كريمة عبد الناصر تودع مقتنيات والدها بدار الكتب المصرية

تشكل نواة لمتحف شامل يقام بمنزله في القاهرة

TT

أودعت الدكتورة هدى عبد الناصر، كريمة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، مقتنيات والدها بحوزة دار الكتب والوثائق القومية في مصر، لتقوم الدار بتصنيفها وترميمها، ولتصبح نواة للمتحف الذي تقيمه وزارة الثقافة حاليا في منزل عبد الناصر في ضاحية منشية البكري، في القاهرة.

وقال الدكتور محمد صابر عرب، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، إن هذه المقتنيات تضم عملات تذكارية وأسطوانات موسيقية وأجهزة تصوير فوتوغرافي، وأجهزة أخرى للعرض السينمائي وأغراضا شخصية مختلفة.

وتابع عرب أن من بين هذه المقتنيات أعدادا كبيرة من الكتب والجرائد والمجلات، ومجموعة من الخرائط والأوراق الشخصية والمصاحف وألبومات وصورا وبراويز مختلفة الأنواع والأحجام، إضافة إلى مجموعات من الأوسمة والنياشين.

وبدأت وزارة الثقافة المصرية تهيئة منزل الزعيم الراحل وتحويله إلى متحف تاريخي في أعقاب صدور القرار الجمهوري للرئيس حسني مبارك، في يناير (كانون الثاني) عام 2008، بتحويل منزل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى متحف تاريخي يحكي حياته من خلال إبراز مقتنياته الشخصية.

ويأتي إعداد منزل عبد الناصر كمتحف تاريخي تقديرا لدوره ومكانته المحلية والعربية والإسلامية والدولية، فيما سبق أن أكد وزير الثقافة، فاروق حسني، أنه سيتم إعداد المتحف وفق أحدث الوسائل المتبعة في المتاحف التاريخية، التي تحمل أسماء أصحابها.

وفي السياق نفسه، لفت الدكتور صابر عرب في تصريحاته، أمس، إلى قيام الدار المصرية بفرز المقتنيات التي تسلمتها الدار من الدكتورة هدى عبد الناصر وتصنيفها وتسجيلها، ثم ترميمها، تمهيدا لعرضها في المتحف المشار إليه.

وأوضح أن فريق عمل مدربا على أعلى مستوى من العاملين في دار الكتب القديمة، التي تم تجديدها قبل سنوات وافتتاحها في منطقة باب الخلق الشعبية، وسط القاهرة، يقوم بهذا العمل المهم تحت إشراف الدكتورة ليلى جلال.

ولفت إلى أنه سيتم الانتهاء من ترميم المقتنيات كافة خلال 6 أشهر، بحيث تتوافر هذه المقتنيات في الوقت المحدد لإعداد منزل الرئيس الراحل كمتحف تاريخي يضم مقتنياته.

وستسهم المقتنيات في تحديد أساليب وطبيعة العرض المتحفي التي سيكون عليها البيت عند تحويله إلى متحف بالشكل الذي يتناسب مع قيمة صاحبه التاريخية، ومراعاة ذلك عند إجراء الترميم الدقيق للبيت.

وسيتم رفع الحالة المعمارية والإنشائية للبيت، وتحديد خطة العمل بشكل أكثر دقة وتفصيلا، حيث ستسهم عمليات رفع الحالة الإنشائية للمنزل في الوقوف على طبيعة الحالة الحقيقية للبيت، الذي ظل مهجورا طوال الفترة الماضية، ومن ثم يمكن معه تحديد ملامح التطوير والصيانة.

وينضم هذا المتحف إلى ثلاثة متاحف أخرى للرئيس الراحل، أولها في منطقة باكوس في الإسكندرية، والثاني في القرية الفرعونية في القاهرة، فضلا عن الموجود في مجلس قيادة الثورة في الجيزة. حيث كان المتحف الأول شاهدا على ميلاد عبد الناصر، ويضم عددا من مقتنيات أسرته، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 80 عاما.

بينما يقع متحف عبد الناصر في القرية الفرعونية على ضفاف النيل في شارع البحر الأعظم في الجيزة، ويتناول حياة الزعيم منذ مولده، مرورا بدراسته والتحاقه بالكلية الحربية، ثم تشكيله تنظيم الضباط الأحرار، والأحداث الجسام التي شهدها وأثر فيها الزعيم الراحل، ويحتوي على أكثر من 170 صورة نادرة للرئيس الراحل في مراحل حياته المختلفة.

أما متحف مجلس قيادة الثورة في الجزيرة، فقد صدر له قرار من وزير الثقافة المصري قبل عدة شهور لنقل تبعيته من قطاع الفنون التشكيلية إلى المجلس الأعلى للآثار في الوزارة، ليتولى الأخير ترميمه وصيانته، بحيث يضم مقتنيات قادة الثورة، ومنها مقتنيات عبد الناصر.