«أسبوع لاكمي للأزياء» في مومباي يفرض نفسه على روزنامة الموضة العالمية

رغم تبديل زمن المعروضات والتركيز على الربيع والصيف

من عروض «أسبوع لاكمي للأزياء في مومباي («الشرق الأوسط»)
TT

«أسبوع لاكمي لأزياء الصيف»، كان الحدث الشهير الذي شهدته الهند أخيرا، وكان حدثا مثيرا ومفعما بالألوان والإبداع في مجالات الأزياء والأناقة والذوق.

ومن خلال هذا الأسبوع كشف كبار المصممين في الهند، الذين خرجوا عن الاتجاه الشائع في عالم تصميم الأزياء، بتشكيلات الربيع بدلا من تقديم تشكيلات الخريف والشتاء. ورحب كل من المصممين والمشترين بهذا التحول في التشكيلات الموسمية، معتبرين أنه يناسب الشركات الخاصة بهم ويوائم الطقس في شبه القارة الهندية.

وعلى الرغم من مشاركة نحو 64 مصمما، فقد برز من نجوم الموضة المشاركين في «الأسبوع» مانيش مالوترا وناريندرا كومار وماليني راماني وروكي وسابياساتشي موخرجي وساتيا بول وشانتانو ونيخيل وسونيت فارما وفيكرام بادنيس.

«أسبوع لاكمي للأزياء»، دخل عقده الثاني خلال العام الحالي، وأكد أنه حدث كبير بالفعل، إذ ازداد عدد الزائرين بأعداد كبيرة في الفترة من 5 حتى 9 مارس (آذار) في «بوليوود» - حيث قلب صناعة السينما الهندية - في مومباي. وركز أسبوع الموضة هذا في المقام الأول على ملابس المصايف، التي تعرف على أنها الملابس التي تناسب العام كله، ويسهل ارتداؤها في المناطق التي تتمتع بمناخ دافئ حول العالم. وتشمل هذه الأزياء مجموعة من الملابس تتنوع بين القفطان وفساتين السهرة للنساء، والقمصان والسراويل والسترات المريحة والخفيفة للرجال. وبصفة عامة، صنعت هذه الملابس، الفريدة في تصميمها، من الكتان والقطن والحرير وقماش الدنيم والألياف الصناعية.

وعرض المصمم العالمي الشهير والمقيم في لندن كريستوفر كين، الذي عمل مع كثير من الفنانين المشهورين أمثال أنجلينا جولي، تشكيلاته للمرة الأولى في «أسبوع لاكمي للأزياء». كما حضرت العرض الممثلة الهندية الشهيرة فريدا بينتو، الحاصلة على جائزة الأوسكار عن فيلم «المليونير المتشرد»، وكانت ترتدي زيا قصيرا من النسيج الرقيق باللونين الأخضر المائل إلى الصفرة والأشهب (البيج) من تصميم كريستوفر كين. وكشفت بينتو أنها تحب تصاميم كين. غير أن كين كشف أنه معجب بأعمال المصممين الهنود الموهوبين مثل مانيش أرورا وجي جي فالايا، كما أنه معجب جدا بالثقافة الهندية.

هذا، ودخل المصممان شانتانو ونيخيل الساحة الرياضية بعلامتهم التجارية «إس» و«إن» لأساسيات أديداس خلال الأسبوع. وعرض الاثنان هذه التشكيلة التي تسمى «موتوشيك» في خلفيات رياضية وألوان جميلة، مزجاها بأغطية مدهشة من أجل الشعور بالراحة. واشتملت الألوان على اللون الأسود والرمادي والأصفر. ولعبت الخطوط المتقاطعة أو المربعات (الكاروهات) دورا مهما في إضافة عنصر الإثارة لهذه التشكيلة.

واعتلت نجمة «بوليوود» ديبيكا بادوكوني منصة العرض، مرتدية قميصا ذات أكمام مزينة بخطوط مائلة وحزاما لامعا في الوسط، إضافة إلى سروال قصير فضفاض ولامع. وتجلت بوضوح الحقيقة التي تقول إن الملابس ليست متعلقة فحسب بالموضة، بل أيضا بالأهمية الثقافية والبيئية والاجتماعية، عندما اعتلت عارضات الأزياء منصة العرض مرتديات تشكيلة ملابس مناسبة للجنسين من تصميم بوساتفا خلال أسبوع الموضة.

