السعودية: معرض فوتوغرافي يوثق زيارات الملك عبد العزيز ولقاءاته الدولية

خادم الحرمين يزوره اليوم ويطلع على 145 صورة نادرة.. وحديث للملك المؤسس مع مجلة «التايم» قبل 65 عاما

الملك عبد العزيز وإلى جواره الملك محمد ظاهر شاه ملك أفغانستان في صورة التقطت عام 1950
TT

يطلع اليوم الثلاثاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على معرض فوتوغرافي، تحتضنه العاصمة الرياض، يعرضه باحث سعودي، ويشتمل على صور نادرة تمثل زيارات الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ولقاءاته قادة ومسؤولي دول عالمية وإسلامية وعربية، وذلك خلال المعرض الشخصي الذي يقام ضمن فعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة (جنادرية 25).

ويحمل المعرض، الذي أقامه الباحث المتخصص في الصور القديمة عدنان الطريف، 145 صورة جلها نادرة بالإضافة إلى عدد كبير من الصحف والمجلات المحلية والعربية والأجنبية التي تناولت زيارات ولقاءات الملك المؤسس مع قادة ومسؤولي عدد من الدول، ومن ضمنها عشرات الصور النادرة، التي لم تنشر من قبل وحوار موسع للملك المؤسس مع مجلة التايم الأميركية قبل 65 عاما.

ويطلع الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء اليوم على محتويات المعرض، الذي يقام في الصالة الرياضية ويعد السابع للباحث الطريف، ويتضمن أيضا كتابا أنجزه الباحث عن العرضة السعودية مدعمة بالصور، وذلك بعد انتهاء الملك من المشاركات في العرضة الليلة التي تسبق افتتاح المعرض. وأبلغ عدنان الطريف «الشرق الأوسط» بأن معرضه يوثق بالصورة رحلة من العقود تحققت فيها على يد الملك المؤسس إنجازات عظيمة، وأمرا مذهلا في فترات ذات شأن من تاريخ المنطقة والعالم، ولعل أبرزها تحقيق وحدة الجزيرة العربية بعد أن أنهى الملك عبد العزيز جميع أشكال الصراعات والنزاعات فيها وتوجهه نحو تأسيس المملكة العربية السعودية وإقامة دعائم دولة عظيمة سجلت حضورها الديني والسياسي والاقتصادي على خريطة العالم. وأشار الباحث إلى أن المعرض يعد تاريخا مرئيا يوثق مناسبات عدة للملك المؤسس منذ أول صورة التقطت له بالكويت عام 1910م وحتى وفاته عام 1953م، وكان حافزا له لإنجاز هذا المعرض، لافتا إلى الصعوبات التي واجهها في الحصول على الصور والصحف والمجلات، حيث استلزم ذلك جهودا مضنية من خلال زيارة مراكز الأبحاث والمتاحف والمكتبات ولقاء أحفاد المصورين والرحالة والمؤرخين الذين زاروا السعودية في فترات متباعدة. بالإضافة إلى زيارة المزادات العالمية المتخصصة في مثل هذا النشاط والحصول على الصور والصحف والمجلات التي أبرزت لقاءات الملك المؤسس، وذلك عن طريق الشراء المباشر بمبالغ كبيرة. واعتبر الطريف أن دافعه لإقامة هذا المعرض يأتي في سياق إعجابه الشديد ومحبته للملك المؤسس، الذي يعد من أعظم شخصيات العالم في العصر الحديث، بالإضافة إلى تقديره لأبنائه من بعده، الذين ساروا على نهج والدهم بالحفاظ على هذا الكيان ومكتسباته وتحقيق النماء والتطور له. كما يقدم المعرض لأبناء الوطن تاريخا مرئيا يوثق فترة مهمة في مسيرته الطويلة وجهود الملك المؤسس وأبنائه من بعده. وأكد الطريف أن معرضه يعد الأول من نوعه ضمن سلسلة من المعارض أقامها، تناولت جوانب من تاريخ البلاد الذي يستحق الرصد التسجيلي وتقديمه للأجيال الحالية وللعالم، مشددا بالقول: «إن واقعنا الزاهر وما نتطلع إليه مستقبلا لا ينفصل بحال من الأحوال عن تاريخنا التليد بكل أحداثه وتفاصيله، التي تستحق الرصد والتحقيق والتأليف»، معربا عن أمله في أن يحظى المعرض برضا الملك عبد الله، الذي يشرِّف افتتاحه اليوم، وولي عهده والنائب الثاني والأمراء أبناء وأحفاد الملك المؤسس والمختصين والزوار، مقدما شكره للقائمين على المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وعلى رأسهم الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية ورئيس اللجنة العليا للمهرجان، وإلى عبد المحسن التويجري نائب رئيس الحرس الوطني المساعد ورئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان.

