قلعة رعوم التاريخية العسكرية تتحول إلى معلم سياحي

بنيت في نجران كنقطة مراقبة على ارتفاع 450 مترا

جانب من القلعة التي تشكل مع السد والأخدود ثالوثا سياحيا جذابا
TT

قلعة رعوم التاريخية تقع على قمة جبل رعوم غرب منطقة نجران وتعتبر معلما سياحيا بارزا في المنطقة ويقصدها السياح والزوار كل عام فكانت المنطقة تحوي الأخدود والسد كمعلمين بارزين والآن أصبحت قلعة رعوم معلما ثالثا بعد أن انتهت الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخرا من أعمال الترميم والصيانة وبدأت تسير لها الرحلات السياحية وأقامت العام الماضي عدة فعاليات سياحية، منها مسابقة تسلق الجبال وشارك فيها عدد كبير من المتسابقين كما أن هنالك نية لإقامة أخرى في صيف هذا العام لجذب السياح وتعريفهم بشكل أكبر بالموقع.

وجاءت عمليات الترميم بهدف المحافظة على المواقع التاريخية مما سيسهم في تعزيز البعد الحضاري والتاريخي للمنطقة ويحقق تطلعات السائح المحلي. وشملت تلك الأعمال إعادة الأجزاء المتساقطة وإعادة بناء الأسقف المتهاوية وتزيين أسطح القلعة بالأشكال الهندسية والألوان التي تعكس العمارة النجرانية الأصيلة كما تمت تهيئة الطريق المؤدي إلى القلعة بإعادة ترميم الدرج الحجري بحيث يخدم الزوار الذين يتوافدون على الموقع الذي يشكل - إضافة إلى أهميته التاريخية - موقعا سياحيا مميزا بأجوائه العليلة وارتفاعه عن سطح الأرض مما يساعد الزائر على مشاهدة جميع أرجاء مدينة نجران من هناك والتقاط صور تذكارية لا تنسى.

وقال الدكتور حسين بن عايض آل حمد الباحث في التاريخ، وعضو مجلس النادي الأدبي بنجران إن الذي بنى قلعة رعوم هو الجيش اليمني عندما غزا نجران عام 1348هـ وذلك لاستخدامها كنقطة مراقبة واستكشاف، وتم اختيار هذا الجبل نظرا لوضعه الاستراتيجي وصعوبة الوصول إليه ويبلغ ارتفاعه 450 مترا تقريبا، وظل على ما هو عليه حتى دحر المعتدين بواسطة الجيش السعودي بقيادة الملك سعود والملك فيصل، واستعادوا الأجزاء المسلوبة ووقعت على أثر ذلك اتفاقية الطائف بين السعودية واليمن لتنهي الاعتداءات بين الطرفين. وبقيت قلعة رعوم كنقطة مراقبة أمنية لأعمال الدوريات الأمنية حتى عام 1372هـ لتتحول بعدها إلى معلم سياحي وأثري. القلعة المبنية من الحجر والطين، تحتوي على غرفتين وخزان مياه منحوت في الصخر، والقلعة مسقوفة بخشب النخيل والسدر والأثل ويؤدي لها طريق واحد فقط على شكل درج.