شاركت أمس أربعة آلاف مدينة حول العالم في الاحتفال بـ«ساعة الأرض» وأطفأ الآلاف الأضواء لمدة ساعة. بدأت سيدني الاحتفال حيث أطفأ أبناء أستراليا الذين يشعرون بالقلق إزاء التغير المناخي، الأضواء لمدة ساعة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية. وكان الهدف من إطفاء الأضواء بشكل اختياري تأكيد دعم الأستراليين لـ«ساعة الأرض» وتأكيد تضامنهم مع الآلاف حول العالم ممن يشاركون في تلك المبادرة. ويقوم الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية بتنظيم «ساعة الأرض» للعام الرابع على التوالي هذه السنة بهدف الضغط على الحكومات للتحرك لإبطاء وتيرة الاحترار العالمي.
وقامت عدة منشآت تاريخية حول العالم بإطفاء أضوائها لمدة ستين دقيقة؛ من بينها مبنى «إمباير ستيت» في نيويورك، و«المدينة المحرمة» في بكين، وبرج إيفل في باريس وبرجي بتروناس في كوالالمبور، وجبل تيبل ماونتن في كيب تاون وأهرامات الجيزة وبوابة براندنبرغ في برلين وتمثال المسيح في ريو دي جانيرو ومئات المواقع الأثرية والتاريخية الأخرى.
وقال آندي ريدلي المدير التنفيذي لـ«ساعة الأرض»، إن الفشل الذي باءت به قمة كوبنهاغن «لم يثبط عزيمتنا للتحرك على عدة أصعدة لتقليل الانبعاثات». وقال: «شعرنا بخوف حقيقي بعد كوبنهاغن من أن تموت (فكرة ساعة الأرض).. أو أن يشعر الناس بالإحباط إزاء التغير المناخي.. غير أن العكس هو ما حدث». وأشار ريدلي الذي يزعم أن مليار شخص يشاركون في «ساعة الأرض» من أكثر من 125 دولة حول العالم، إلى أن أهمية «ساعة الأرض» لا تكمن في كم الطاقة التي تم توفيرها، بل في القضايا التي أثيرت. وكانت جزر تشاتهام النائية الأولى بين أكثر من 100 دولة وإقليم تطفئ الأنوار في الساعة 30.8 مساء بالتوقيت المحلي في الحدث المتتابع حول الكرة الأرضية الذي سينتهي في ساموا. في الإمارات العربية المتحدة تقرر إطفاء أنوار أهم المعالم العمرانية والسياحية وإطفاء الإضاءة في بعض الشوارع والميادين والمؤسسات الحكومية لمدة 60 دقيقة.
وقال أحمد المطروشي العضو المنتدب لشركة «إعمار العقارية»، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن الشركة قررت إطفاء أنوار «برج خليفة» الذي يعد أطول ناطحة سحاب في العالم، وإطفاء أضواء نافورة «دبي فاونتن» التي توصف بأنها أضخم نافورة في العالم إضافة إلى إطفاء أضواء «دبي مول» وهو أضخم مركز تسوق في العالم لمدة 60 دقيقة مساء أمس السبت.
وقررت هيئة الشؤون الإسلامية في الإمارات إطفاء أنوار جميع المساجد مساء السبت مشاركة منها في الحدث الذي يهدف للتقليل من الاحتباس الحراري وحماية البيئة من أضرار الانبعاثات الكربونية.
ودعت هيئة كهرباء دبي إلى تنظيم مسيرة في الظلام خلال تلك الساعة تسير بالقرب من فندق «برج العرب» الشهير.
وكانت دبي أعلنت أن مشاركتها في «ساعة الأرض» العام الماضي ساهمت في منع انبعاث 120 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون ووفرت 200 ميغاواط من الكهرباء.
وفي تايوان أطفئت الأنوار في ثاني أطول مبنى في العالم بالإضافة إلى ناطحات سحاب أخرى رئيسية ومقر الجهاز التنفيذي للحكومة بتايوان لمدة ساعة. وأطفئت الأنوار في مبنى «تايبيه 101» الذي يبلغ طوله 508 أمتار وهو ثاني أطول مبنى في العالم بالإضافة إلى مبان أخرى شاهقة عبر تايوان اعتبارا من الساعة 8:30 مساء وحتى 9:30 مساء بالتوقيت المحلي.
وفي تايشونغ، ثاني كبريات مدن تايوان، تجمع آلاف الأشخاص في الساحة المركزية للمشاركة في العد التنازلي لبدء «ساعة الأرض». وفي هذه المدينة وحدها أطفئت الأنوار لمدة ساعة في نحو 199 مبنى. وقال هو تشيالنج من منظمة «مجتمع الحياة البرية» للصحافيين: «هذا هو العام الرابع الذي نشارك فيه في حملة (ساعة الأرض)، من خلال إطفاء الأنوار لمدة ساعة، فإن تايوان تقلل من انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 7.1 مليون طن».