محاكمات لندن التاريخية منذ القرن الثامن عشر وجدت أخيرا طريقها إلى صفحات الإنترنت، بما في ذلك محاكمة «جاك السفاح». وذكر موقع «آنسيستري دوت كو دوت يوكاي» لتتبع الأنساب أنه سينشر 4.1 مليون وثيقة عن المحاكمات والأحكام والقرارات القضائية بما فيها عقوبات الإعدام في حق مجرمين حوكموا في إنجلترا وويلز منذ أواخر القرن الثامن عشر مرورا بالقرن التاسع عشر. وتتضمن هذه الوثائق محاكمة روديريك ماكلين الذي حاول اغتيال الملكة فيكتوريا في قصر ويندسور بمسدس في مطلع القرن التاسع عشر، على ما ذكر الموقع. ومن المجرمين الأسطوريين الآخرين أيضا الدكتور توماس نايل كريم الذي شنق في العام 1892 بسبب تسميمه للعديد من الأشخاص، والذي يقال إنه اعترف بأنه «جاك السفاح» على الرغم من أنه كان في السجن حين وقعت بعض الجرائم المروعة.
وثمة أيضا محاكمة إسحق «إيكي» سولومان الذي يعتقد أن الكاتب تشارلز ديكنز استلهم منه شخصية «فاغين» في رواية «أوليفر تويست».
وقال مدير الموقع، أوليفر فان كالستر، أن «هذه المجموعة ستكون ذات فائدة كبيرة للمؤرخين الاجتماعيين لما تحتوي عليه من معلومات عميقة متباينة حول الجريمة والمجرمين في إنجلترا وويلز خلال حقبة عمها الفقر والتغيير قبل أن تنتهي بالإصلاح».
وتتضمن الوثائق 900 ألف حكم بالسجن و97 ألف قرار بالترحيل إلى مستعمرات بريطانية آنذاك مثل استراليا، إضافة إلى 10300 حكم بالإعدام بينها حكم بحق فتى لا يتجاوز الرابعة عشرة.
وكانت عقوبة الموت آنذاك مطبقة على قائمة من الجرائم تبدأ بسرقة أي شيء يساوي أكثر من خمسة شلنات (ما يوازي 35 يورو اليوم) أو سرقة حيوان، مرورا بصيد الأرانب أو قطع الأشجار، إلى ضبط المرء بوجه مطلي بالأسود ليلا حيث يعتبر ذلك دليلا على أنه لص أو قاطع طريق. وخلال ستينات القرن التاسع عشر، أصبح الإعدام شنقا حدثا شعبيا يستقطب الناس من كل مكان لمشاهدته. وكان الأثرياء يستأجرون شرفات المنازل للتمكن من الحصول على رؤية أفضل لعملية الشنق.
وقال فان كلاستر إن «هذه السجلات تدل على أن الجريمة والعقاب كانا وسيظلان دوما موضوعا مثيرا للجدل، وتسلط الضوء أيضا على الطبيعة المعقدة في الغالب للجريمة، وخصوصا على حس الابتكار لدى المجرمين حتى في حقبات أقل تطورا» من الآن. وتتوفر هذه السجلات المنشورة بالتعاون ما بين موقع «آنسيستري دوت كو دوت يوكاي» والأرشيف الوطني في بريطانيا للمنتسبين إلى الموقع.