العالم ينتظر.. كومبيوتر «آي باد» اللوحي من «آبل»

بمزيج من التفاؤل به والانتظار لرؤية نقاط ضعفه

TT

يترقب الآلاف من عشاق التكنولوجيا الحديثة بشغف بالغ، طرح شركة «آبل» للإصدار الأول من كومبيوترها اللوحي الجديد «آي باد» في الولايات المتحدة غدا السبت، الذي يدعم تقنيات «واي فاي» للاتصالات اللاسلكية. وسيطرح الإصدار الثاني الذي يصمم بتقنيات «واي فاي» و«3 جي» لاتصالات الجيل الثالث الهاتفية في وقت لاحق، في حين يصل الإصداران إلى الأسواق الأوروبية وكندا وأستراليا واليابان في نهاية شهر أبريل (نيسان) الحالي. إلا أنهما لن يطرحا في البلدان الأخرى إلا في وقت لاحق من العام الحالي.

ويسوق «آي باد» بوصفه نقلة نوعية في عالم الكومبيوتر والاتصالات وبأنه نوع جديد من الأجهزة التي تقع بين دفاتر الملاحظات الإلكترونية والهواتف الجوالة الذكية. وهو يسمح بتصفح الإنترنت، وقراءة وإرسال البريد الإلكتروني، ومشاهدة الصور وعروض الفيديو والاستماع إلى الموسيقى، ومشاهدة الخرائط الرقمية، وقراءة الكتب الإلكترونية، واللعب بالألعاب الإلكترونية وتشغيل البرامج المختلفة. كما يتيح الجهاز الاتصال بالإنترنت عبر الشبكات الهاتفية بسرعات كبيرة عبر بطاقة اتصالات تتميز بقدرتها على تخزين معلومات أكبر، بالإضافة إلى دعمها تقنيات أمنية مميزة. وظهرت أمس أولى المراجعات الأولية للجهاز الجديد، التي تراوحت بين التفاؤل به وبين الانتظار لرؤية تأثير افتقاده لبعض التقنيات والأجهزة التكميلية المهمة للمستخدمين؛ إذ إنه لا يحتوي على كاميرا رقمية، أو منفذ «يو إس بي» لتسهيل نقل الملفات، كما أنه لا يدعم تقنيات «فلاش»، وليست له القدرة على تشغيل أكثر من برنامج في آن واحد. كما تبدو الكتابة على لوحة المفاتيح الرقمية غير مريحة.

وأشاد والت موسبيرغ الكاتب في التكنولوجيا في صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، الجهاز الجديد وقال إن «آي باد» يمكن أن يغير طبيعة أجهزة الكومبيوتر. ويتفق معه إدوارد بيغ محرر التكنولوجيا في صحيفة «يو إس إيه توداي» الأميركية الذي أشاد بالجهاز، وقال إن «علينا أن لا ننظر إلى (آي باد) على أنه جهاز يوفر لنا تصفح الإنترنت، وتبادل الرسائل الإلكترونية، وممارسة الألعاب، وقراءة الكتب الإلكترونية، بل علينا أن ننظر إلى الكيفية التي يتيح لنا بها هذا الجهاز عمل ذلك»! وأضاف أن «آبل» قد أعادت كتابة قواعد التصميم في ميدان الكومبيوتر، فلم يعد هناك ماوس أو لوحة مفاتيح؛ «إذ إن كل شيء يعتمد على اللمس». إلا أنه نوه بوجود كثير من النواقص.

وأضاف موسبيرغ: «بعد قضاء ساعات وساعات معه، أعتقد أن هذا الجهاز الجميل الجديد من (آبل) ذا الشاشة التي تعمل باللمس لديه إمكانية على إحداث تغيير في أجهزة الكومبيوتر المحمولة، وهو يهدد مكانة أجهزة الكومبيوتر المحمول». ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عنه، أنه «قد يساعد على المضي قدما في التوجه نحو استخدام الأصابع وواجهة مستخدم متعددة المهام باللمس، متجاوزا الواجهة القديمة بوجود مؤشر الماوس التي سادت لعقود». إلا أنه أشار إلى وجود كثير من العيوب في الجهاز؛ إذ «يفتقر (آي باد) إلى بعض الخصائص مثل لوحة مفاتيح فعلية، وكاميرا إنترنت، ومنافذ (يو إس بي)، وعدد من المهام المتعددة التي يتوقعها مستخدمو أجهزة الكومبيوتر المحمولة والدفترية».

وكان ديفيد بوغ محرر التكنولوجيا في صحيفة «نيويورك تايمز» أقل تحمسا؛ إذ انتقد بشدة طريقة الكتابة باللمس، وعدم توافق الجهاز مع ملفات الفيديو «فلاش» وعدم قدرته على القيام بمهام متعددة. لكنه أشار إلى أنه على الرغم من أن الجهاز هو في الأساس جهاز «آي بود» كبير يعمل باللمس، فإن العمل البسيط في تصنيع شاشة متعددة اللمس يغير من خبرة التعامل بمجملها، «فالخرائط أصبحت خرائط حقيقية مثل الخرائط الورقية، كما يمكنك أن ترى صندوقك البريدي وتفتح الرسائل في الوقت نفسه».

وقال بوغ إن جهاز «آي باد سريع وخفيف للغاية، والشاشة العاملة بأوامر اللمس متعددة المهام عالية الوضوح ومتفاعلة. وبرنامجه سهل جدا للتصفح. وهذا يجعله مؤهلا في الحقيقة لأن يوضع ضمن تصنيف جديد للأجهزة».

ويصمم «آي باد» بشاشة قطرها 9.7 بوصة تعمل باللمس المتعدد وبدقة 768x1024 بيكسل، وبنسبة عرض تبلغ 3:4، وهو يحتوي على 16 أو 32 أو 64 غيغابايت من المساحة التخزينية، مع دعمه تقنيات الاتصال اللاسلكية «واي فاي» و«بلوتوث» 2.1. ويوجد في الجهاز سماعات ولاقطة صوت، مدمجان، وله قدرة على استشعار ميلانه في الهواء. وتستطيع بطاريته العمل لنحو 10 ساعات من مشاهدة عروض الفيديو، أو لأكثر من شهر في وضع الانتظار.