعرض قررنا رفع التنورة قليلا لإظهار هذه الإكسسوارات التي تعكس واقع المرأة الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وليس فقط الكعب العالي».

قبل قرون مضت، وقبل أن يصبح حذاء سارة بالين، التي كانت مرشحة نائبة للرئيس عن الحزب الجمهوري، وحذاء الرئيس الأميركي باراك أوباما، حديث الساعة خلال الحملة الانتخابية الرئاسية الأخيرة، كانت أرجل النساء حتى في تلك الفترة مؤشرا على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأشخاص. في القرنين السادس عشر والسابع عشر خاصة في فينيسيا وإسبانيا كانت درجة علو الكعب تعبر عن مكانة المرأة الاجتماعية، وكلما زادت درجة ارتفاع الكعب، زادت مكانتها لدرجة أن الكعب في بعض الحالات كان يصل إلى 20 بوصة (50 سم).

النساء في فينيسيا، التي اشتهرت بصناعة الأنسجة في تلك الفترة، كن يرتدين الفساتين الطويلة لإخفاء كعوبهن الطويلة أيضا، وبسبب هذا الطول كانت النساء يستخدمن كميات أكبر من القماش، مما يدل على قدرتهن الاقتصادية. «كانت تضطر النساء الأرستقراطيات إلى الإمساك بالخدم من أجل المشي في كعوبهن الطويلة جدا»، كما قالت إليزابيث سيميلهاك في تصريحات لوكالة «رويترز». وأضافت: «في الواقع، إن عادة اتكاء المرأة على ذراع الرجل عند المشي كان سببها طول الكعب الذي كان يعوق المرأة».

الكعب قام بدور بعض الملابس الداخلية التي بدأت ترتديها النساء في القرن التاسع عشر من أجل إظهار جمال جسدها. الكعب كان لإظهارها طويلة. أما في إسبانيا فكانت الموضة أن يظهر الكعب قليلا تحت التنورة. متحف «باتا» للأحذية يحتوي على 13 ألف زوج من الأحذية كنماذج انتعلها الناس خلال الـ4500 عام الماضية، تشير إلى الأوضاع الاجتماعية والثقافية في المجتمعات المختلفة. من جانب آخر، بيع الحذاء الذي خاض به ستانلي ماثيوز المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عام 1953 مقابل 38400 جنيه إسترليني (58890 دولارا) في مزاد.

وكان من المتوقع أن يباع الحذاء مقابل 8 آلاف جنيه إسترليني عندما عرضته شركة «بونامز» في مزاد في تشيستر لكن قيمته بلغت خمسة أضعاف هذا الرقم تقريبا. ولعب ماثيوز دورا بارزا مع فريق بلاكبول في مباراته ضد بولتون واندرارز في الدور النهائي. وكان بلاكبول متأخرا 3/1 قبل 20 دقيقة من نهاية زمن اللقاء لكنه نجح في انتزاع الفوز 4/3.

وعلى الرغم من أن ستان مورتنسن سجل ثلاثة أهداف لبلاكبول في اللقاء، فإن المباراة عرفت في تاريخ كرة القدم بأنها «نهائي ماثيوز».

وقال دان ديفيز مستشار الرياضة في «بونامز» للمزادات في تصريحات لمحطة «سكاي سبورتس نيوز»: «قلت سابقا إنني سأكون سعيدا إذا بيع بعشرة آلاف جنيه إسترليني. لم أتوقع أن يصل المبلغ إلى هذا الحد. لكننا نواجه هذه المفاجآت دائما».