«كريستيز» تعرض مجموعة من مقتنيات د. محمد سعيد فارسي في مزادها المقبل بدبي

منها أعمال لمحمود سعيد ومحمود مختار وراغب عياد

«منظر من البقاع في لبنان» للفنان محمود سعيد
TT

مجموعة من الأعمال الفنية لفنانين عمالقة أمثال محمود سعيد وراغب عياد وسيف وانلي وتحية حليم من مجموعة مقتنيات د. محمد سعيد فارسي تقدمها دار كريستيز في مزادها القادم في دبي، في 27 أبريل (نيسان) القادم، ضمن مزادها للأعمال الفنية العالمية الحديثة والمعاصرة.

ومن المعروف عن د. محمد سعيد فارسي اهتمامه بالفنون، وكان له دور بارز في إغناء كورنيش وميادين مدينة جدة بعدد كبير من الأعمال الفنية العالمية، منها منحوتات أخاذة لمبدعين عالميين من أمثال النحات الإسباني خوان ميرو، والنحات الإنجليزي هنري مور، والنحات الألماني هانس أرب، والنحات الأميركي ألكساندر كالدر وآخرين كثيرين.

وشغل د. فارسي منصب رئيس بلدية مدينة جدة، ثم تولى منصب أمين مدينة جدة في سبعينات وثمانينات القرن العشرين.

ولعل الأعمال المعروضة للبيع من مجموعة فارسي تشير إلى تأثره بالحركة الفنية المصرية، وخاصة أنه قضى سنوات الدراسة الجامعية في مصر، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية وتخطيط المدن من جامعة الإسكندرية. وجمع خلال حياته أهم مجموعة مقتنيات خاصة من الأعمال المصرية الفنية الحديثة، وسيشمل مزاد كريستيز خمسة وعشرين عملا من تلك المجموعة.

ويقول النقاد إن مجموعة المقتنيات الخاصة، التي يملكها د. محمد سعيد فارسي تشكل أشمل مجموعة من الأعمال الفنية المصرية الحديثة ضمن مقتنيات خاصة. وانطلاقا من تجربته الخاصة خلال دراسته بجامعة الإسكندرية، أضحت مقتنياته تشكل أول مجموعة توثق بشكل كامل بعد صدور كتاب: «متحف في كتاب: مختارات من مجموعة د. محمد سعيد فارسي»، الذي أعده الناقد وخبير الحركة الفنية د. صبحي إسحق الشاروني ونشرته دار الشروق عام 1998.

وتمثل الأعمال المعروضة أشهر الفنانين المصريين في القرن العشرين ومن أبرز الأعمال المعروضة لوحة «الشادوف» (1934)، التي تعد من أبرز أعمال الرسام المصري محمود سعيد (1897 - 1964) في بداية حياته الإبداعية (قيمتها التقديرية الأولية: 150,000 - 200,000 دولار أميركي). كما يشمل المزاد أربعة أعمال أخرى للرسام محمود سعيد، منها لوحتان شهيرتان هما: لوحة «أشرعة على النيل» (قيمتها التقديرية الأولية: 80,000 - 120,000 دولار أميركي) ولوحة «منظر من البقاع في لبنان» (قيمتها التقديرية الأولية: 80,000 - 120,000 دولار أميركي). كما يشمل المزاد ستة أعمال مهمة للرسام المصري حامد ندا (1924-1990)، من بينها ثلاث روائع كبيرة الحجم، ومن أبرزها «ليلة الحنة» (قيمتها التقديرية الأولية: 120,000 - 180,000 دولار أميركي). كما يشمل المزاد أربعة أعمال نادرة للفنان المصري عبد الهادي الجزار (1925 - 1966)، منها عملان شهيران يشدان النقاد والباحثين ويمثلان الفترة الوسيطة من إبداعاته حين بدأ باستكشاف عالم الفولكلور والأسطورة والخرافة. إذ تظهر لوحة «صندوق الدنيا» (قيمتها التقديرية الأولية: 60,000 - 80,000 دولار أميركي) «صندوق الدنيا» محاطا بمهرجين، ولوحة «الغرباء» (قيمتها التقديرية الأولية: 70,000 -100,000 دولار أميركي). ومن المعروضات أيضا منحوتة «عند لقاء الرجل» للنحات المصري محمود مختار (1891 - 1934) (قيمتها التقديرية الأولية: 40,000- 60,000 دولار أميركي)، التي يقول النقاد إنها من أكثر منحوتاته البرونزية تعبيرا. إذ تغطي المرأة المنحوتة وجهها قبيل الالتقاء بحبيبها. ويقول بعض النقاد إن محمود مختار، الذي اعتمد مدرسة «الفرعونية الجديدة»، التي تجمع وتمزج بين الأشكال القديمة والحديثة، هو أول فنان حقيقي معاصر في مصر وربما في العالم العربي. وأخيرا وليس آخرا، تمثل لوحة «رأس نوبي» للفنانة المصرية تحية حليم (1919 - 2003) (قيمتها التقديرية الأولية: 30,000 - 40,000 دولار أميركي) مثالا استثنائيا على تأثير المدرسة النوبية في مخيلتها وعشقها إياها. وزينت هذه اللوحة غلاف كتاب أصدره الناقد المصري د. صبحي إسحق الشاروني عن تحية حليم مؤخرا.

وقال يوسي بيلكانن، رئيس دار كريستيز في أوروبا والشرق الأوسط: «يعد د. محمد سعيد فارسي في طليعة الشخصيات المرموقة المعنية والشغوفة بالفنون البصرية بمنطقة الشرق الأوسط، وهذا يظهر جليا في مجموعة مقتنياته، التي تمثل أهم وأعظم مجموعة من الأعمال الفنية المصرية الحديثة ضمن مقتنيات خاصة».