زار رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، أخيرا معرض «ألف اختراع واختراع»، المقام حاليا في متحف العلوم بالعاصمة البريطانية لندن، ويضم الكثير من الإنجازات العلمية التي ورثتها أوروبا الغربية من الأتراك والعثمانيين، وذلك خلال زيارته الرسمية لبريطانيا.
كان في استقبال أردوغان كل من فادي محمد عبد اللطيف جميل، رئيس «برامج عبد اللطيف جميل الدولية»، والبروفسور سالم الحسني، رئيس مجلس إدارة ومؤسس معرض «1001 اختراع إسلامي»، الذي نجح في اجتذاب أكثر من 80 ألف زائر في أسابيعه الثمانية الأولى. كان معرض «1001 اختراع إسلامي» قد افتتح في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي، لإبراز التراث الذي ورثه العالم من الحضارة الإسلامية، وشهد متحف العلوم توافد أعداد كبيرة من الزوار، ووصف مدير المتحف تدفقهم لزيارة المعرض بأنه «مذهل».
ومعرض «1001 اختراع إسلامي»، الذي ينظم تحت عنوان «اكتشف التراث الإسلامي في عالمنا» حدث مجاني يقام برعاية مؤسسة «عبد اللطيف جميل» - إحدى مؤسسات «برامج عبد اللطيف جميل لخدمة المجتمع» - وهي مؤسسة خيرية مسجلة في بريطانيا، ويتتبع المعرض الإنجازات المنسية لألف سنة من العلوم في العالم الإسلامي، ابتداء من القرن السابع الميلادي وحتى الآن. وكان النجاح الاستثنائي الذي حققه المعرض خلال فترة عرضه القصيرة الأولية في حي ساوث كنزينغتون اللندني، قد دفع القيمين عليه لتمديد مدته إلى يونيو (حزيران) 2010. وبعدها سينطلق المعرض في جولة عالمية مدتها خمس سنوات وتشمل عدة مدن في مختلف أنحاء العالم.
وأمضى رئيس الوزراء التركي وحرمه قرابة الساعة في المعرض، بينما تولى البروفسور الحسني وفادي محمد جميل مهمة شرح المعروضات وخلفياتها، وعرض الكثير من الإنجازات الاجتماعية والعلمية والتقنية التي تعزى إلى العالم الإسلامي، بما فيها تركيا. والجدير بالذكر أن المعروضات والعروض التفاعلية والدرامية تبرز جميعها إسهام العالم الإسلامي في الكثير من الاختراعات العصرية التي تشمل مجالات كثيرة مثل الهندسة والطب والعمارة.
وأعرب فادي محمد عبد اللطيف جميل عن شكره وتقديره للرئيس أردوغان لزيارة المعرض، مشيرا إلى أن الهدف من رعاية مؤسسة «عبد اللطيف جميل» مبادرة «معرض 1001 اختراع إسلامي» هو «تقديم نموذج للأجيال الجديدة من مختلف الثقافات ودفعهم لاستكشاف إمكانية أن يصبحوا روادا في العلوم والتكنولوجيا».
من جهته، أوضح البروفسور سالم الحسني، رئيس مجلس إدارة المعرض، أهمية المعرض بالنسبة للتاريخ التركي، وقال «يكشف معرضنا عن العشرات من المعروضات من تاريخ الحضارة الإسلامية، وسيكتشف الزوار أن تركيا هي التي قدمت للعالم التحصين ضد الأمراض، ومضخات السحب، والطيران باستخدام الصواريخ، وأقدم خريطة تفصيلية باقية حتى الآن للأميركتين».
وأضاف «كانت تركيا موطنا أيضا لعباقرة الهندسة أمثال الجزاري وتقي الدين، اللذين تعتبر ماكيناتهما ونظمهما مكونا أساسيا في المصانع والصناعات الزراعية، وكذلك كانت موطنا لمعماريين كبار مثل معمار سنان، الذي يشاهد تأثيره في كل العواصم الأوروبية».
ولفت البروفسور الحسني إلى أن الهدف هو «تحسين فهم الجمهور عن إسهام المسلمين في الفنون والعلوم والتكنولوجيا وتطور الحضارة المعاصرة، وهذا المعرض التفاعلي يفعل ذلك بتقديمه حقائق جلية لجمهور كبير، ويتضمن قصصا مدهشة لها أثرها الكبير في عالمنا المعاصر».