وذكر الباحث السعودي أن الملك عبد العزيز التقى خلال فترة حكمه عددا كبيرا من الشخصيات العربية والإسلامية والأجنبية البارزة خلال زيارتهم له أو زيارته لهم أو ممن جاءوا للحج ونزلوا في ضيافته، مركزا على الزيارات الخارجية للملك للبحرين والبصرة ومصر. كما أورد قائمة بأهم الشخصيات العالمية والإسلامية والعربية التي غطاها المعرض وهم: الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت في البحيرات المرة بقناة السويس بمصر عام 1945م، ووينستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، ووزير خارجيته أنطوني إيدن، في الفيوم بمصر عام 1945م، والملك فاروق الأول، ملك مصر، ومحمود فهمي النقراشي باشا، رئيس وزارته، في ينبع عام 1945م وفي القاهرة مرة أخرى عام 1946م، والملك فيصل الأول ملك العراق في عرض الخليج العربي في فبراير (شباط) 1930 م، وشكري القواتلي الرئيس السوري، الذي وصل إلى مكة المكرمة في فبراير 1926م، لتهنئة الملك عبد العزيز بفتح الحجاز. ثم التقاه مرات عديدة؛ واحدة منها في مكة وأخرى في القاهرة عام 1945م، ونوري السعيد رئيس وزراء العراق، ثم وزير الخارجية التقاه عدة مرات، آخرها في مخيم الملك بـ(روضة التنهات) شرق نجد في أبريل (نيسان) 1940م.

وضمت قائمة الشخصيات، أيضا، توفيق السويدي وزير الخارجية العراقي، الذي التقاه الملك المؤسس عدة مرات، ورشيد عالي الكيلاني رئيس وزراء العراق، الذي لجأ إلى الملك عبد العزيز، وأقام في حماه ضيفا أكثر من خمس سنوات، والحاج أمين الحسيني، مفتي فلسطين ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، والأمير أحمد وحيد الدين، حفيد السلطان العثماني عبد العزيز، أحد أمراء آل عثمان، وقد حل ضيفا على الملك عبد العزيز، في موسم الحج. أشار إليه الملك في خطبته أمام ضيوفه في موسم الحج بقوله: لقد أوذينا في سبيل الدعوة إلى الله وقوتلنا قتالا شديدا، ولكنا صبرنا وصمدنا. إن أظلم من حاربناهم أجداد هذا الرجل (وأشار إليه). والسيد أحمد الشريف السنوسي، المجاهد الليبي (المولود في 1290هـ)، الذي وصل إلى مكة في 5 شعبان عام 1343هـ، فأدى فريضة الحج، ثم سافر إلى اليمن وعسير في أواخر شوال عام 1345هـ/مايو (أيار) 1927 م. وبقي في الحجاز مأجورا، في كنف الملك عبد العزيز، وكان موضع عنايته، حتى توفي بالمدينة المنورة في 13 ذي القعدة 1351هـ/10 مارس (آذار) 1933م. وأمان الله خان ملك أفغانستان المخلوع، عندما جاء إلى الحج، عام 1349هـ/1931م، قادمًا من نابولي بإيطاليا، وشيوخ الكويت مثل الشيخ مبارك، والشيخ أحمد جابر، والشيخ سلمان الحمود، والشيخ عبد الله سالم. وقدم وفد منهم إلى الرياض في أول أبريل 1932م، برئاسة الشيخ أحمد الجابر الصباح، وبقي وفد آخر توجه للحج ونزلوا ضيوفا على الملك.

