تظاهرة فنية قوامها منتجات يدوية وكتب أدبية متنوعة تتراص إلى جانب صور فوتوغرافية وحلي تراثية وقطع (موزاييك) وعرائس تريكو، تتنافس كلها في جذب أعين المارة.. تلك هي فكرة كرنفال «سوق الحتة» الذي أقيم لأول مرة على مدار يوم كامل في شارع أديب، أحد الشوارع الجانبية بمنطقة المنشية بالإسكندرية النابضة بالحياة والحيوية.
نظم الكرنفال مؤسسة «الدكان»، وهي أحد روافد مؤسسة «جدران» للربط بين الفن والمجتمع بالإسكندرية. يهتم المعرض بعرض إبداعات الفنانين سواء كانوا مصريين أو عربا أو أجانب، حيث تتيح «الدكان» فرصة عرض أعمال تشكيلية وعقد ورش فنية مختلفة المجالات لأعمار مختلفة، وتقديم عروض مسرحية وموسيقية وقراءات أدبية. وقدم الكرنفال فرصة لزواره لقضاء وقت ممتع في انتقاء أروع المنتجات الفنية، لنحو 20 فنانا وفنانة في مختلف المجالات، حيث شاركت الفنانة آلاء مدحت، بعرض إكسسوارات ومنتجات صناعة يدوية. وشاركت جاكلين فايز، بعرض شموع ومشغولات يدوية، وقدمت كل من ريهام ورشا الكفراوي منتجات ديكور، وعرضت سوزان محمود، إكسسوارات يدوية، كما قدم الفنان عمر بدران لزوار السوق رسوما للوجه ونحتا وكاريكاتورا، وشاركت فاطمة علي وأحمد شوقي بإكسسوارات بالأحجار. بينما عرضت مروة كروت، كراسات و(بوك مارك) يدوية الصنع، وعرضت نجلاء نور الدين ومنى سمير لوحات (موزاييك)، وعرض البعض مجموعة من الكتب الأدبية والسياسية والتراثية، وقدمت مجموعة «بداية» صورا فوتوغرافية وشموعا يدوية، بينما شاركت مجموعة «إركي» لـ: دعاء جعفر ورحاب صالح ومنة صلاح، بمشغولات يدوية مصرية، وقدمت مجموعة «كاليجراف» للفنانات: مي عصام، ومنة محسن، وريهام أسامة، حقائب وملابس مزخرفة بالخط العربي، وعرضت مريم الطباع شموعا يدوية ولوحات فنية، وقدمت الفنانة نهى يوسف عرائس يدوية بالتريكو.
وعن فكرة المعرض تقول الفنانة داليا رفعت، المسؤولة عن أنشطة «الدكان»، لـ«الشرق الأوسط» إن كرنفال «سوق الحتة» فكرة جديدة تنظم لأول مرة، وهي جاءت لكي تتيح للفنانين الشباب فرصة لعرض أعمالهم وإبداعاتهم، ليوجدوا في وسط سوق ويخرجوا من قوقعة البطالة، كذلك لإتاحة فرصة جيدة للتعارف والتعاون بين الفنانين من القاهرة والإسكندرية، كما قدم الكرنفال فرصة لأصحاب الحرف لتسويق منتجاتهم في المنشية أهم وأشهر منطقة تجارية بالإسكندرية. وأضافت: «السوق هي سوق مفتوحة تشبه أسواق المنشية الكثيرة، ولكنها مساحة حرة لكل المهتمين بالأشغال اليدوية (hand craft) من فنانين وحرفيين، وأيضا أردنا لكل من يجد في نفسه الرغبة في خوض التجربة وتسويق منتجاته أن يجد مساحة، وأن تتوافر الفرصة لعشاق الفنون اليدوية والفنون المصرية أن يجدوا ضالتهم، وقد لاقت الفكرة نجاحا واسعا وفكرنا أن تكون السوق موسمية في المناسبات مثل عيد الأم وشم النسيم أو في مواسم رمضان والأعياد، وفي ختام اليوم تقام حفلة ساهرة بمشاركة زوار السوق».
وحول انطباع التجار التقليديين في سوق المنشية ورد فعلهم تجاه هذه المنافسة، قالت رفعت: «(الدكان) خلقت مساحة من الحوار مع المجتمع المحيط بها، وكل من يجاورها من محال وتجار، وحدث تفاعل وتتطبع بين الفنانين المشاركين في أنشطة (الدكان) والمقاهي الشعبية والتجار وأصبحوا أصدقاء للمكان».
وقالت مها عبد السميع، ربة منزل: «عرفت السوق عبر موقع الـ(فاس بوك)، وجئت إليها لأني أعشق المنتجات اليدوية ووجدت أنها فعلا رائعة، وخاصة أنها مصنعة بأيدي فنانين محترفين وأسعارها معقولة جدا، كما أن أطفالي أحبوا السوق جدا، حيث أعجبتهم الألعاب التقليدية ووجدوها ألعاب مختلفة عن التي توجد في المتاجر الكبيرة».
هذا الانطباع نفسه تشير إليه نهى علي، موظفة في شركة سياحية، وتضيف: «المعرض فرصة جميلة بحق لاقتناء الهدايا، وخاصة أن معظم الأعمال صناعة يدوية، وهو أمر أصبح نادرا في هذه الأيام، بالإضافة إلى الأعمال الفنية، وبعضها باهر حقا، وأنا شخصيا اشتريت لوحة لمنظر طبيعي غاية في الرقة والجمال».