27 فنانا معاصرا يتحدون المفاهيم التقليدية في «إيران من الداخل والخارج»

في حضوره الأول خارج الولايات المتحدة

نيوشا تافاكوليان، ماريا (2007)، طباعة على ورق التصوير (حقوق النشر للفنان وآران غاليري في طهران)
TT

هل تختلف طريقة التفكير للفنان الإيراني الذي يعيش في إيران عن ذلك الذي يعيش خارجها؟ لا بل هل تختلف أدوات الاثنين في التعبير؟ لعل معرض «إيران من الداخل والخارج» كان كفيلا بالإجابة عن السؤال ولو جزئيا، ففي حضوره الأول خارج الولايات المتحدة الأميركية، تميز معرض «إيران من الداخل والخارج» الذي افتتح في دبي، بمجموعة من أبرز الأعمال لفنانين إيرانيين ممن يقيمون في إيران وخارجها، وحفل المعرض الذي تنظمه «مجموعة فرجام» الفنية بعدد من أروع الأمثلة من الأعمال الفنية الإيرانية المعاصرة التي تعود لمجموعة المقتنيات الخاصة لـ«مجموعة فرجام» الفنية، فيما كان واضحا أن الكثير من الأعمال الموجودة كانت تقدم بطريقة ما تعبيرا فنيا عن امتعاض من الوضع السياسي في إيران.

ويضم المعرض أكثر من 50 عملا فنيا بين لوحات زيتية، ومنحوتات، وأعمال مشغولة بعناصر متنوعة بالإضافة إلى عدد من الصور الضوئية. ويشكل المعرض في مجمله لوحة فنية تعود لـ27 فنانا معاصرا تتحدى المفاهيم التقليدية لإيران والفنون الإيرانية.

فيما يعمل معرض «إيران من الداخل والخارج» على دراسة الطرق التي يتبعها الفنانون داخل وخارج إيران في يومنا بهدف الوصول إلى تسوية تلغي البعد الجغرافي عبر البحث عن التعبير الفني الفردي وفقا للقائمين على المعرض.

وجمعت أعمال معرض «إيران من الداخل والخارج» من قبل القيِّمان تيل فيلراث وسام بردويل من مؤسسة «آرت ري أورينتِد» المعنيّة بالحركة الفنية المعاصرة بمنطقة الشرق الأوسط.

وقال فرهاد فرجام: «باعتباري أحد جامعي الأعمال الفنية وأحد رعاة الفنون الإيرانية المعاصرة، فإن هذا المعرض بشكل خاص يحظى بمكانة مميزة في قلبي، إذ إنني سعيد جدا باستضافة مثل هذه المجموعة الثرية فنيا، التي تعود لطيف واسع من الفنانين الإيرانيين من الداخل والخارج».

ويقطن بعض الفنانين الذين تعرض أعمالهم خلال المعرض في إيران، مثل فرهاد موشيري، وخوسرو حسن زاده، وفريدة لاشاي، في حين يتفرق آخرون في مختلف أنحاء العالم مثل شيفا أحمدي، وسارة رحبار، وروكني وحيدرزاده.

وكان واضحا فيما يعرض من مقتنيات في المعرض أن الفنانين الذين يعيشون في الخارج سلطوا الضوء على الإرث الثقافي لإيران، في حين طغت مواضيع فناني الداخل على قضايا الحياة اليومية دون الالتفات لما ينظر له «الخارج» على أنه توجهات داخلية في إيران. ومع ذلك، يبرز ضمن هذه المفارقات أحد العناصر القوية، الإشارات المتكررة، الغامضة أحيانا والعاطفة أحيانا أخرى لإيران البلد تاريخا ومستقبلا وفقا لما يقوله القائمون على المعرض.

وكان على رأس مفتتحي المعرض في مركز دبي المالي العالمي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي. ويعتبر المعرض فرصة رائعة لمحبي الفنون في دبي للاستمتاع بمشاهدة مجموعة مختارة ومتنوعة من الفنون الإيرانية المعاصرة وفقا لحميد الطاير، محافظ مركز دبي المالي العالمي «كنا متحمسين لدعم المعارض كمعرض (إيران من الداخل والخارج) التي تُمكن الجماهير من استساغة الفنون المعاصرة من كافة أنحاء العالم. كما أن هذه المعارض تُقدم مساهمة كبيرة للجهود التي تبذلها دبي لإشراك جميع أفراد المجتمع بالفنون ودمج العنصر الفني والثقافي ضمن النسيج الاجتماعي في الدولة».

وستعرض أعمال معرض «إيران من الداخل والخارج» لمدة ثلاثة أشهر، وستتوافر مجموعة واسعة من البرامج والمواد التعليمية والتثقيفية المرافقة المقدَّمة من «مجموعة فرجام»، علما أن كافة المعارض والبرامج التي تنظمها «مجموعة فرجام» مجانية، والدعوة عامة لكافة المهتمين. وتقول إيميلي فوريه، مديرة المقتنيات والمعارض في «مجموعة فرجام»: «تستلهم هذه المجموعة من الأعمال المبدعة أفكارها من الهوية الإيرانية والرؤية التراثية المشتركة، وتبرز في الوقت نفسه قضايا عالمية معاصرة». فما يشغل المبدعين من رسامين ونحاتين برأي فوريه الكثير من الأمور الإنسانية المشتركة، «على اختلاف أوطانهم وأصولهم، فهم معنيون بشحذ خيال عشاق الفن وإقناعهم بأنه لا مستحيل مع المُخيَّلة المُبدعة، وربما أن ما يجمع هذه الأعمال أنها تبرز، بطريقة حسية، إيران بواقعها وتفاعلاتها المتداخلة، وهذا ما نجح معرض (إيران من الداخل والخارج) بتحقيقه فعليا».

وتقيم «مجموعة فرجام» في مركز دبي المالي العالمي سلسلة من المعارض التي تسلط الضوء على مقتنيات «مجموعة فرجام» الفنية. كما تنظم برنامجا للمعارض التدريبية المجانية المفتوحة التي توفر الفرصة أمام الجمهور للتعرف على الأعمال الفنية والسياق الفني الذي واكب إنتاجها.

وبوصول معرض «إيران من الداخل والخارج» تكون هذه رحلته الأولى خارج الولايات المتحدة الأميركية حيث عرَض «إيران من الداخل والخارج» في متحف تشيلسيا الفني في الفترة من 26 يونيو (حزيران) حتى 5 سبتمبر (أيلول) 2009، وشارك فيه عدد أكبر من الفنانين بلغ عددهم 35 فنانا يعيشون ويعملون في إيران إلى جانب 21 آخرين يعيشون في الشتات.