البيت الأبيض يفتح أبوابه أمام مغني «راب» من ضاحية باريسية فقيرة

حسام وإيهاب حلما بلقاء أوباما واكتفيا برؤية طائرته

فريق «الراب» ومرافقوهم في لقطة تذكارية أمام البيت الأبيض
TT

بعد أيام من الترقب جاء الخبر الذي انتظره مجموعة من فناني الضواحي الفرنسيين على أحر من الجمر، فمن بين ملايين الطلبات التي يتقدم بها السياح لزيارة البيت الأبيض، تقرر فتح باب مقر الرئاسة الأميركي أمامهم لكي يقوموا بجولة في أرجائه. وكان هؤلاء الشبان الذين شكلوا في ما بينهم فريقا لموسيقى «الراب» قد جاءوا من ضاحية سان دوني الفقيرة، شمال باريس، في رحلة لعدة أيام ما بين نيويورك وواشنطن. وهم كانوا يأملون أن تكتمل الزيارة بلقاء الرئيس باراك أوباما، لكنهم في النهاية اكتفوا، حسب قول أحدهم، برؤية طائرته العمودية الخاصة وهي تحط في حديقة المقر الرئاسي، أول من أمس.

سفير فرنسا لدى الولايات المتحدة الأميركية، بيير فيمون، بذل جهدا في سبيل أن يرتب لقاء بين الشباب الآتين من باريس والرئيس الأميركي. ولما تعذر ذلك حقق للفريق المؤلف من 8 مغنين غالبيتهم من أبناء المهاجرين العرب والأفارقة، مفاجأة غير متوقعة. لقد نظم لهم سهرة فنية في أحد قصور العاصمة واشنطن، وحضر للاستماع إليهم نحو 40 سفيرا، يتقدمهم أحد مستشاري أوباما. وقدم شباب «الراب» الفرنسي في الحفل ثلاث أغنيات، بينها واحدة عن مأساة الطائرة اليمنية التي تحطمت قرب جزر القمر العام الماضي. واستعرض حسام، راقص الفريق وأصغر أعضائه سنا - 16 عاما - مهاراته أمام الضيوف الذين تحمسوا لأدائه.

وتأتي زيارة فريق «الراب» بمبادرة من الفنان الأميركي المقيم في فرنسا مونتي لاستر، وهو موسيقي كان يسكن في أرقى أحياء باريس قبل أن يقرر الانتقال للعيش وسط شباب الضواحي ويوجههم فنيا. ووعد لاستر مجموعة من شباب سان دوني الذين تحمسوا لانتخاب الرئيس أوباما ووجدوا فيه أملا لهم، بأن يأخذهم إلى بلاده ويتجول بهم في أحياء السود في نيويورك، وفي هارلم وبرونكس وبقية المناطق التي كانوا يسمعون بها باعتبارها الموطن الذي انطلقت منه موسيقى «الراب» الشبابية الاحتجاجية. ومن نيويورك توجه الفريق إلى واشنطن لتمضية 4 أيام فيها. ويقول إيهاب، وهو طالب وموسيقي من المشاركين في الرحلة، إنهم عاشوا لحظات رائعة ما بين المدينتين اللتين كانوا قد حفظوا مبانيها وأبراجها من أفلام التلفزيون. ويضيف أنه لن ينسى اللحظة التي وقف فيها في تايم سكوير، ولا الحوارات التي تبادلها مع شبان أميركيين يتشابهون معه في ظروف العيش الصعبة. وتم إطلاق اسم «ملائكتنا الأفضل» على هذه الرحلة، وهو تعبير كان الرئيس الأميركي قد استخدمه في أحد خطاباته.

لكن الرحلة هي أيضا نوع من المكافأة لهؤلاء الفنانين اليافعين الذين عكفوا، في الأشهر الماضية، على تصوير فيلم وثائقي بعنوان «من الداخل إلى الخارج»، يتناول الحياة اليومية للشباب في ضاحيتهم والأسباب التي تدفع بالبعض منهم إلى اليأس. ورغم أن مدة الرحلة قد حددت بثمانية أيام فإن برنامج الفريق الفرنسي كان مزدحما، وقد رافقهم صحافي ومصور، كما تقرر أن يحضروا الفيلم الذي صورته المخرجة الفرنسية، الجزائرية الأصل، يامنة بنغيغي، عن ضاحيتهم التي تحمل الرقم 93 في الترتيب الجغرافي للمناطق المحيطة بباريس وتعتبر الأكثر توترا بسبب وضعها الاجتماعي الصعب وانتشار البطالة بين سكانها. وتمت برمجة الفيلم للعرض في «المعهد الفرنسي» في نيويورك.