المصمم ديجفيجاي سينغ، من جهته، عرض التشكيلة الخاصة به والتي تحتوي على أقطان عضوية مائة بالمائة ممزوجة بالألياف الطبيعية مثل الحرير والخيزران وألياف الموز وغيرها من المواد. وجرى عرض هذه التشكيلة، التي تناسب الجنسين، بظلال خفيفة من الألوان الأصفر والأخضر والأرجواني والبني والرمادي، وجميعها أعدت بالأصباغ العشبية. وللعلم، هذا هو الموسم الثاني على التوالي الذي تعرض هذه العلامة التجارية خلال «الأسبوع». وفي ظل مزيج شيق من الأصالة والحداثة، كانت العارضات مرتديات ملابس قطنية رياضية بيضاء تحتوي على أزرار سوداء اللون وسراويل هندية فضفاضة من الحرير تسمى «سالوار»، وقمصانا رمادية اللون مع شريط أسود من القماش للتزيين وكان بين المعروض نسيج قطني وقميص رجالي فضفاض من دون ياقة يسمى «قرطق» ويحتوي على أكمام، إضافة إلى سراويل هندية ضيقة، تسمى «شوريدار»، مصبوغة بأصباغ عشبية على شكل أوراق الشجر، وقميص القرطق مع السراويل الضيقة.

ومع وجود الملابس الهندية الغربية، كان هناك تشكيلة مثيرة وغنية للعرائس من «روكي إس»، وجرى تقديم بعض المجوهرات الشيقة من تصميم كويني لمحلات غيانتي للمجوهرات في مزيج متنوع من الإبداع المعاصر والإبداع التقليدي الكلاسيكي. واشتملت تشكيلة «روكي إس» المسماة «الإسراف في الزفاف»، على جوهر الثروة مع التنورات الهندية الفاخرة والغنية، والساري الأنيق والمعاطف الرجالية الطويلة والملابس المكونة من الحرير المختار بعناية وتوليفات منسقة من الأقمشة المزخرفة.

من ناحية أخرى، كانت التشكيلة الخاصة بمصممة الأزياء العالمية بريا كاتاري بوري، التي تعد واحدة من مصممات الأزياء المفضلات لدى مادونا وباريس هيلتون، مفعمة بالألوان واختير لها مسمى «تشكيلة راجبوتانا الملكية». وقدمت بريا تشكيلتها الفاخرة، المستوحاة من لمسات غاياتري ديفي، إحدى المصممات الأكثر احتراما في عالم الموضة الهندية. وتهدف هذه التشكيلة إلى جعل المرأة تشعر وكأنها أميرة. وتميزت التشكيلة بألوان مبهرة وزخارف جميلة للغاية وظلال متدفقة مما شد إليها الأنظار. وكان القماش المطبوع في الملابس، وحتى القماش المطبوع في غطاء منصة العرض، بمثابة انعكاس للتصميمات التي من الممكن أن يشاهدها الفرد على جدران القصور. وفاجأ المصمم سابياساتشي موخرجي، الذي عرض تشكيلاته في «أسبوع نيويورك للأزياء» لعدة مواسم في الماضي، الجميع عندما عرض تشكيلته البوهيمية. وخرج موخرجي، الذي اشتُهر كثيرا بتصاميمه المعاصرة، عن جميع القواعد وعرض بعض الأعمال الشفافة. وتألفت تشكيلته، المستوحاة من مظهر نجوم الروك في السبعينات، من التنانير الطويلة والفساتين الطويلة التي تلامس الأرضية والقمصان الطويلة والسراويل الفضفاضة. واعتلت العارضات منصة العرض مرتديات منديل حول الرأس، ونظارات شمسية حمراء ومجوهرات مكونة من قطع كبيرة وصنادل منبسطة. وقال موخرجي، الذي وصف التجربة بأنها «أزمة منتصف العمر»، إنه أراد دوما أن يفعل أشياء من هذا القبيل.

