انطلاق معرض الرياض للكتاب في أمسية شهدها عدد من المثقفين ورجال الإعلام

وزير الثقافة: من ينفق تحويشة أشهر في معرض الكتاب لا يملك إلا أن يبتسم

زائرة تتناول أحد الكتب المشاركة في المعرض (رويترز)
TT

المراقبون للحركة الثقافية في الخليج، والسعودية على وجه الخصوص، لن يُلقوا ملامة على وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه، وهو الأديب والمثقف والروائي، إذ قال: «لا يملك من يُنفق تحويشة أشهر إلا أن يبتسم، في أثناء دخوله باحات المعرض، وهو الحالة الفريدة من التسوق، التي قد لا تتوفر في مواقع أخرى تقصدها فئات المجتمع»، في إشارة من الوزير المثقف إلى أن ما يُعرض في أجنحة المعرض، يستحق ما يُدفع مقابله من مبالغ مالية أيا كان حجمها.

وكان وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه، قد رفع ليلة البارحة الأولى، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، ستار معرض الرياض الدولي للكتاب، في أمسية شهدها عدد من المثقفين ورجال الإعلام من أرجاء الوطن العربي.

ويحوي المعرض بين جنباته مخزونا ثقافيا لا يمكن الاستهانة به بأي حال من الأحوال سواء من حيث كمية العناوين المعروضة، أو دور النشر المشاركة.

الحديث هنا ليس عما تحويه أروقة المعرض الدولي الشهير، الذي يعمل على بث المعطيات العلمية لخدمة الثقافة على مستوى الوطن العربي، بل عن إمكانية دخول عام التقنيات والبرمجة في الثقافة، بطُرق تعتمد بالدرجة الأولى على مخزونات بيانية.

«القلم الناطق» كان محل اهتمام كثير من زوار المعرض في يوم ولادته الأول، وشد انتباه الصغار قبل الكبار، وهو الذي من استطاعته وعبر بيانات تُخزن في ذاكرته، قراءة ما يتم تمريره على سطح أي كتاب يُراد قراءته، شريطة أن تكون المعلومات التي يحويها ذاك الكتاب، مخزونة في ذاكرة القلم «المعجزة».

أحد دُور النشر السورية، تبنت واعتمدت بالدرجة الأولى من خلال المعروضات في جناحها، على ذاك القلم، الذي يختزل موسوعة ضخمة من العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم، والتفسير، والأحاديث النبوية الشريفة، بالإضافة إلى المتون.

محمد الصبحي صاحب براءة اختراع القلم، الذي شد الرحال إلى العاصمة الرياض من بيروت للمشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب، شرح لـ«الشرق الأوسط» بعض ما تختزنه ذاكرة القلم الذكي: «باستطاعة مقتني هذا القلم، ومن خلال المصحف الورقي المرمَّز، أن يستمع إلى قراءة كاملة بصوت عدد كبير من المقرئين في العالم العربي والإسلامي، يقرؤون ما يشاء المتلقي عبر ذاكرته، في حين يوفر خدمة تسجيل صوت حامله إن رغب، ليقارن في ما بعد بما يقرؤه الشيخ المقرئ، ويصوب ما قد يعتري قراءته من أخطاء لفظية أو تجويدية في القرآن الكريم».

وأضاف صاحب الاختراع: «القلم يوفر خدمة الاستماع إلى توضيح مختصر لمعظم الأحكام التجويدية، الأمر الذي يساعد على التلاوة بشكل تجويدي، خصوصا أنه يحتوي «متن الجزرية» المختص بأحكام التجويد المعتمدة لدى العلماء.

الحديث يتواصل عن معرض الكتاب، الذي تعتبره وزارة الثقافة والإعلام السعودية، وهي الذراع الحكومية المسؤولة عن تنظيم مثل هذا الحراك الثقافي، مساعدا على إثراء الجو الثقافي، إلى أن بلغ الأمر أن يصبح محلا لاهتمام بعض صغار السن، اللذين ربما لا يعون ما تحوي أرفُف الأجنحة المشاركة، لكنهم بالتأكيد سيكونون شاهدين على حراك، ستشهد علية صفحات التاريخ المقبل في ذات الوقت.