شيوخ البحرين منهم الشيخ مبارك، والشيخ بن علي، والشيخ أحمد بن عيسى، ومحمد بن عيسى، ومبارك بن عيسى وغيرهم، وعبد الله بن قاسم بن ثاني، أمير قطر، الذي زار الرياض عام 1933م، والملك عبد الله بن الحسين، ملك الأردن، الذي زار الرياض 1948م، والملك طلال بن عبد الله، ملك الأردن، الذي زار الرياض في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 1953م، والملك حسين بن طلال، ملك الأردن، الذي زار الرياض في 12 يوليو (تموز) عام 1952م.

اللواء أركان حرب محمد نجيب، أول رئيس لجمهورية مصر العربية، زار الملك أثناء موسم الحج عام 1372هـ/سبتمبر (أيلول) 1953م، وكميل شمعون، رئيس الجمهورية اللبنانية، الذي وصل الرياض في 7 فبراير 1953م، وأمين الريحاني، الأديب اللبناني المعروف، الذي كتب عنه فصلا في كتابه (ملوك العرب). والأمير شكيب أرسلان الأديب والداعية الإسلامي، المعروف بأديب البيان، وقد التقاه عندما قدم إلى الحج عام 1347هـ/1929م، وعبد الرحمن عزام باشا، أول أمين عام لجامعة الدول العربية. والتقاه قبل هذا المنصب مرات عديدة، والدكتور عبد الوهاب عزام التقى الملك مرارا في مكة، وفي الرياض، ثم عمل سفيرًا لمصر في المملكة وأصبح لاحقا أول مدير لجامعة الملك سعود، وحمد باشا الباسل، الزعيم المصري، حيث قدم إلى الحج. وعباس محمود العقاد، رافق الملك عبد العزيز أثناء رحلته من جدة إلى مصر، حيث كان ضمن بعثة الشرف المرافقة، وإبراهيم عبد القادر المازني، الأديب المعروف، رافق الملك عبد العزيز أثناء رحلته من جدة إلى مصر، ضمن بعثة الشرف المرافقة، والسيد محمد رشيد رضا، صاحب مجلة المنار، الذي وصل إلى جدة في 9 مايو 1926م، وأحمد زكي باشا شيخ العروبة، والشيخ مصطفى المراغي، رئيس المحكمة الشرعية العليا في مصر، الذي قدم للوساطة بين بن سعود والأشراف، والشيخ حسن البنا، زعيم جماعة الإخوان المسلمين بمصر، الذي قابله في قصر الزعفران بالقاهرة عام 1946م، وطالب النقيب السياسي العراقي المشهور، التقاه عدة مرات في البصرة وفي القصيم وفي مكة، عندما جاء للوساطة بين السلطان عبد العزيز والملك علي بن الحسين 1244هـ/1926م. وسليمان باشا شفيق الكمالي، القائد العثماني، ومتصرف عسير، ووالي البصرة في أواخر عهد الدولة العثمانية وصل إلى مكة المكرمة في 1926م في وظيفة مفتش عام، وجميل مردم، أحد رؤساء الوزارات السورية. وطلعت باشا حرب، الاقتصادي المصري المعروف، ومؤسس بنك مصر. ذكر الزركلي أنه التقى الملك عبد العزيز عند زيارته المملكة عام 1935م، كما أوردت جريدة أم القرى خبرا بوصول طلعت حرب إلى المملكة في فبراير 1937م.