الأغنياء الهنود يزاحمون أثرياء العالم على امتلاك اليخوت الفاخرة

المزيد منهم ينضمون إلى قائمة «فوربس» لأصحاب المليارات

تشير التقديرات إلى أنه جرى خلال فترة قصيرة بيع 200 يخت على الأقل تتراوح أطوالها بين 120 و280 قدما داخل الهند
TT

مثلما الحال كل عام، ومع انضمام مزيد من الهنود إلى قائمة «فوربس» لأصحاب المليارات، تتحول اليخوت والرياضات المرتبطة بالقوارب إلى ضروريات الحياة بين الأثرياء وعاشقي التفاخر في الهنود.

من بين هؤلاء فيجاي ماليا، رجل الأعمال الهندي صاحب شركة «إنديان إمبريس»، والذي يملك واحدا من أكبر اليخوت الخاصة في العالم، حيث يصل طوله إلى 311 قدما و8 بوصات (ما يعادل 95 مترا). ومن بين المناطق التي يتجول بها اليخت البحر المتوسط والمحيط الهندي. كان ماليا قد اشترى هذا اليخت من أحد أبناء العائلة المالكة القطرية. إضافة إلى ذلك، يمتلك ماليا «إنديان برنسيس»، وهو يخت يبلغ طوله 181 قدما (55 مترا) يعمل بمحرك، بجانب عدد من اليخوت الأخرى.

الملاحظ أن أعدادا متزايدة من الأثرياء الهنود وقطاعات واسعة من الميسورين بات لديها شره حيال القوارب الفاخرة على مدار السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي سرعان ما حول البلاد إلى مركز لليخوت. وتشير التقديرات إلى أنه خلال تلك الفترة، جرى بيع 200 يخت على الأقل تتراوح أطوالها بين 120 و280 قدما داخل الهند - علاوة على نشاطات التسوق للهنود في أوروبا - مقابل ما يتراوح بين 100 و200 مليون دولار.

حتى وقت قريب، ارتبطت اليخوت الفارهة بحفنة من كبار رجال الأعمال الهنود ممن يتميزون بثراء كاف لامتلاك مثل هذه اليخوت وتوفير تكاليف صيانتها. لكن الآن بدأ الكثير من الهنود في الانجذاب نحو امتلاك يخوت.

في هذا الصدد، قال مالاف شروف، الذي يشارك في المسابقات الأولمبية المرتبطة باليخوت وأحد مؤسسي «أوشن بلو»، وهي شركة متخصصة في مجال تصنيع والاتجار في اليخوت الفارهة. المؤكد أن اليخوت لم تعد مجرد خيال يراود الهنود، وإنما تحولت إلى حقيقة وتلقى رواجا متسارعا داخل الهند. وعلى الرغم من أن حالة الانحسار الاقتصادي العالمي الأخيرة ربما تركت تأثيرات سلبية على سوق اليخوت الفارهة في الغرب، فإنه داخل الهند يزداد الإقبال على شراء هذه اليخوت في أوساط بالغي الثراء - ما بين كبار رجال الأعمال وبارونات صناعة النفط والمصرفيين اللامعين.

وعليه، عمدت العلامات التجارية الكبرى في مجال صناعة اليخوت، مثل «فيريتي» و«كرانشي» و«جيانو» وغيرها الكثير، إلى المشاركة في السوق الهندية وتعديل منتجاتها بما يتناسب مع الأذواق الهندية.

بوجه عام، يتطلب إنتاج أي من اليخوت الفارهة، التي يجرى تصنيعها طبقا للمواصفات التي يحددها العميل، والانتهاء منها تماما ما يتراوح بين ثمانية شهور وعام، ويصل سعر أعلاها تكلفة قرابة 5 مليون يورو.

وتحتفظ بعض العائلات الهندية بيخوت خاصة بها في كوت دازور والبحر المتوسط. وحال تسلم أي مشتر هندي قاربه للمرة الأولى في البحر المتوسط، يصبح بمقدوره قضاء الموسم الأول هناك، متنقلا بين كابري وبورتوفينو وساردينيا وكورسيكا. بعد ذلك، يعود إلى الهند لدى التأكد من متانة القارب. وقد قام بذلك بالفعل اثنان من المشترين الهنود.

وبعيدا عن أحواض السفن على البحر المتوسط وبحر الكاريبي، أصبحت اليخوت تتنقل بسهولة الآن ما بين أحواض السفن هنا داخل الهند، خارج سواحل أليبوغ وكوتشي وغوا.

بالنسبة لعشاقها، يبدو اليخت بمثابة منزل ثان لهم، وهو شعور يساور مالاف شروف، حيث قال: «بدلا من التركيز على حجم يخت ما، ينبغي على المشترين الاهتمام بما يتواءم معه». وأعرب عن اعتقاده بأن عملية التصميم فيما يتعلق بالقوارب الفارهة تحمل أهمية كبرى.

