أسبوع طوكيو لموضة الخريف والشتاء.. بين الدفء والغرابة

كم من الفعاليات الهامشية يؤكد أن منظميه لم يتركوا شيئا للصدف

من أعمال إري ماتسوي
TT

هوس أبناء اليابان بالموضة أمر معروف على المستوى العالمي، وما على المشكك إلا أن ينظر إلى السياح اليابانيين في العواصم الأوروبية والأميركية، وأسلوب أزيائهم والألوان التي يقبلون عليها ليتأكد من هذه الحقيقة. هوس تؤكده أيضا مبيعات الكثير من الماركات والأسماء العالمية التي تدين باستمراريتها ونجاحها التجاري لأبناء هذا البلد، وليس أدل على ذلك من البريطاني سير بول سميث، الذي يعتبر السوق اليابانية سوقه الأولى، إلى جانب أسماء أخرى. لكن اليابانيين، ومنذ 10 سنوات، قرروا أن يحتفلوا بهذا الهوس وعشق الموضة بالإبداع وخلق تصميمات من عقر دارهم تعكس روحهم التواقة للفنية وكل ما هو غريب، بدل أن يظلوا مستهلكين لما يقدمه لهم الغرب.

وبالفعل، فقد نجح الأسبوع إلى الآن في أن يظل وفيا لثقافة الشارع الياباني باهتماماته وأسلوبه، مرتكزا على سمعة بعض أبنائه الذين حققوا نجاحا عالميا، من أمثال، إيسي مياكي، وراي كواكوبو، مؤسسة ماركة «كوم دي غارسون»، ويوجي ياماموتو، وهانا موري وغيرهم. ويبدو أن طوكيو تريد أن تستعمل أسماء هؤلاء وتجاربهم لإطلاق جيل جديد من المبدعين في مجال الموضة، لا يقل إبداعا وعطاء وشهرة، وفي الوقت ذاته تريد أن ترسخ مكانتها كأهم مركز تجاري للموضة في آسيا.

لهذا عندما انطلق أسبوعها للموضة يوم الثلاثاء الماضي لخريف وشتاء 2010 - 2011، فقد أوفى بوعده بأن يقدم أكثر من 40 عرضا مميزا على مدى 4 أيام، بمساهمة أسماء يابانية معروفة على المستوى الآسيوي. منهم من سبق لهم المشاركة في الأسبوع من قبل، ومنهم من يشارك للمرة الأولى مثل ماركة «إنتوبتيك» التي افتتحت الأسبوع. «إنتوبتيك» التي أسسها كل من واتارو ماتسومو وكانتا كاكينومو، قدمت تشكيلة هادئة تلعب على ألوان حيادية مثل الأبيض والأسود في تصميمات عصرية مستقاة من ثقافة الشارع، مثل جاكيت بأكمام محبوكة بالصوف. بينما قدمت إيري ماتسوي قطعا مستقاة من البنايات الهندسية والمعمار، تبدو وكأنها مصنوعة من ورق البردي وليس من أقمشة. أما ماركة «إيفير لاستينج سبراوت» فاتجهت إلى بعض أسلوب الغرابة الذي يقبل عليه الشارع الياباني، في تشكيلة مضمونة محليا على الأقل.

لكن لأنها اليابان، فإنها لا تقبل إلا أن تمزج الإبهار بالإبداع والفن والتسويق، ولهذا فقد اختارت أن تنظم فعاليات جانبية لها علاقة بالموضة، مثل عرض «كوبي» لربيع وصيف 2010، ومعرض الموضة في محلات «تاكاشيمايا» بشينجوكو، الذي سيستمر حتى نهاية الشهر، فضلا عن معارض أخرى تتعلق بالأنسجة ومعرض «جي إف دبليو» الذي ستشارك فيه 8 بيوت أزياء بعروض شيقة وغيرها، بالإضافة إلى أن متحف بولا بجينزا سيحتضن معرضا يسلط الضوء على 50 عاما من الموضة من خلال صفحات مجلات موضة براقة. وينظم فندق «كلاسكا» بميغورا، بدوره سوقا مفتوحة بأسعار مخفضة في 26 من الشهر الحالي تباع فيها إبداعات لأسماء معروفة مثل ميكيو ساكابي بأسعار مخفضة.

لمزيد من الإبهار والبريق، ينظم الأسبوع أيضا حفلا خيريا يشارك فيه مصورون فوتوغرافيون مشاهير سيلتقطون صور نجمات، مثل: إيريكا ساواجيري، ورايكو هيروسو وميسا كوروكي وهن يرتدين آخر الصرعات المطروحة، على أن تباع هذه الصور والقطع التي سيظهرن بها. المهم أن كل هذه الفعاليات ستستقطب حضورا مهما من شأنه أن يصب في صالح المصممين المشاركين، خصوصا أن المنظمين يتوقعون حضور 20 ألفا من المهتمين والمتخصصين، بمن فيهم مشترون من أوروبا.