البلغار يتبادلون شارات الربيع «الآذاريات» في الأول من مارس

احتفالا بشهر المرأة.. مصدر الحياة والخصوبة

امرأة تبيع شارات الربيع على رصيف أحد الشوارع الرئيسية في صوفيا («الشرق الأوسط»)
TT

يلاحظ السائح والزائر لبلغاريا في هذا اليوم أمرا قلما يراه في مكان آخر، إذ يتبادل الناس في صبيحة الأول من مارس (آذار) شارات ذات أشكال مختلفة مصنوعة من خيوط بيضاء وحمراء، يعلقونها على الصدر، أو يربطونها حول معصم اليد. يطلق البلغار على هذه الشارات اسم « مارتانيتسا»، وإذا قمنا بتعريب هذه التسمية فإن أقرب ترجمة إليها في العربية ستكون شارات مارس أو «الآذاريات»، المعنى المستخدم لها هو «شارات الربيع»، إذ إن قدوم شهر مارس يعني بالنسبة إلى أهل هذا البلد والبلدان المجاورة الأخرى الاستعداد لاستقبال موسم الربيع.

ويعود تقليد استقبال الأول من مارس بتبادل هذه الشارات إلى قرون عدة خلت، ويرتبط بأساطير من تاريخ هذه البلاد.

ويرمز الخيط الأبيض في قاموس البلغار إلى نور الشمس وهي تشرق في صبيحة هذا اليوم، أما الأحمر فيرمز إلى الحب والصحة، وبذا فإن الشخص الذي يعلق على صدر الشخص الآخر شارة «مارتانيتسا» فإنه يتمنى له الصحة والحب ونور الحياة.

وعندما يتبادل الناس تعليق هذه الشارات أو ربطها حول معصم اليد فإنهم يتبادلون في الوقت ذاته عبارة «تقبل، أو تقبلي، التهاني بقدوم الجدة مارتا» إشارة إلى حلول شهر مارس، أو «مارت» باللغة البلغارية. ويربط البلغار هذا الشهر بالجدة «مارتا»، لأن هذا الشهر في نظرهم هو شهر المرأة، لأن المرأة هي مصدر الحياة والخصوبة، كما هي الأرض التي تعود للحياة مع قدوم الربيع بعد جمود فصل الشتاء. ويضيف أصحاب النكتة على هذه المقارنة بالقول بأن مزاج المرأة متقلب كما هو مزاج شهر مارس، الذي يتميز بالانتقال من البرد القارس إلى دفء الربيع والصيف.

والاحتفال بقدوم الربيع كان يعني بالنسبة إلى نمط الحياة الريفية، التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية، عودة الحياة إلى طبيعتها بعد أشهر من البرد القارس والموت الموسمي لمظاهر الحياة كلها على التربة والأرض.

ويربط كثير من شعوب العالم، لا سيما في شرقنا، قدوم الربيع بشهر مارس. والاحتفال بالربيع يجري خلال مارس في عدد من الدول العربية وفي تركيا وإيران، كما أن الأكراد يحتفلون بعيدهم القومي خلال هذا الشهر.

شارات «مارتانيتسا» بخيوطها البيضاء والحمراء(«الشرق الأوسط»)