«النهاية».. معرض استثنائي لأربعة فنانين تشكيليين سوريين

رصدوا تنبؤات نوستراداموس من خلاله

جانب من العمل التركيبي «النهاية» («الشرق الأوسط»)
TT

استضاف مبنى التكية السليمانية التاريخي، بوسط العاصمة السورية دمشق، مؤخرا، معرضا فنيا في إطار «مختبر الفنون المعاصرة» تحت عنوان «النهاية». نظم المعرض «مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية»، التابع لوزارة الثقافة السورية. والعرض عبارة عن عمل تركيبي نفذه أربعة فنانين تشكيليين ومسرحيين ينتمون لجيل الثمانينات في خارطة الفن التشكيلي السوري، هم: ريم الخطيب وإسماعيل نصرة وإياس عويشق وجهاد سعود. وهو عبارة عن مجسم هرمي كبير يصل في نهايته إلى أفكار للفنانين حول توقعات نوستراداموس الشهيرة، التي تنبأ فيها بنهاية العالم.

العرض نتاج ورشة عمل قام بها الفنانون، كما تقول ريم الخطيب، مديرة مركز أدهم إسماعيل، والمشاركة في العرض، ضمن مشروع «مختبر الفنون المعاصرة» الذي يقيمه مركزنا منذ ثلاث سنوات يتضمن سلسلة من الورشات، تهدف لتطوير الفن السوري، ودعم الفنانين ودارسي الفن من مختلف الأعمار لاستكشاف المستجدات التي تطرأ على عالم الفنون البصرية، والمساهمة في بناء تجربة محلية وتنميتها بشكل يواكب مجريات الفن الحديث في العالم ويربط العمل الفني بالجمهور والمجتمع.

أقيمت ورشة العمل المشار إليها في يناير(كانون الثاني) 2010 واستهدفت الفنانين الأربعة بعنوان «مزاج»، ونتج عنها إنتاج هذا العمل التركيبي المشترك بعنوان «النهاية». وقد تضافرت في العمل جهود الفنانين الأربعة لإنتاج عمل مشترك يحافظ على خصوصية كل منهم، مستخدمين أدوات وتقنيات وأفكار جديدة. وجاءت هذه التجربة دعوة للآخرين للانضمام إليها والبحث عن أسئلة جديدة. بل تكمل هذه التجربة ما قام به آخرون على مر السنين من محاولات لتطوير تقنياتهم الفنية وطرقهم التعبيرية، دون نسيان احترام وحب الفنانين السوريين لمهارات الفنان اليدوية. الفنان إسماعيل نصرة قال عن مشاركته في العرض التركيبي، وبأسلوب شاعري فني: «العالم يبقى على ما هو عليه، بينما وعينا عنه ومعرفتنا به يتغيران باستمرار. عندما حدث الانفجار الكوني الكبير كان هذا بداية البداية لتشكل الكون الذي نعيش الآن في مجراته وكواكبه بالمطلق. نهاية (النهاية) هي نفسها بداية البداية أو بداية النهاية!».

ومن جهته، قال الفنان المسرحي إياس عويشق عن مشاركته، التي تجسدت بعبوات مياه فارغة بلاستيكية ذات مدلول رمزي وصفها بجدار الأمنيات والعواطف: «(النهاية)، يبدو عالمنا المحيط، بالتوازي مع مفهومنا للحياة، عرضة للموت.. أيضا الكون، كما تقول النظريات. والأرض، كما يتوقع العلماء وأفلام هوليوود، لنبدو أضعف من هذا المصير النهائي. في كوننا الحالي، لا شيء يأتي من العدم، فمصير الموت، هو نفسه بداية جديدة مختلفة، ولكن من خلال تغير في طبيعة المادة. يبقى الوعي، النشاط غير المادي، الذي هو أساس الحضارة البشرية، خارج إطار هذه المعادلة. فمهما تحولت المواد العضوية وتحللت، بغياب الإدراك، تختفي الحياة البشرية». وشرح الفنان جهاد سعود مشاركته، فقال وبشكل تعبيري رمزي: «ثمة أزهار ذبلت وألقت بذورها في التربة حياة جديدة. في الموت سر الحياة.. شمس ملونة خلف الستائر تروي سيرة الزمن، تكشف الحجاب عن النهاية مراكب الأحبة سافرت وأهدت البريق إلى عيون الصغار. صرخة في وجه الظلام.. رحلة ولادة أبدية أعلنتها بكائنات الأرض في وجه نهاية العالم».