جدير بالذكر أن الشركة التي يملكها شروف تعاونت أخيرا مع أخرى مقرها فنلندا وتدعى «نوتورز سوان»، وتملك الشركة واحدة من أبرز العلامات التجارية العالمية في مجال اليخوت. ونجحت هذه الشراكة في بيع أكثر من اثني عشر يختا فارها داخل الهند على مدار الشهور الـ18 السابقة.

إلا أنه ليس من الضروري أن تكون واحدا من كبار رجال الأعمال كي تتمكن من شراء واحد من اليخوت الفارهة، حسبما أوضحت أنجو دوتا، المديرة الإدارية بشركة «مارين سلوشنز»، ومقرها مومباي. وأضافت مبتسمة: «أصبح اليخت الآن من الأشياء التي تخرج لتشتريها بأموال العلاوة التي تلقيتها». الملاحظ أنه بخلاف القوارب الفارهة، انضمت القوارب السريعة والرياضية إلى قائمة السلع المرغوبة لدى كثير من الأثرياء الهنود في الوقت الحالي. المثير أن الكثير من الأفراد يستغلون مثل هذه القوارب في الوصول إلى منازلهم المطلة على الساحل في مومباي.

في الهند، تقدر قيمة سوق اليخوت الفارهة بقرابة 2000 مليار روبية. منذ عامين فقط، كان يرابط على سواحل مومباي 30 قاربا فقط. أما الآن، ارتفع العدد إلى نحو 150 قاربا، بينها يخوت فارهة وأخرى للرفاهية. وغالبا ما تصنع هذه القوارب في إيطاليا والولايات المتحدة، ويبلغ سعر أرخصها 2 مليون روبية.

في هذا السياق، أعرب أتول بهونسل، من شركة «سورنستام فنتشرز»، المتخصصة بمجال بيع وخدمات اليخوت في مومباي، عن اعتقاده بأنه «هناك كثير من الأموال في الهند لشراء يخوت باهظة السعر. لقد جنى الشباب أموالا من البورصة، وتزدهر النشاطات التجارية، ولا يبدي الهنود اعتراضا على إنفاق ثرواتهم على صور جديدة من الرفاهية». وأضاف أن أثرياء مومباي عمدوا إلى شراء يخوت في محاولة للفرار من ازدحام وتلوث حياة المدينة.

وتعد اليخوت الصغيرة من أحدث الصيحات بين الشباب الهنود، خاصة عند مشاركتهم في حفلات، حسبما أكد رياض كوندانمال، العامل في مجال تجارة اليخوت. وقد اختار كثير من الهنود علامة «أزيموت» التجارية لليخوت - والتي تملك خط إنتاج قوارب يضع «رولز رويس» في مرتبة متأخرة من حيث الرفاهية. ومن الممكن وضع التصميمات الداخلية لليخوت حسب رغبة العميل.

في هذا الصدد، أشار بهونسل إلى أن «أحد ملاك (أزيموت) في مومباي أضفى على التصميمات الداخلية طابعا هنديا للغاية».

الواضح أن أثرى أثرياء الهند يعمدون إلى الارتقاء بمستوى الرفاهية لمستوى أعلى مع سعيهم لنيل منتجات مصممة خصيصا لهم. على سبيل المثال، من الممكن جعل غرفة النوم في يخوت «أزيموت» أصغر وتوسيع مساحة غرفة المعيشة لاستيعاب أفراد الأسر الأكبر عددا عند إقامة حفلات. وطبقا لما أكده غالبية الموزعين، فإن المشترين يشاركون تماما في أدق تفاصيل عملية تجهيز القارب بالأثاث وتصميمه الداخلي، ويبدو الأمر كما لو كانوا يشرفون على بناء منزلهم. وتنتمي بعض اليخوت الفارهة الأخرى التي يشتريها أثرياء مومباي إلى علامات تجارية مشهورة مثل «لارسون» و«كوبالت» و«غراديوايت».

من بين الاعتبارات الأخرى المهمة التي ينبغي وضعها في الاعتبار عند شراء يخت إمكانية تأجيره. على سبيل المثال، يمكن أن تقترب تكاليف صيانة وتشغيل وتأمين قارب ضخم يبلغ طوله 150 قدما من مليون دولار سنويا. وعليه، يختار بعض ملاك اليخوت تأجيرها عندما لا يحتاجون إليها. يذكر أن مالاف أيضا يقوم بتأجير يخته الضخم مقابل نحو 700.000 دولار أسبوعيا. إلا أن امتلاك القارب لا يزال مجرد جانب من المعادلة، حيث أكد بهونسل أن «الهنود لا يزالون غير محبين للبحر، لكن بمحاكاتهم لأنماط الحياة الغربية، بدأوا يكتشفون بعضا من متعه».