تربعت الفنانة المصرية آمال ماهر كملكة فرعونية بصوتها الرنان على عرش قلوب اللبنانيين وهي تشدو بروائع «كوكب الشرق أم كلثوم» منطلقة بهم إلى ذاك العصر الذهبي. فكان حضور ماهر وصوتها الذي صدح في قاعة الـ«بافيون رويال» في وسط بيروت ليلة أول من أمس، كفيلين بإضفاء أجواء «كلثومية» عامرة بالفن الأصيل على وقع موسيقى المايسترو اللبناني سليم سحاب الذي رافقها مع فرقته الموسيقية في هذه الأمسية. فبعد مشاركتها الصيف الماضي في مهرجانات بيت الدين اللبنانية التي لاقت نجاحا باهرا، اختارت ماهر أن تطل على اللبنانيين مجددا، إنما هذه المرة من باب إنساني في احتفال أقامته «جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية» يعود ريعه لـ«مركز سرطان الأطفال» في الجمعية. من «دارت الأيام» مرورا بـ«للصبر حدود» و«سيرة الحب» التي أيقظت مشاعر الحاضرين الذين لم يتوانوا عن «دندنتها» و«أنت عمري».. لم تخيب، كعادتها، توقعات جمهورها الذي توافد لسماعها، وهم في معظمهم من الذين عايشوا عصر أم كلثوم وعرفوا قيمة فنها. فكانت رائدة في نقلهم إلى هذا العالم آسرة قلوبهم مذكرة إياهم بروائع تكاد تندثر. تفاعل الحاضرين مع أداء ماهر وأغنياتها عكس مدى قدرة هذه الفنانة الشابة على تأدية دورها على أكمل وجه. ولم تكن جملة «عظمة يا ستّ» والتصفيق الحاد وانسجام الحاضرين الواضح إلا دليلا على أن هذه الفنانة الشابة تستحق ما مدحت به وأنها نجحت في استرجاع ماض يظن البعض أنه عصيّ على التكرار في ظل استشراء الفن الهابط في العالم العربي. وختام الليلة «الطربية الكلثومية» كان أيضا مسكا مع أغنية السيدة فيروز «أنا صار لازم ودّعكم» التي اختارت ماهر أن تودع على وقع كلماتها جمهورها اللبناني الشعبي والرسمي الذي تمثل في حضور رئيس الحكومة اللبنانية الحالي سعد الحريري والسابق فؤاد السنيورة ورئيس الحكومة الأردني سمير الرفاعي وسفير مصر لدى لبنان أحمد البديوي إضافة إلى عدد من الوزراء والنواب اللبنانيين. وكانت آمال ماهر قد بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة لم تتجاوز 15 عاما، ويذكر أنها لاقت تشجيعا كبيرا من الرئيس المصري محمد حسني مبارك الذي تركت لديه انطباعا مميزا وأثنى على موهبتها وصوتها القادر على تأدية مختلف المقامات بمهارة. وبعد ذلك تتلمذت على يدي الموسيقار الكبير عمار الشريعي الذي كان له الدور الأهم في تأديتها أغنيات «كوكب الشرق» في مسلسل «أم كلثوم»، لتتحول بعدها إلى نجمة أضخم الحفلات وأرقاها في مصر والعالم العربي.