أما التشكيلة التي عرضها مانيش مالوترا، وهي مستوحاة من الألوان والعناصر الهندية، فقد لخصت بعض الصفات مثل «مبهجة، رشيقة، وشبابية وجديدة». وفيها عرض مالوترا مجموعة شيقة من الفساتين والساريات والقرطق أو القمصان التي لا تحتوي على ياقة للمرأة والسترات والقمصان والسراويل الطويلة والسراويل القصيرة للرجال.

وفي منزل إسباني خرافي، كان العرض المغلق الخاص بالمصمم سونيت فارما، مستوحى من تشكيلة «Night Fever Summer 2010»، التي احتوت معاطف شفافة، وتنانير قصيرة ومريحة وفساتين ذات ثنيات. وضمت أيضا معاطف من أقمشة مطبوعة وتنانير قصيرة وضيقة وعباءات طويلة وسترات مطرزة، إضافة إلى أحزمة تحتوي على بلورات كبيرة وشارات لامعة وعقود، مما يعطي المظهر مزيدا من الجمال.

واختار المصمم ناريندرا كومار، في تشكيلته الخاصة إبراز ملابس الجينز التي تناسب القرن الحادي والعشرين. وشكلت حقا إطلالة على المستقبل، إذ كانت تحتوي على مزيج ماهر من التصاميم الفاخرة والأشكال الحديثة. وكانت الأقمشة في تشكيلة كومار بيضاء وملونة ومصبوغة وبها شقوق ورقع.

على صعيد آخر، كان من بين الناقدين المشهورين الذين حضروا العرض المحرر في مجلة «فوغ» بورنا خاتاو وسوجال شاه، رئيس مجلة «فاشون» والمصممة سانغيتا خاتيوادا والكاتب البريطاني الشهير في مجال الأزياء كولين ماكداويل. وكان ماكداويل، الذي تغاضى عن حضور «أسبوع الأزياء» في باريس من أجل حضور هذا «الأسبوع» في مومباي، متفائلا بشأن مستقبل الأزياء الهندية، إذ أشار إلى «أنه حدث مهم بالنسبة لدولة في ثقل الهند أن تعقد أسبوعا للموضة.. فللموضة مستقبل كبير في هذه البلاد». وتابع على هامش الحدث: «أشعر بأن الموضة بدأت في الغرب، لكنها الآن استنفدت الإلهام لتقدم موضة جديدة وجيدة. إن الأمر متعلق الآن بالولع والاتجاهات، لكنها ليست موضة حقيقية. واليوم يستطيع الشرق (الصين والهند) أن يجعل منها مجالا كبيرا في الواقع. وتتفوق الهند بميزة عن الصين، هي اللغة، فالشباب هنا يتكلمون اللغة الإنجليزية. تستطيع الهند أن تركب الموجة أو تتخطاها، ويعتمد ذلك على مقدار الأموال التي تريد أن تنفقها في صناعة الموضة».

منظمو الحدث برروا التحول في الموسم، فقال أنيل شوبرا، مستشار لاكمي: «ستلعب ملابس المصايف دورا في تعزيز الأصناف الأخرى. فمعظم المشترين الدوليين في الموسم الحالي أتوا من غرب آسيا، وهؤلاء أكثر تفاؤلا من نظرائهم في الولايات المتحدة والدول الأوروبية بعد الانكماش الاقتصادي، وتتوافق أولوياتهم مع أولويات الهند نظرا لتشابه المناخ في هذه المناطق». حتى الآن، عرض «أسبوع لاكمي» أعمال المصممين قبل مواسمها بستة أشهر، وقد ذهبت هذه التصاميم إلى المخازن ريثما يحين موعد عرضها في الموسم الذي صممت من أجله. لذا، ستعرض تشكيلة الخريف/ الشتاء في أواخر مارس (آذار) - أبريل (نيسان)، ولتباع في سبتمبر (أيلول) وما بعده.